الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » لك الله ياعراق الظلم والفاقة

لك الله ياعراق الظلم والفاقة

   لا يا مسكين يا مايكل دوكَلاس ..

فرغم أفلامه الجميلة التي أبدع بها ورغم حسن زوجته التي اقترن بها فأصبح مثار حسد وعيون متربصة تنطبق عليها آيات المعوذتين، فقد تورط مؤخراً وهو يجري مقابلة صحفية مع جريدة الكَارديان بلفظ عبارة مفردة جعلت حياته الشخصية مثار تندر وخيالات وفنطزة لكل من هبّ ودبّ . الرجل كما نقول هنا، مجرد أجاب عن سؤال ملمّحاً لعلاقة سرطان الحنجرة  الذي أصابه بممارسات جنسية خاصة تتصل بفايروسات تصيب عنق الرحم فربط بين الحالتين، كمن يربط التدخين بسرطان الرئة ، حكاها (فابتلى على عمره )! كان الله في عون زوجته العلوية كاثرين زيتا- جونز  المبتلاة بثنائية القطب أصلاً ، فالتصريحات هذه تمسّها ولو من بعيد وهي كفيلة بتعميق قطب الكآبة لديها على حساب قطب الإبتهاج وفرط الفعالية ذاك الآخر !

والدار الدنيا هذه ليست دار عدل بل دار ظلم منذ تأسست الحياة على هذا الكوكب ، زيتا جونز ذات مشاهد فلم زورو تلك  تصاب بثنائية القطب بينما حنان الفتلاوي تحظى بثنائية الفاعل ، وصولاغ الأرقط ذاك الآخر أبو وجه الحصيني يحظى بثنائية المناصب!  مايكل دوكَلاس يصاب بسرطان الحنجرة بينما جلال الديك الحقير يعوي بالطائفية من على منبر براثا كل جمعة من دون أن يصيبه أي سرطان (ربما لأنه هو سرطان أصلاً) ! أنت لو تأملت بالموضوع بعيداً عن إعتبارات السماء ومشيئة القدر التي هي غيبية أصلاً فستجد أنه ليس من العدل بشيء أن يتسرطن مايكل دوكَلاس وهو لم يتورط بقتل وسحل وتعذيب وهتك أعراض و بغضاء مذهبية شنيعة،  بينما بهائم المنطقة الغبراء هذه ترتع وتلعب سارحةً في عشب العراق الدسم منذ عشر سنوات بلا حساب وبلا عقاب وهم مقترفون أصلاً لما هو أخزى وأبشع ! لكنني رغم كل هذا أؤمن أنّ لله تعالى تقديراته وأنّ له تصريفاته التي لا تخطيء أحداً مهما تأخر أوانها بنظر البشر ، إنما هي حاجات في نفسي قضيتها .

ذكرني تصريح مايكل الأخير (والذي أثار ضجة إعلامية تصدرت عناوين الصفحات والمواقع مؤخراً ، عندما ربط بين سرطان الحنجرة وممارسة الجنس الفموي) ذكرني بتلك الليرة التي أوردها دريد لحّام في مسرحية (كاسك يا وطن)، الليرة التي كشفتها الأشعة السينية وقت بلعها فقير في حين لا أحد يحكي عن أطنان من النقد والذهب تنهب وتبتلع من قبل الأثرياء الموسرين والمسئولين المرتشين !

