الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » طبيب القصير يروي تفاصيل (رحلة الموت والألم) للنزوح من المدينة

طبيب القصير يروي تفاصيل (رحلة الموت والألم) للنزوح من المدينة

نشرت صفحات الثورة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، رسالة للدكتور قاسم الزين، مدير مستشفى القصير، يروي فيها المشاهد المأساوية التي عاشها النازحون من مدينة القصير خلال "رحلة الموت والألم" الأخيرة.
وكتب الدكتور قاسم الزين في رسالته يقول: "بدأت المعاناة من 19/05/2013 عندما بدأ الهجوم البربري لقواتهما (النظام السوري وحزب الله) .. حصار خانق على عدة مستويات، استخدام كافة الأسلحة الفتاكة: طيران ودبابات وهاونات وصواريخ .. كل يوم شهداء بالعشرات وشهداء وجرحى كتير".
وأضاف أن هذا الهجوم المتواصل خلف حوالي 300 شهيد و1300 جريح، حتى "تحولت بيوت القصير ومقراتها إلى بيوت للجرحى فزاد العبء على المجموعات مع زيادة الشائعات والحرب النفسية والإرهاق والتعب والحرمان والقصف العنيف من كافة الأسلحة (طيران وصواريخ أرض أرض وقنابل فراغية و….. وكل يوم يزداد القتل والدمار والتهجير والتشريد".
 
ووصف قاسم في رسالته الانسحاب من القصير بأنه "أمر محزن جداً وقاس جداً قلوبنا تتفطر ألماً"، لكنه اعتبر أن الانسحاب "حقن دماء الكثير من الثوار من أجل معركة التحرير".
 
وكشف الدكتور قاسم تفاصيل ما وصفها بـ"رحلة الموت والألم"، مشيرًا إلى أنها بدأت بإخلاء المدنيين والجرحى وانسحاب الثوار.
 
وفي التفاصيل يقول: "ليلاً توجهنا إلى البويضة 4/6/2013 فدخل عناصر حزب الله وقوات الأسد إلى مدينة فارغة أكملوا تهديمها بعد سرقة كل ما فيها يقولون سقطت القصير وأنا أقول القصير لم تسقط بل سقطت الإنسانية كلها".
 
وتابع قائلاً: "5/6 /2013 يوم النكسة هو يوم نكبة القصير .. انطلقنا نحو ما يسمى بالفتحة؛ فتحة الموت، حاملين مئات الجرحى على الأكتاف سيراً على الأقدام في ظلمة الليل بصمت مطبق وخشوع ودعاء. استمر المسير أكثر من ست ساعات أطلق علينا الرصاص والقذائف أكثر من مرة، حاولنا عبور الفتحة لكن الكمين كان لنا بالمرصاد فعدنا إلى البساتين وانتشرنا بها، حاولنا النوم على الحجارة في ظل برودة صيفية شديدة، وبعد شروق الشمس بدأ الهجوم علينا – أكثر من 15 ألف بين جرحى ومدنيين نساء وأطفال وشيوخ بالإضافة إلى الثوار".
 
 
ويضيف: "هاجمونا بالدبابات والمدفعية وبدأت المعركة والناس نيام تصدى الثوار للمعركة الأولى وحمل الناس جرحاهم وأغراضهم هروباً من الموت واستمرت المعركة طوال النهار سقط فيها 8 شهداء وقضى سبعة من الجرحى بسبب عدم وجود الدواء والسيرومات".
 
ويواصل حديثه: "مع المعارك بدأت رحلة البحث عن الطعام والشراب لكن دون جدوى وزاد الجوع والعطش لا ماء ولا هواء ولا دواء، أكلنا أوراق الشجر".
 
"في اليوم الثاني، تكرر المشهد: هجوم من عدة جهات ومعارك عنيفة وسقوط 17 قتيلاً معظمهم ليس بسبب شدة الإصابة بل لأننا لا نملك شيئا نداوي الجراح حتى الأمنية الأخيرة لأحد الأطفال وهو أن يشرب الماء قبل الرحيل لم نحققها له".
 
"وفي المساء بدأنا رحلة الموت من جديد وسار الجرحى المحمولين على الأكتاف إلى فتحة الموت كنت في المقدمة معهم وقبل وصولنا إلى الفتحة هاجمونا بالدبابات والمدفعية والرصاص لا نعرف مَن وكم استُشهد من الجرحى ومن كانوا يحملونهم وتفرَّق الناس وسقط الجرحى من فوق الأكتاف، استُشهد الجريح ومن يحمله في أي زمن نعيش ما هذا الإجرام؟!!".
 
ويمضى طبيب القصير قائلاً: "صرخ الناس الموت ولا المذلة لا طريق للحياة سنموت من الجوع أو العطش أو من قذائف الطيران أو الدبابات والقناصات .. وهاجموا الكمين بصدور عارية وأسلحة خفيفة فأحرقوا الدبابة ودحروا الحاجز والكمين وأكملنا الرحلة، لكن عاد القتل وجاؤوا بدبابات جديدة منعت 150 جريحاً مع مرافقيهم من الخروج والوصول إلى الفتحة وعاد الموت والجوع والعطش والألم ولا يزالون محاصرين حتى هذه اللحظة".
وقد تلقى نشطاء الثورة السورية رسالة طبيب القصير قاسم الزين، فجر اليوم الأحد (9/06/2013)؛ ما يعني أن الأوضاع المأساوية لهؤلاء النازحين لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
واختتم الدكتور قاسم رسالته قائلاً "ناشدت كل المنظمات الإنسانية لكن دون جدوى .. حسبنا الله ونعم الوكيل".

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.