محللون في إسرائيل: رد سورية وحزب الله وإيران على الهجوم سيشمل إطلاق أكثر من 10 آلاف صاروخ باتجاه عمق الدولة العبرية
ما زال الإعلام العبري في إسرائيل يُحاول سبر غور الرد السوري على الهجوم الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي على دمشق، مشددا على أن حزب الله اللبناني، ما زال مستمرا في المحافظة على الهدوء، ذلك أن حزب الله امتنع حتى الآن عن إصدار بيان أوْ تصريح يُعلن فيه موقفه من العدوان الإسرائيلي على العاصمة السورية، ويبدو التوتر جليا للعيان في تحليلات الخبراء، مع أنهم يُرجحون عدم قيام سورية بالرد على الهجوم، وفي هذا السياق، وفي أعقاب الهجوم على قوافل الأسلحة المتطورة من سورية لحزب الله اللبناني، وازدياد التوتر على الحدود الشمالية، حاولت القناة الثانية الإسرائيلية فهم ما يدور في المناطق الشمالية من خلال استضافتها لمحللين كبار وهم أيهود يعاري، محلل الشؤون العربية، وروني دانيئيل، محلل الشؤون العسكرية، إضافة إلى قائد سلاح الجو الأسبق، الجنرال في الاحتياط إيتان بن الياهو، والذين أوضحوا من وجهة نظرهم ما هو الوضع على الحدود الشمالية.
ويشير المحللون في بداية حديثهم عن الوضع في سورية إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تؤكد ولا تنفي بشكل رسمي ما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم قافلة صواريخ كانت معدة لإرسالها إلى لبنان، مؤكدين أن نقل سلاح من نوع الفاتح 110 في الوقت الراهن إلى حزب الله لن يخل بالتوازن بعكس ما تم الادعاء به، بل أنه سيمنح حزب الله مستوى إضافي من القدرات.
ورأى المحللون أنه حتى لو كان الجيش الإسرائيلي هو من قام بالهجوم على سورية فإن الحديث لا يدور عن عملية معقدة، إلا أنه يكشف فقط القدرة الاستخبارية الجيدة بما يخص سورية، موضحين أن ما تم قصفه هو صواريخ من طراز (سكاد) يصل مداها ما بين 670 ـ 700 كيلومترا، إلا أن شددوا في الوقت نفسه على أن مسؤولين أمريكيين قدروا أن ما قصف هو صواريخ الفاتح 110 ذات قدرات إصابة دقيقة. من جانبه قال قائد سلاح الجو الأسبق الجنرال احتياط إيتان بن الياهو إن العملية الجوية المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي لم تكن معقدة، على حد تعبيره، لافتا إلى أن الحسابات السياسية أكثر خطورة من الحسابات التكتيكية العسكرية.
وأكد القائد العسكري على أن الدولة العبرية لم تتدخل بما يدور في سورية، إلا أنها تعمل بهدوء وبشكل محدد ضد نقل الصواريخ المضادة للطائرات، وصواريخ الأرض أرض والتي يمكن أن تحمل رؤوس كيميائية، وساق قائلا إن إسرائيل حريصة جدا على متابعة نقل الصواريخ الكيميائية، مشيرا إلى أنه وفي حال اختراق تلك القواعد فإن هناك عمليات تصفية من الجو دون التدخل بشكل مباشر أو رسمي، وهذا هو بمثابة اعتراف ضمني من أن إسرائيل هي من قامت بالقصف مؤخرا على الأراضي السورية.
ولفت الجنرال في الاحتياط إلياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل في محور توجد به محاولات تهريب وسائل قتالية من دمشق إلى الحدود اللبنانية، وبالفعل يغلق المحور المركزي لتهريب الأسلحة، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته تحدث المحلل للشؤون العربية إيهود يعاري عن الأسباب التي أدت بحزب الله اللبناني والنظام السوري بعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي مرجحا ذلك بأنه في حال أعلن النظام السوري أنه تم قصف بلاده ولم يرد فإنه سيخسر شعبية كبيرة بين جمهوره المتهاوي أصلا بسبب ما يحصل في سورية، كما قال إن هناك قرارا إيرانيا سورية إضافة لحزب الله إلى أن أن الضربة الأولى كرد على إسرائيل ستكون بـ10 آلاف صاروخ الأمر الذي سيضعف جيش الأسد مقابل الجيش السوري الحر.
كما يرجع المحلل السبب في عدم الرد إلى تلك النجاحات التكتيكية التي سجلها نظام الأسد في الفترة الأخيرة ضد الجيش السوري الحر وذلك من خلال حسمه لعدة نقاط كان الثوار مسيطرون عليها، فهو غير مهتم لتحطيم نجاحاته في الفترة الأخيرة ما جعله لا يتسرع في تفكيره بمهاجمة سورية. وعلى الرغم من هذا فإن المحللين الثلاثة أجمعوا في توقعاتهم على أنه من الممكن جدا أن يقوم حزب الله بشن هجوم على أهداف إسرائيلية في الخارج، كتلك التي حدثت في بورغاس، مشيرين إلى أن حزب الله مهتم بمساعدة نظام الأسد، وموضحين أن العمليات ضد سورية ولبنان لا علاقة لها بإيران، على حد تعبيرهم.
أما المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة ‘هآرتس′ عاموس هارئيل فقال إن الحيرة الأمريكية بالنسبة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة ما زالت مستمرة، لافتا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قال في الأيام الأخيرة فقط إن الولايات المتحدة ستزن بإيجاب أن ترسل لأول مرة أيضا بعثات سلاح إلى المتمردين، وأما الرئيس باراك اوباما فتحدث عن تحفظه من إرسال قوات برية إلى سورية، وتساءل: هل يرمي تسريب النبأ من واشنطن، أيْ نبأ الغارة الإسرائيلية على دمشق، إلى تبرير الانتقال إلى إظهار الصرامة مع الأسد حينما تضطر الولايات المتحدة أيضا إلى العمل في المستقبل؟ هذا سؤال سيتضح الجواب عنه بعد ذلك فقط. وتابع: وتستمر حيرة الإدارة الأمريكية على خلفية قتال قوي بين معسكرات الصقور في سورية نفسها. لافتا إلى أن إن الجهد الرئيسي لمنظمات المعارضة المختلفة والذي يلاحظ فيه مشاركة تزداد لفصائل متطرفة موالية للقاعدة، ينحصر في محاولة عزل العاصمة دمشق وقطع الشارع الرئيس المفضي من هناك إلى الجيب العلوي الكبير في شمال غرب الدولة.
ويحتاج الأسد في معركة الصد المذكورة إلى جميع الوسائل التي ما زالت في حوزته ومنها طائرات سلاحه الجوي مهما تكن قديمة ومصابة. وسيكون هذا كما يبدو سببا عنده للامتناع عن صدام مباشر مع إسرائيل قد يفقد فيه جزءا كبيرا آخر من قدرته العسكرية، على حد تعبيره.
‘القدس العربي’