هذا ممثل حكى عن شيء يبدو من التابووهات لدينا وفق ثقافتنا التي تعيب على الشيء وتفعل أكثر منه (تحت العباية) ، وكم من المحرمات ترتكب تحت ستارة العباية( الرجالية والنسائية) ومن يوم كان ناظم الغزالي ينبه لذلك بأغنيته ( طالعه من بيت ابوهه  رايحه لبيت الجيران)، وبالتالي تصبح نائبة في البرلمان وتكمل مسيرتها المنحرفة تلك من دون أن تعطي العباية إيعاز ( جنبك… قماش)!! لكنه موضوع معتاد بثقافة الغرب الليبرالية التي لا تعرف الخجل وكذلك في تناولات الشارع والصحافة وبرامج الصحة والحرية النسائية وأخبار الفن والفنانين لديهم . نطق الرجل فأعملت الصحافة ربطاً وتوصيلاً للخروج بقصة تجعل منه قطب رحى في قصص مزعومة وخيالات محمومة بغية رفع معدلات البيع وإستقطاب الدخول على الصفحات الإعلامية الفنية في الإنترنيت، وكله لأجل المال لا غير . نحن لدينا قصص تفوق هذه خيالاً وخلاعةً ورعباً وأسى ، نحن لدينا ممارسات تدور كل ساعة من كل يوم في سراديب الإستخبارات والمخابرات والشرطة والشرطة الإتحادية وفيلق بدر ومخابئ عصابات الحك والفرقة القذرة وبقية الأجهزة الإرهابية التي يسمونها (أمن) ، ممارسات يقف إبليس مذهولاً أمامها كما أتصور وهو ينبش بأنفه ،ومع هذا فهي تحظى بصمت الحملان عن جرائم الذئاب على مستوى العالم كله ، اليوم يتباكون على أربعة عشر شرطي حدود تم إعدامهم في سيطرة وهمية ( حدث العاقل بما لا يعقل فإن عقله فهو أكبر كلب إبن جحش) ! إذا كان 14 شرطي حدود لا يستطيعون فرز السيطرة وتمييزها، ومن ثم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بل ينبطحون كما لو كان سعدي الحلي هو من وجّه الأمر لهم ، فما تراه يكون حال المواطن العراقي في مواقف مشابهة نعرف أنها تتكرر داخل المدن بالعشرات يومياً في كذا مدينة؟ المواطن المسكين الذي أصبح حاله مثل التي يقول فيها المثل  (لا تعرف حماها من رجلها)، لا يعرف التشكيلات ولا عائدية السيارات ولا فروق الترقيطات .

وسبقت حادثة النخيب هذه مقاتل شنيعة للمتظاهرين في الحويجة ومن ثم لعشرات من أهالي السنة في بغداد بحجة خطف بضعة مفاعيص من أهالي كربلاء تم إطلاق سراحهم بعد أن إكتملت فصول تقتيل الأبرياء ببغداد والحكومة ساكتة كأية مومس مبلسة في فاتحة قتيل ، كيف حسبتموها؟ من يسترد أرواح الضحايا بعد عودة المخطوفين؟ من لأهاليهم وأطفالهم؟ كل هؤلاء ماتوا ولم يذكرهم أحد ولا اهتزت الخارجية الأمريكية لهم  فالقضية وما فيها هي أنه : لا بواكي لسجناء العراق وسجيناته !

والعتب ليس على منظمات العالم المتشدقة دوماً بالإنسانية وبحماية الحيتان والفقمات، العتب ليس على الدول الغربية أو الشرقية، العتب ليس على العرب ولو كانوا من جيران العراق أنفسهم ، العتب بالمقام الأول هو على نصف العراقيين الذين يرون في دفن النصف الثاني ضمانة لحياتهم وإستمرار رواتبهم ومناصبهم وإيفاداتهم ! العتب بالمقام الأول هو على مرجعيات الشيعة في النجف وكل مدينة بالعالم ، فالساكت عن الجريمة هو شريك فعلي فيها، والساكت عن الحق هو شيطان أخرس ، العتب بالمقام الأول هو على من ينتخب مجرمي الدعوة والمجلس الأعلى متعامياً عن مدى إستعداد مرشحه للقتل والظلم والتعذيب والإفتراء . العتب بالمقام الثاني هو على السنة السفلة الذين توجهوا لصناديق الإقتراع وكأنما لا شغل لهم بما يجري فوق الأرض وتحت الأرض ، هؤلاء يلون أولئك بالتسلسل نظراً لقلة أعدادهم وضعف تأثيرهم الإجمالي بالقياس للشيعة، لكنهم يسبقون غيرهم بالتسلسل من حيث السفالة والحقارة والخيانة ، خيانة الله والوطن .

لا بواكي للعراق ،لذا سيبقى جون كيري ومارتن كوبلر ومن لفّ لفهما يشيحون بوجوههم عن مجازر العراق وعن جرائم حكومة المالكي ليهتموا بشرطة قيل أنهم قتلوا في النخيب ، ويهتمون بمتظاهر تركي خرج يبتغي إسقاط حكومة لن يحظى أي بلد عربي بمثلها ولو بعد يوم القيامة بقرن من الزمان ! تركي خرج متظاهراً على حكومته ليس بسبب ظلم وقع عليه ولا كهرباء حرمته منها ولا شرطي أو جندرمة يصفعه ويسحب إبنه من بيته أمام أهله ليُغتصب بالسجون وفق المادة 4-إرهاب ومن ثم يتم إقتلاع عينيه وتثقيب عظامه والقفز على صدره حتى تفيض دماؤه من منخريه بينما الشرطة يهزجون ويصورونها على اليوتيوب، كل ما في الأمر الذي إستفز هذا التركي هو ساحة للطربكَة والعنفصة يعترض الأفندي على تطويرها وهو (أقليّة)! كذا تم تبليغه من قبل مسئوله الحزبي الذي أبلغه بالخروج والتظاهر لعل الحكومة تسقط وتصبح تركيا مثل سوريا ، في الخرا سوا، أقلية جايفة تحكم أكثرية تفوقها عدداً وشرفاً وإستحقاقاً بعشرات المرات ! ﭘﯿﺲ نفر كما نقول، قرداش أو بكتاش لا يشتريه العراقيون بقشرة موز على الطريق ، مات أم عاش،هو ما تقرأ عنه في نشرات الأنباء ! وستبقى الأخبار تخطيء وجهتها كما يفعل الرامي الأحول، فتهتم بجرو توجهت فرق الإغاثة لنجدته بعد سقوطه في خندق والعالم يحبس أنفاسه في إنتظار نجاح المهمة ، لتخرس مقابل ذلك عن مئات آلاف العراقيين مدفونين تحت الأرض منذ سنين بلا سبب موجب، ويوم خرج أهاليهم لتنبيه العالم بشأن مأساتهم المستمرة منذ عشر سنوات تم تقتيلهم وتكذيب صدقيّة دعواهم والعالم أعمى أخرس أطرش ! وسنبقى نرى في الأخبار تقارير ومظاهرات تنتصر للمرأة الهندية لكننا لن نعرف أبداً عن أية هندية يحكون؟ تلك التي تم إغتصابها بالمرافق العمومية أو الأخرى التي سبقتها فماتت من فرط الإغتصاب أم الهنديتين اللتين أحرقتا طفلة من الجيران بسبب وشاية أطفال في سرقة رمانات من بستان أحدهم ! وسيبقى العالم صامتاً مقابل ذلك عن مئات العراقيات ممّن يغتصبن بدءاً من التحقيق الأولي بمراكز الشرطة( حيث المتهم مذنب إلى أن تثبت براءته!) وصولاً للسجن حيث تنتهي بهن الديمقراطية المزيفة التي تم توريدها لنا ومثله مئات آلاف الرجال الذين لو نطقوا خراج السجون لأبكوا الحجر وجللوا وجه الساكتين بالعار حتى مماتهم ! لك الله يا عراق الظلم السرمدي رغم سبعين إماماً وعشرة أنبياء يقال أنهم مدفونين على أرضك ، لك الله يا عراق الفاقة والعهر والإحتيال في الإرتزاق رغم ملايين تجبى في خُمس وزكاة ومشاريع وموازنات، ومراقد تلتمع بالذهب !

وعلى نفس المنوال فقد أدان مسئول أميركي كبير ، تعرفونه، أدان قبل يومين أعمال العنف التي جرت في تركيا وكيف تعاملت الحكومة التركية مع المتظاهرين الذين هم بغالبيتهم من المعارضة ومن العلويين أنصار بشار أسد في جرائمه ضد شعبه ! بضعة قشامر من المعجبين بتركيبة غريبة قوامها ( إبقاء ساحة تقسيم الشهيرة بتراثها غير الأخلاقي منذ عقود ، و ولاء مستهجن لبشار المجرم وهو ما كان تركياً ولا كان من بني عثمان ! لكنها العلوية التي فاقت الماسونية ونصبت نفسها سرطان المنطقة الأول والأخطر، بلا منازع . أنت تتعجب كيف (يحمى حمام) الخارجية الأمريكية في هذه ويبرد عن ضحايا الحويجة والأنبار والموصل وديالى ( وأنا رغم مواقفي المعروفة من هذه الطوائف ، لكنني لا أقصر الكلام هنا على المحافظات هذه كونها سنيّة بل كونها ثائرة منتفضة تدفع ثمن إنتفاضاتها أرواحاً بريئة يوماً بعد يوم فهي الأجدر بالتناول . لو فعلت مثلها أية محافظة من محافظات الوسط والجنوب لشملتها بين القوسين من دون تمييز لكن أنى لهم التناوش؟ أنى لهم أن ينتفضوا وهم قد غطسوا أصابعهم بالبنفسجي من جديد ، في إصرار على تغطيس العراق بالدم من جديد ولأربعة سنوات مقبلة !).  

كتابات (ابو الحق)

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.