الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » طغاة لكن ظرفاء..!

طغاة لكن ظرفاء..!

الطغاة المستبدون بالتوصيف الشعبى هم “الناس اللى بيمشونا على العجين منلخبطوش يعنى الراجل اللى بيعمل فينا كل اللى هو عايزه فى أى وقت وبأى طريقة وإحنا ساكتين ومقهورين”

ولكن الطغاة هذه الايام اصبح لهم دور فكاهى أكثر وأدخلوا فى نفوسنا بعض البهجة المخلوطة بدموع الحزن على حال أقرب للتشبيه بأنه مهرج جعل من الوطن مسرح يمارس عليه دوره فى المسرحية حين يقرأ النص الذى كتب له فيظهر مرتبكا كثيرا وينتظر أن يسعفه الملقن بالكلام –  أو دون نص-  فيجتهد فتسمع منه أحلى النكات

الطغيان والطغاة جزء من نظام استبدادى ممتدة جذوره طويلا..

 

وانتشرقديما فى اليونان وبلاد نا فى الشرق بصورة كبيرة ولعلنى اذكر ان اول من اطلق كلمة طاغية واشار للمصطلح هو الشاعر اليونانى ارخيلوخوس الذى اطلقها على ملك ليديا “جيجز” واستولى بعدها على الحكم..!

الطاغية فى السياسة كلمة تقال للحاكم المستبد برأيه ولكن يحتاج هذا المصطلح وهذا الطاغية إلى عبيد وشعب خاضع ليكون حقيقة ولعل ارسطوحين وصف الشرقيين بأنهم يحملون صفات العبيد قالها  لأنهم يرضون بحكم الطاغية دون تذمر..!

فهل لو كنت حيا الان ارسطو ورأيت انتفاض الشعوب العربية ضد الحكام الطغاة حتى لو طال أمد حكمهم ولا زال منهم من يقاوم تلك اللعنة التى تطول كرسى الحكم وتحول الحاكم الى مستبد فى ستة شهور فقط كنت غيرت وجهة نظرك..؟!

 

ولكن لم نحسمها بعد مع شخص كما قالوا لو سارت الأموربشكلها الطبيعى لا يؤول له حكم ولا يحكم  كثيرا تناولوا تعريفات لهذا ولكن اعجبنى وصف رأيته ملائما واقرب لنا وهو انه يظن انه فوق المحاسبة والمراقبة فهو لا يحاسب ولا احد يراجعه فى شىء ولعل الذى جعلنى اختار عنوان طغاة لكن ظرفاء هو أن هناك رئيس له مرشد يحاسبه ويملى عليه ما يقول وحين يجتهد تسمع ما يميتك ضحكا .فالشعب المقهور بات فى حاجة لمهرج وليس لرئيس بات فى حاجة لميلشيات لا قانون ومؤسسات .إنه فى حاجة لفوضى لا استقرار..!

اليس هذا كله مثير للضحك المخلوط بحسرة الحال..؟!

كل الطغاة يلجأون لتقديس انفسهم ووضع صفات قدسية عليهم يرددها العبيد الذى يعشقون العبودية او الجهلة الذين لايدرون للحرية ويعتقدون ان لهم عند الله شان وهم اقرب للصحابة والانبياء ومؤيدين من الله بمعنى اوضح استخدام الدين للسيطرة على العقول المظلمة..

 

ولعل هذا يدفعنا لمصطلح الحكم الثيوقراطى وهو الحكم المباشر من الله او عن طريق رجال الدين وهذا ما يحاولون الان تنفيذه ولعل من اطلقه هو المؤرخ اليهودى يوسفوس حين وصف كيف تكون الحكومة اليهودية طبقا للتوراة وهى ان القوانين الالهية هى مصدر الالتزامات الدينية والسياسة ولعلى اعتقد ان ما يحدث الان يرسخ لذلك ولكن بصبغة اسلامية ولكن ترى هل فى القوانين الالهية كذب ونفاق وصفقات وحنث بالقسم وعدم وفاء بالوعد وخداع الشعب ايها الرئيس انتم تستخدمون سياسة اليهود لكنكم حتى فى هذه فشلتم ربما هم يكذبون على العالم ولكن لا يكذبون على شعوبهم ,  ينفذون ماجاء فى دينهم ولا يبدلوه لمصالحهم ويفسروا الايات على هواهم ليحكموا ويقهروا ويستبدوا بالشعوب فهدفكم من البداية الخلافة والخلافة تعنى الحكم ولم يكن فى مخططكم شيئا للشعب سوى حكمه وقهره

اتذكر حين أراك تتحدث او أى من جماعتك وعشيرتك ب عبد الملك ابن مروان حين تولى الحكم وخرج على الناس فى خطبة الجمعة يقول لهم (والله لو امرنى احد بتقوى الله بعد مقامى هذا لضربت عنقه)..!

 

هذا مايحدث الان,  المصريون يقتلون فى الشوارع لانهم يطالبون الحاكم بأن يتقى الله فيهم وينفذ وعوده الذى قطعها هوه وعشيرته ولم تفرض عليه بل هو صاحب الاختيار اصبحوا يستحقون القتل .

المقالة طويلة والاحداث مستمرة والقتل مستمر والثورة مستمرة

لهذا يبقى لنا بقية ان كان ف العمر بقية

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.