من الجزائر إلى ميدان التحرير.. “نُخبة السيسي” تُواصل الإبداع
على منصة وهران، وقف الممثل ياسر جلال ليروي ما قال إنه من روايات والده: أنّ جنودًا جزائريين تواجدوا في ميدان التحرير بعد نكسة 1967 لحماية المصريين من إسرائيل. مجاملةٌ أرادها تحية، فتحولت إلى مهزلة تاريخية، إذ لم يقع شيء من ذلك قطّ، فكانت القصة اختلاقًا فاضحًا على الهواء.
المفارقة أنّ الرجل الذي جسّد شخصية عبد الفتاح السيسي في عملٍ درامي، أصبح اليوم نائبًا في مجلس الشيوخ بقرار تعيين مباشر من الرئيس نفسه — اختيارٌ لا يكرّم فنانًا بقدر ما يفضح مستوى الثقافة الرسمية ويكشف حجم الجهل المتوّج بالمناصب.
بين منصات التكريم وكرسي الشيوخ، تتكرّر المشاهد ذاتها: مجاملاتٌ تُصنع باسم الوطنية، وفضائح تُبثّ باسم الفن، بينما التاريخ الحقيقي ينتظر من يذكره بلا تزوير ولا مبالغات. فحين يصبح التملّق طريقًا للشهرة، تتحول الأكاذيب إلى سياسةٍ ثقافيةٍ كاملة.
ياسر جلال لم يفتح فقط باب الجدل حول تصريحٍ عابر، بل كشف عورة عصرٍ يُصنع فيه شكل مصر الرسمي من خليطٍ من المجاملة، والتزوير، والجهل المترف. عصرٌ يُمنح فيه لقب “رمز وطني” لمن يحسن التمثيل أكثر مما يحسن الفهم.








