ترامب يشعل آسيا.. رقصة فوق برميل البارود

لم تكن زيارة دونالد ترامب إلى ماليزيا مشهداً بروتوكولياً تقليدياً، بل عرضاً جديداً من عروضه السياسية الممزوجة بالاستعراض. في مطار كوالالمبور، وأمام عدسات الإعلام، قرر الرئيس الأمريكي السابق أن يسرق الكاميرا من الجميع، فخلع رسميته وبدأ يرقص على السجادة الحمراء، تاركاً الوفد الماليزي في ذهولٍ بين الحرج والدهشة. مشهدٌ عابر تحوّل إلى عاصفة رقمية بين من رآه “خفة ظلّ غير مسبوقة” ومن وصفه بأنه “فضيحة دبلوماسية على إيقاع موسيقي”.

لكن خلف الرقصة والابتسامة، تختبئ أجندة ترامب المعتادة: اقتصادٌ وسياسة وردعٌ ناعم. زيارته التي تشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية تأتي ضمن قمة “آسيان” تحت شعار “الشمولية والاستدامة”، لكن حقيبته تحمل ملفات ثقيلة: مواجهة التمدد الصيني، إحياء التحالفات التجارية، وفرض معادلات جديدة في بحر الصين الجنوبي.

في كوالالمبور، شارك ترامب في إعلان وقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند، ثم كشف عن اتفاقات تجارية وصفها بأنها “فصل جديد في علاقة أمريكا بآسيا”، قبل أن يتجه إلى طوكيو وسيول للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في مواجهة مرتقبة على طاولة النفوذ والمال.

أما توقفه الخاطف في قطر للقاء الأمير تميم ومناقشة هدنة غزة، فقد كشف أن جولته الآسيوية ليست بعيدة عن رماد الشرق الأوسط. ترامب الذي يرقص أمام الكاميرا، يعرف تماماً متى يرفع قدميه ومتى يضعهما على رقعة الشطرنج الدولية — رئيسٌ يصنع الحدث، ويوقّع باليمين بينما يرقص باليسار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى