غزّة.. الإبادة التي التهمت ثلاثة ملايين سنة من الوجود

غزّة… القطاع المدمّر، لكن الأرقام هذه المرّة لا تتحدّث عن البيوت التي سُويت بالأرض، بل عن الزمن نفسه، عن العمر الذي سُرق من الوجوه قبل أن تُمحى. دراسة نشرتها مجلة ذا لانسيت كشفت أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تقتل أجسادًا فقط، بل محَت أكثر من ثلاثة ملايين سنة من عمر البشر — سنوات من الأحلام والضحك والحكايات التي لن تُروى.

أطفال لم يعيشوا أول ربيعهم، وآباء لم يُكملوا حكايات المساء، وأمهات تركن الأبواب مفتوحة على انتظارٍ لن يعود. في غزة، الزمن لا يمضي… الزمن يُمحى. الحياة تُسحق تحت الركام، والذاكرة تُقصف قبل الجسد، والعالم يكتفي بالمشاهدة، كأنه يتابع بثًّا مباشرًا من جهنم.

ثلاثة ملايين سنة من الأعمار المفقودة، وأجيال أُبيدت لتمنح إسرائيل شرعية القتل، بينما تواصل واشنطن إرسال القنابل تحت شعار “الدفاع عن النفس”. أيّ دفاع هذا حين يتحوّل بيت الله في غزة إلى قبرٍ جماعي للأطفال؟ وأيّ سلامٍ يُمنح لقاتلٍ يباركه وسيط نال جائزة نوبل؟

غزّة ليست مدينة تُدمّر، بل عمر يُمحى من الوجود. ومع كلّ شهيدٍ يسقط، تُطوى صفحة جديدة من عمر الإنسانية نفسها، ويُكتب في التاريخ أن العالم شاهد الفناء… وسكت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى