الرئيسية » تحرر الكلام » الى الانقلابيين : ماذا لو رجع مرسي للحكم

الى الانقلابيين : ماذا لو رجع مرسي للحكم

في تونس الثورة ليس غريبا أن يدعم حزب نداء تونس حركة الانقلاب العسكري في مصر وهو الحزب الذي ما فتئ يوجه النداءات والرسائل الصريحة والضمنية للجيش التونسي للانقلاب على الشرعية وهذا الموقف ليس غريبا على الشعب التونسي* فحزب نداء تونس هو سليل حزب التجمع المنحل والذي بدوره منحدر من سلالة حزب الدستور وكلنا يعلم أن هذه السلالة الخبيثة لم تؤمن يوما بالديمقراطية ولا بالتداول السلمي على السلطة وأن خطابها الديمقراطي خطاب مزيف يعتمد المناورة والمخاتلة والنفاق السياسي للانقضاض على السلطة من جديد ومواصلة مسلسل النهب واللصوصية التي بدأها أسلافه منذ أكثر من نصف قرن 
                                                                                                    
 
لم آتي بجديد في الفقرة السابقة فالتاريخ شاهد على ما نقول ولكن الجديد والغريب أشد الغرابة أن يصدر الاتحاد العام التونسي للشغل أعرق منظمة نقابية عربية بيانا رسميا يؤيد فيه الانقلاب ويشيد بالعسكر المصري مدعيا وهو كاذب أن ذلك نتاج إرادة شعبية وتصحيح لمسار الثورة المصرية ولا ندري ما الذي دهى إتحاد النقابات في تونس ليؤيد ويبارك انقلابا للجيش تم تحت تصفيق وتهليل فلول نظام حسني مبارك وبتنسيق مسبق بين الدولة العميقة في مصر وأطراف خارجية تؤرقها الثورات العربية وليس أدل على ذلك بهجة وفرح صهاينة تل أبيب بهذا الانقلاب 
أفلم تشاهد قيادات إتحاد الشغل على الفضائيات صورة الخنزير ابن الخنزير توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين ممجد حسني مبارك وعميل الصهيونية يرفع 
على الاعناق في ميدان التحرير فرحا وسرورا بالانقلاب العسكري على أول رئيس مصري منتخب منذ أكثر من قرن من الزمن
 
فهل أصبح إتحاد الشغل حزب سياسي ونحن لا نعلم ويبدي مواقفه الرسمية المخزية من أنظمة الحكم العربية ويؤيد الانظمة العسكرية الآتية على ظهور الدبابات والمصفحات فهو صاحب التاريخ النضالي العريق وهي المنظمة التي أسسها ووضع أعمدتها الرئيسية خيرة رجال تونس إبتداءا من عبد العزيز.
الثعالبي الى الشهيد فرحات حشاد
 
 
بعد كل هذا التهليل بهذا الانقلاب الخبيث والترحيب بالديكتاتوريات العسكرية التي جنت على الامة العربية وكبدتها الهزائم المتتالية والنكسات المتلاحقة ماذا لو رجع محمد مرسي للحكم نتيجة الضغوط الشعبية … ماذا لو تراجعت الدول الكبرى التي أعطت الضوء الاخضر لهذا الانقلاب وذلك مخافة التداعيات الغير محسوبة على الوضع الاقليمي والعالمي … وهذه ليست أوهام ولا أحلام في وضع مماثل للوضع المصري ومفتوح على كل الاحتمالات….
فماذا سيقول هؤلاء الذين عنهم نتحدث …عندئذ بأي ورقة توت سيخفون عوراتهم… وبأي عطور مستوردة سيتخلصون من روائحهم العفنة والكريهة  
 
                                    عادل السمعلي
                  كاتب من تونس    
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.