الرئيسية » حياتنا » أحلام عندما تنسلخ عن جلدها تقع في فخ (الفشختين)

أحلام عندما تنسلخ عن جلدها تقع في فخ (الفشختين)

 

لا ينكر أحد أن الفنانة أحلام قطعت شوطاً طويلاً لتصل الى ما وصلت إليه من نجاح وشهرة ونجومية ولتتربع على عرش الأغنية الخليجية لما لها من حضور قوي على المسرح، وخامة صوتية جميلة، ناهيك عن ذكائها في إختيار الأغنيات الناجحة التي مكنتها من كسر حاجز المناطقية، فلاقت نجاحاً خارج منطقة الخليج، محققة لها شهرة عربية واسعة.
مشكلة أحلام الأساسية والوحيدة هي عقدة "الطقاقة"، حيث عانت من الصحافة الصفراء وما زالت تعاني منها، فعندما يرغب صحافي كاره لها بالإنتقاص منها يعايرها ببداياتها ويصفها بـ"الطقاقة" (أي مغنية الأفراح الشعبية)، وهو أمر إن صح لا يعيب أحلام، ولا يسيء إليها، بل على العكس يضيف الكثير لقصة كفاحها، فهذا يترجم فعلياً بأنها إنسانة عصامية ومثابرة، بدأت من القاع، ونجحت في الوصول إلى القمة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لِم تحاول أحلام جاهدة أن تنسلخ عن جلدها وتتظاهر بما ليس فيها؟ 
فلو حللنا تصرفاتها منذ أن انضمت إلى لجنة تحكيم Arab Idol  سنرى التالي:
1-  في الموسم الأول، كانت تبالغ في إظهار الثراء والبذخ  لكن دون ذوق، فأساس الأناقة هو الرقي والبساطة.
 وبالتاكيد في الموسم الثاني نجحت أحلام  في تجنب جرائم الموضة التي كانت ترتكبها في الموسم الأول فبدت أنيقة دون تكلف، وجميلة دون مبالغة في المكياج، وتستخدم مجوهراتها الإستخدام المناسب غالباً، وهو أمر يحسب لها.
2- كانت ولا تزال تحاول الحديث بلغات كالإنجليزية والفرنسية، وهي لا تتقنها، وإنما تحفظ بضع كلمات متناثرة واسعة الإستخدام من هنا وهناك، وغالباً لا تجيد تصريفها بشكل صحيح عند إستخدامها على الهواء فتعرض نفسها للسخرية، سخرية راغب زميلها في لجنة التحكيم بإبتسامة لا تخلو من خبث الشماتة أو ملاحظة فيها إستخفاف جلي، ناهيك عن سخرية الجمهور المتابع للبرنامج.
وهنا تتجلى عقد النقص بوضوح، فليس عيباً أنها لا تتقن لغات أجنبية، العيب هو أن تستخدمها للإيحاء بأنها تتقنها فعليًا، وكان الأجدى بأحلام الكبيرة بمقامها فنياً، إن كانت ترى ضرورة في الحديث بلغات أجنبية ضمن برنامج عربي دون مبرر سوى التشبه بزملائها الفرانكوفونيين أو بمزدوجي الثقافة الأنجلو أراب فلتجتهد ولتدرس هذه اللغات وتتقنها بالفعل، وعندها سيصفق لها الجميع بدلاً من السخرية منها.
أو فلتتحدث بلغة عربية سليمة وبتلقائية وعفوية دون إستعراض وتكلف ولن يعيبها ذلك أو يقلل من مقامها بل يزيدها إحتراماً ويغني حضورها.
أحلام وفخ "الفشختين"
ولم يقتصر تعدي أحلام على اللغات وإنما انتقل إلى اللهجات العربية فخلطت بين المصري واللبناني ووقعت في المحظور في حلقة الأسبوع الماضي عندما استخدمت لفظة خادشة للحياء باللهجة المصرية على أنها مصطلح لبناني، وهي فعلياً ليست كذلك.
