اعتراف متأخّر.. الإمارات تقرّ بجرائمها في السّودان
بعد أربع سنوات من الانقلاب ومجازر الفاشر التي هزّت العالم، خرج أنور قرقاش ليقول ما تجنّبته أبوظبي طويلًا: نعم، أخطأنا في السودان. اعتراف نادر من أحد أعمدة الدبلوماسية الإماراتية، لكنّه يأتي متأخرًا… بعد أن تحوّل الحلم المدني إلى رماد.
منذ 2019، دعمت الإمارات الجنرالات في الخرطوم تحت شعار “الاستقرار”، فموّلت ونسّقت وأقصت القوى المدنية التي قادت ثورة الحرية والتغيير. ذهب، موانئ، وصفقات غامضة كانت وقودًا لحربٍ التهمت البلاد وأعادت السودان إلى المربع الأول.
اليوم، تواجه أبوظبي سيلًا من الأدلة: عقوبات أمريكية، تقارير أممية، وشهادات من دارفور تشير إلى دعم مباشر لمليشيا حميدتي المتورطة في المجازر. وبينما تتحدث عن “انتقال مدني”، لا يمكن تجاهل دورها في تمهيد الطريق لنزاع دموي يهدد وحدة السودان.
يبقى السؤال الأخلاقي قبل السياسي: هل يكفي الاعتراف بعد خراب الخرطوم؟ وهل تستطيع دولة كانت شريكًا في الأزمة أن تتحوّل فجأة إلى وسيطٍ في الحل؟








