الرئيسية » حياتنا » مسلسل لـ نجدت أنزور في رمضان يستمد مشاهده من الدمار في دمشق

مسلسل لـ نجدت أنزور في رمضان يستمد مشاهده من الدمار في دمشق

 

يعد المخرج السوري نجدت انزور مسلسلا دراميا للعرض خلال شهر رمضان المقبل، يحاكي أزمة بلاده ويتطرق للمواقف الداخلية المتناقضة حولها عبر تصوير مشاهد في مناطق قريبة من خطوط القتال الأمامية في محيط مدينة داريا في ريف دمشق.
 
وتقوم فكرة المسلسل على عشر قصص تمتد كل واحدة منها على ثلاث حلقات ليصل المجموع إلى 30 حلقة.
 
وقال انزور، المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأزمة السورية لا يمكن أن تغطى في مسلسل واحد، ولذلك اخترنا هذا الشكل الجديد من خلال ثلاثية درامية تحاكي الأزمة وتشرح أبعادها والمواقف المتناقضة منها داخل الوطن الواحد".
 
وجرى تصوير مشاهد من العمل في الجهة الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية في محيط مدينة داريا في ريف دمشق التي نزح عنها معظم سكانها بعد أشهر من القصف المدفعي والغارات الجوية.
 
وأضاف انزور، الذي دخل مع فريقه إلى المنطقة برفقة عناصر من الجيش النظامي، "نحن نسمع في الأخبار وجهتي نظر، (ولكن) عندما نكون على الأرض يمكن أن تكون الحقيقة مغايرة للإعلام".
 
وليست هناك حاجة إلى ديكور يحاكي الدمار أو مؤثرات بصرية خاصة في داريا، فالمكان الذي جرى فيه التصوير شهد دمارا واسعا يكفي حلقات المسلسل، إذ يمكن رؤية شارع طويل تصطف على جانبيه أبنية مدمرة أو محترقة بالكامل تخلو من أي أثر للحياة.
 
ولم تثن الأوضاع في المكان فريق انزور عن إتمام التصوير فيه، وفي هذا الإطار قال الممثل في المسلسل علي الماغوط للوكالة إثر الانتهاء من تصوير أحد المشاهد "نحن نصور من داخل داريا، ونظهر هذا الخراب والدمار الموجود هنا والبيوت المهدمة والناس التي هربت"، مضيفا "قررنا أن نكون في قلب الحدث".
 
وأضاف "للوهلة الأولى يمكن أن تشعر بالخوف، لكن عندما ترى جنودنا (جنود الجيش النظامي) منتشرين في هذه البلدة لحمايتنا وحماية البلد، تشعر بالأمان وتشعر أنك مثلهم وعليك أن تعاني كما يعانون".
 
وبحسب أنزور فإن هذا العمل "لامس كل الخطوط التي كانت تعتبر حمراء"، متابعا "وجودنا على الأرض كان مهما وإيجابيا لحس الممثل (..) أنا متأكد أن الممثل الذي وضع في الموقع الحقيقي للأحداث قد تفاعل مع المشهد".
 
انتقادات للمخرج
 
لكن تصوير المسلسل بهذا الشكل لم يرق على ما يبدو لعدد من سكان داريا وناشطيها. فقد قال فادي، وهو أحد أعضاء "المجلس المحلي" الذي يدير شؤون المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في المدينة إن انزور "نفذ دعاية للنظام بالتصوير في مناطق على أطراف داريا للإيحاء بأن المدينة عادت بالكامل إلى سيطرة الجيش النظامي".
 
أما الناشط "ناطور" العامل في صحيفة "عنب بلدي" المحلية المعارضة، فاكتفى بالقول إن "انزور لم يفعل شيئا جديدا، وقام بعمله كمخرج موظف لدى النظام، أحضر مصورين واستعان بممثلين ليخرج السيناريو الذي أراده المنتج".
 
وعرفت المدينة، التي تحاول القوات النظامية منذ أشهر استعادتها من سيطرة المعارضة المسلحة، منذ انطلاق الاحتجاجات في منتصف مارس/آذار 2011 باسم "معقل الثورة السلمية" في صفوف الناشطين المعارضين، لكنها أصبحت في الأشهر الأخيرة من معاقل الجيش السوري الحر في ريف دمشق.
 
وتجدر الإشارة إلى أن المخرج السينمائي السوري أنزور، وهو من مواليد عام 1954، اشتهر بأعمال تنتقد التشدد الديني وذاع صيته مع أعمال مثل "إخوة التراب" الذي ينتقد حكم الدولة العثمانية، و"ما ملكت أيمانكم" الذي أثار جدلا واسعا في سورية. ومنذ بداية الأزمة، اتخذ موقفا معارضا للاحتجاجات ومؤيدا للنظام.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.