فكلمة "فشخة" اللبنانية تعني "خطوة"، وتستخدم للدلالة على قرب المسافة، وهي عندما قالت للمشتركة العراقية برواس في أراب أيدول "فشختيني" أخطأت واستخدمت اللفظ الخادش باللهجة المصرية في سياقه المعتاد فيها، ونسبته الى لبنان، ولم تكن له علاقة بمعنى الكلمة باللهجة اللبنانية. 
وردة فعل زميلها المصري حسن الشافعي كانت كافية لتؤكد للمشاهد بأن سمعه لم يخنه وبأن أحلام قالتها بالفعل.
وبالطبع هي عنت في إستخدامها للكلمة أن تقول "حطمتني أو دمرتني أو أدهشتني"، لكنها في إستعارتها للمصطلح إختلطت عليها اللهجات والمعاني. وربما كانت البحرين هي الأقرب لما أرادت أن تقوله وليس لبنان، ففي البحرين فشخ تأتي بمعنى كسر وحطم بحسب ما أسر لنا به أحد الأصدقاء.
وفشخ كلمة موجودة في اللغة العربية الفصحى وبحسب المعجم تعني الصفع أو اللطم، أو الكذب، وفي سياق آخر "المباعدة بين القدمين"، وهو الأقرب للمعنى البذيء للكلمة المتداولة والشائعة الإستخدام بلغة الشارع في اللهجة المصرية.
وفي الختام، وأغرب ما في الموضوع هو أن اللفظ شائع في الإمارات كذلك ويأتي بالمعنيين "خطوة" أو "المباعدة بين القدمين" وأحلام مقيمة في الإمارات، ودون شك مر عليها هذا المصطلح. فلِم سعت للبننته والدخول في هذه المتاهة؟!
من باب الحرص لا التصيد
قد يعتقد القارئ أننا نتصيد لأحلام على كلمة لكن لو تابع معنا ردة الفعل على مواقع التواصل الإجتماعي سيفهم أن تداعيات كلمة تقال عفوياً على الهواء قد تتحول الى زوبعة من النقد والسخرية المهينة كانت أحلام في غنى عنها.
بلاشك أن الوحدة العربية التي تنادي بها فنانة الخليج الأولى جميلة، والتعرف على اللهجات الأخرى مطلوب أيضاً، لكن الحذر في إستخدام مصطلحات هي ليست أكيدة من معناها أو مدلولاتها خلال برنامج مباشر على الهواء ضروري أيضاً.
أحلام وأصالة وورطة فرح
ولم تقتصر كوارث أحلام في حلقة الأسبوع الماضي على اللهجات، فهي ولا نعلم إن كان ذلك بقصد خبيث أو دون قصد وبعفوية تامة أحرجت المشتركة السورية فرح التي أدت أغنية للفنانة نجوى كرم وفوجئت بأحلام توجه تحية لأصالة وتشيد بمكانتها وقيمتها الفنية، والجميع يعلم بأن الشعب السوري منقسم على نفسه، والكراهية بين مؤيدي النظام وكارهيه كبيرة، وقد تصل تداعياتها الى القتل تعبيراً عن الرغبة في إلغاء الآخر.
وأحلام بإشادتها بأصالة أحرجت فرح وجرّتها لمستنقع السياسة، لأن المسكينة ما إن قالت "أصالة على راسي" حتى فُتحت عليها أبواب جهنم عبر مواقع التواصل الإجتماعي من مؤيدي الأسد، وهي (أي فرح) كانت بغنى عن هذا الفخ الخبيث/ العفوي.
وكان بإمكان أحلام لو كانت تفهم في السياسة، كما تحاول أن توحي خلال البرنامج، أن توجه رسالتها لأصالة في بداية الحلقة خلال كلمتها الإفتتاحية، دون توريط لأحد، إذا كانت ترغب بتدارك هفوة الحلقة التي سبقت عندما أشادت وراغب بميادة الحناوي وسقطت أصالة سهواً منهما، وبالتأكيد عتب أصالة عليهما عبر تويتر، إستدعى من أحلام أن ترد لها إعتبارها على الهواء، لكنها اختارت التوقيت الخطأ. حتى أن أصالة عبّرت عن شفقتها على المشتركة السورية فرح عبر تويتر بعد الهجوم الذي طالها بسبب الموقف الذي وضعتها أحلام فيه.
 
