الرئيسية » تحرر الكلام » طائرات السيسي وبيان ركيك ساذج !!

طائرات السيسي وبيان ركيك ساذج !!

طائرات السيسي وبيان ركيك ساذج !! محمد عزت الشريف *** دائماً ما .. تنشط قطعات الجيش في أوقات الصلوات المتأخرة من الليل ـ لا على مواقع العدو الصهيوني في فلسطين ـ بل؛على اعتصامات الرافضين للإنقلاب العسكري على الشرعية الدستورية في الميادين!! و عادة ما تكون تصرفاتهم حمقاء و مَدعاةً للسخرية ففي مرة أطلقت مجموعات من قوات الحرس الجمهوري النار على المصلين وقت السجود الذي يتسم بالسكون والخشوع والإستسلام لله ..! ومرة أخرى تطلق الطائرات على المعتصمين في ميادين أخرى منشورات تودُّد وتحذير في آن!! منتهى التناقض .. عندما فشلت حيلة التخويف عن طريق الرصاص القاتل ـ يلجؤون إلى الشكل الأخر المضاد تماماً عن طريق التودد الساذج!! خاصة إذا علمنا أن قتلى رصاص قوات الحرس الجمهوري هم أخوة وآباء وأبناء وأقرباء وأصدقاء أولئك الذين ألقت الطائرات عليهم منشورات التودُّد!!. والشيء الداعي للسخرية ـ حقاً ـ أن البيان المتودد قد تضمن في ذات الوقت لهجة عسكرية قاسية آمرة عندما جاء التحذير بصيغة ( عدم الإقتراب) !! و لكن ؛ عدم الإقتراب من ماذا؟ من حرمات الله؟! ـ لا.. إذن ؛ هل يقصد عدم الإقتراب من شيء ما حساس ومحدد؟ ـ لا .. يقول البيان: " عدم الإقتراب من المنشآت الهامة في الدولة" .. !! أي استبداد وغلاظة هذا .. !! ولكن؛ لعلهم يقصدون المنشآت العسكرية؟ ـ برضه لا.. فالبيان ذكر المنشآت العسكرية على حدة ـ علاوة على ذكره " المنشآت الهامة في الدولة" طيب يا عمي العسكري أليست كل المنشآت في الدولة هامة..؟! فكيف تريدني ألاّ أقترب من كل المنشآت في الدولة؟! ـ و إلاّ؛ ما هو معيار الأهمية ـ إذن ـ من وجهة نظرك؟وما هو معيار القرب والبعد ؟ و كيف ستعاقبني إذا اقتربت ؟ـ هل تعاقبني بالرصاص كما عاقبت المعتصمين وهم ساجدون أمام نادي الحرس؟ أم ستلاحقنا بالهراوات الكهربائية ـ أم بالطائرات السمتية؟! من التناقض أيضاً، وضعف الصياغة، والإرتباك الفكري أن يكون البيان مُعنون : (إلى أبناء الوطن) ثم في متن البيان تجيء عبارة: ( لا نفصلكم عن جسد مصر). و عبارة (شأنكم شأن باقي المصريين) .. !! ولا أدري هوّه بيخاطب مين بالضبط ..؟! والعجيب أن البيان أيضا لا يقول هوّه أساساً صادر من مين؟! ثم ندخل في الركاكةإذ يقول: " مَن يريد أن يفض اعتصامه فليتوكل على الله" !! وأنا بالمقابل أسائل كاتب هذا البيان الفصيح: ماذا لو لم أفضّ اعتصامي؟ـ على مَن أتوكل؟!! ثم يقول في ركاكة أكثر" مَن أراد أن يبقى فهو آمن"!! وأنا بالمقابل أرد على الركاكة بمثلها وأتساءل: ماذا لو أردت فعلاً أن أبقى ثم انكسرت إرادتي ولم أبقَ ـ فهل أنا هنا آمن أم لا؟ وماذا إذا لم أرِدْ البقاء ولكني بقيت ؟ ـ هل هنا أكون آمناً أم غير آمن .. ثم؛ ماذا لو دخلنا بيت أبي سفيان؟ـ هل تعطينا الأمان؟! و الأعجب وبجدّ عندما يَعِدُنا البيان بأن الله وكيلٌ على وعود العسكر بعدم ملاحقة المعتصمين!! أسائلهم : هل كان الله وكيلكم أيضا عندما وعد زعيمكم السيسي بعدم مساس مصري واحد بأذى ـ ثم يجيء فجأة وقت سجود المعتصمين في الصلاة ويطلق على رؤوسهم الرصاص؟!! يا السادة الظرفاء نحدثكم عن قضيتنا في التمسك بالشرعية و التي دفعنا ضريبتها من دمائنا وأرواحنا وتحدثوننا أنتم عن الإنسحاب الذليل الآمن!! أرجوكم كُفُّوا عن السذاجة!! ***

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.