الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » الأوبزرفر: التوترات فى الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من الكراهية الدينية البسيطة

الأوبزرفر: التوترات فى الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من الكراهية الدينية البسيطة

نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، تقريراً مطولاً عن الصراع فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الصراع السنى- الشيعى دفع حزب الله اللبنانى إلى مساعد قوات الرئيس السورى، بشار الأسد، لاستعادة بلدة القصير الحدودية، فضلاً عن اندلاع المعارك بين الجانبين فى لبنان، فى حين وصل عدد القتلى من ضحايا العنف بين الطائفتين فى العراق خلال شهر إلى حوالى ألف قتيل.
 
إلا أن الدين وحده، حسبما تقول الصحيفة، لا يفسر هذه التوترات المتزايدة، فالتحولات السياسية الجذرية التى بدأها الربيع العربى، تساعد فى خلق نزاعات إقليمية جديدة فى الشرق الأوسط.
 
وتحدثت الصحيفة عن التصريحات التى أدلى بها الشيخ يوسف القرضاوى قبل تسعة أيام، بشأن سوريا، والتى دعا فيها إلى الجهاد هناك، ورأت "الأوبزرفر" أن هذا لم يمثل فقط تحولاً حاداً فى التوترات الطائفية فى الشرق الأوسط بين السنة الشيعة، بل يمثل تصعيداً فى لهجة القرضاوى، موضحة أنه عندما كان يخطب فى الجامع الأزهر فى الخريف الماضى عن سوريا، كان حاداً فى إدانته لنظام بشار الأسد، لكنه لم يصل إلى حد الدعوة للجهاد.
 
ولم تأت تصريحات القرضاوى التى أيدها مفتى السعودية، عبد العزيز الشيخ، من فراغ، بل كانت رداً على حديث حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والذى اعترف فيه بأن مقاتليه يدعمون نظام الأسد فى سوريا.
 
وتتابع الصحيفة قائلة: "لو أن هناك حاجة إلى أى دليل على البعد الطائفى المتنامى لعدم الاستقرار المتزايد فى الشرق الأوسط، والذى لعب فيه الصراع المتفاقم فى سوريا دورا كبيراً، فقد كان هذا الدليل واضحاً الأسبوع الماضى خلال معارك القصير".
 
وتابعت الصحيفة: "وفى العراق حيث التوترات قاتلة بين السنة والشيعة، وأدت لوفاة أكثر من 1000 شخص فى أحداث العنف الطائفى، وهو أعلى معدل شهرى منذ عام 2008، وكانت سوريا بمثابة المغناطيس الذى جذب هؤلاء الساعين للقتال سواء لصالح الجهاديين السنة من العراق أو الشيعة اللبنانيين".
 
واختتمت "الأوبزرفر" قائلة: "إن التصاعد الراهن فى التوترات فى الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من الكراهية الدينية البسيطة، بل إنه يعكس احتجاجاً متزايدا متجذراً فى التنافسات الأخيرة على السلطة والحقوق والهوية، والتى تفاقمت بسبب الحرب فى العراق والربيع العربى".
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.