مناكفات أحلام وراغب
دون شك أن مناكفات أحلام وراغب علامة جزء من متعة متابعة البرنامج شرط أن لا تأتي على حساب المشاهد والمشتركين، وأن لا تتعدى حدود المزح المقبول، وتتحول إلى إهانة مباشرة على الهواء، ففلتان أعصاب أحلام في الحلقة الماضية، خلال مداولات منح بطاقة الإنقاذ وهي توجه حديثها لـ "نضال" إحدى الإداريات المسؤولات عن الإنتاج في محطة أم بي سي، ووصفها لرد راغب عليها بخصوص "تبييض الطناجر" وردة فعل نانسي الضاحكة على الموقف، بأن هناك مهرجين على المسرح غير مقبولة.
ويبقى أن نهمس في أذن الفنان راغب علامة أنه ثبت إتهام أحلام السابق له بـ "تبييض الطناجر" عندما منح بطاقة الإنقاذ لفارس المدني وهو يعلم جيداً بأن هناك من هو أحق منه بهذه الفرصة.
ولا نعلم هل طلب منه ذلك أم أنه أراد فقط مداعبة أحلام على حساب مشتركين آخرين…  أم ماذا؟!
 أما نانسي فهي مطالبة بالتخلص من تبعيتها لراغب، وأن تلجأ للموضوعية، وتقصي طيبة القلب والعواطف فلا مكان لها هنا مطلقاً. فكم كانت رائعة ومنصفة بحق الباقين، عندما قالت للمشترك اللبناني وائل ما كان يجب أن يقال، عندما أخفق في إستغلال فرصته الثانية التي منحتها له، فهذا هو التصرف المتوقع من محكم منصف.
فارس أحلام المدني
ومن الضروري أن تعي أحلام وجميع أعضاء لجنة التحكيم في البرنامج بأن موقعهم بمثابة موقع القاضي في المحكمة، وأن أحكامهم يجب أن تكون مهنية وموضوعية، تحكمها معايير فنية وليست عاطفية، أو شخصية، أو تجارية أو مناطقية. وأن إنحيازها للمشترك السعودي فارس المدني، أساء للبرنامج ولمصداقيته، وموضوعيته، وأفسد علينا متعة المشاهدة، فمهما كانت هوية الشخص الذي يصر على بقاء هذا المشترك في البرنامج لأطول فترة ممكنة، فهو لن يتمكن من فرضه على الجمهور، أو فرض محبته في قلوبهم، وهناك بالتأكيد من هو أحق منه في البقاء، وهو إبن ملحن معروف ولن يكون من الصعب عليه أن يشق طريقه وحيداً، دون الحاجة لإستفزاز المشاهد بليّ القواعد والقوانين ومناقضة الذات أكثر من ذلك، فأحلام على دور صابرين النجيلي قالت إن المشتركين الباقين يستحقون بطاقة إنقاذ أكثر منها، وعادت لتناقض نفسها عندما إدّعت أن المشتركين الباقين لديهم تصويت الجمهور، وبررت إستخدام البطاقة لمن تريد وليس لمن يستحق فعلاً.
فالقاضي في المحكمة إن شك للحظة بأن حكمه فيه إنحياز لطرف دون الآخر يتنحى عن نظر القضية، هذا إذا كان لديه ضمير.
 
أحلام كالجزيرة
طبعاً أحلام نشيطة جداً على مواقع التواصل الإجتماعي وهي تتابع مثلنا تماماً  تداعيات جميع تصرفاتها شعبياً، وبتنا واثقين أنها تتقصد إثارة الجدل، لا بل وتستمتع بردات الفعل، حتى المسيء منها.
وعلى ذمة موقع الجزيرة أونلاين، غردت أحلام عبر تويتر مشبهة نفسها بقناة الجزيرة القطرية التي يبغضها الجميع، ومع ذلك يتابعون نشراتها الإخبارية. فهي إذن تتبع مبدأ Bad Publicity… Is Good publicity أي أن الدعاية السيئة هي دعاية جيدة في المحصلة. 
 
مي ألياس 
إيلاف

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.