مناورة القيامة.. بوتين يضغط الزرّ النووي

في مشهد يعيد ذاكرة الحرب الباردة، ظهر فلاديمير بوتين وجهه مغطّى برماد السنين، وهو يُشرف شخصيًا على اختبار شامل للقدرات النووية الروسية برًا وبحرًا وجوًا. صواريخ “يارس” العابرة للقارات انطلقت من سيبيريا، و“سينيفا” خرجت من أعماق بحر بارنتس، في استعراضٍ يقول للعالم: جاهزيتنا ليست شعارًا… إنها أمرٌ تنفيذي.
المناورة لم تكن عسكرية فقط، بل رسالة نووية إلى الغرب. بوتين أعلن أن روسيا مازالت تملك “أكبر ترسانة على وجه الأرض”، وأن أي تهديدٍ لحدودها “سيُقابل بردّ يسمع صداه في السماء قبل أن يُرى على الأرض.” بالتوازي، كان حلف الناتو يجري تدريباته النووية في أوروبا، وكأن الطرفين يعيدان رسم خرائط الردع في سباقٍ يذكّر بظلال الستينات.
الكرملين قالها ببرود: “جميع المهام التدريبية أنجزت بنجاح.” لكن خلف البيان، يطلّ السؤال المقلق: هل كانت المناورة تدريبًا عاديًا؟ أم بروفةً لعصرٍ جديد من التهديدات الوجودية؟
من موسكو إلى واشنطن، ومن بحر بارنتس إلى البلطيق، تتردّد أصداء الصواريخ كجرس إنذار عالمي: العالم لم يبتعد عن الهاوية… بل عاد إليها بخطواتٍ ثابتة، يقودها رجل اسمه فلاديمير بوتين.








