صُراخٌ في تل أبيب.. السنوار يرعبهم حيًّا وشهيدًا

لم يكن “أبو إبراهيم” يحيى السنوار مجرد قائد ميداني في المقاومة الفلسطينية، بل رمزًا خالدًا ترك للاحتلال لعنةً لا تُمحى. استُشهد في 16 أكتوبر 2024 وهو يقاتل فوق أرض رفح، لتؤكد إسرائيل هويته عبر فحوصٍ جنائية وأدلة ميدانية. لكنّ استشهاده لم يُطفئ ضيقهم، بل أيقظ هواجس أعمق؛ إذ كشفت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف أنها اقترحت أمام الكابينت حرق جثمانه كي لا يتحوّل إلى أسطورة تُلهم الفلسطينيين.

رفضت إسرائيل إدراج جثمان السنوار وشقيقه محمد ضمن أي صفقة تبادل أسرى، وأبلغت الوسطاء بذلك رسميًا، في موقفٍ يشي بأنّها تدرك حجم الرعب الذي يمثله اسماهما حتى بعد الرحيل. فرفاتهما، كما يقول الفلسطينيون، أثقل على الاحتلال من ألف صاروخ في الميدان، لأنها تذكّره بأنّ الرجل الذي طاردوه لسنوات صار اليوم جزءًا من الذاكرة التي لا تُهزم.

الرسالة التي يبعثها الاحتلال واضحة: يحاولون محو الأثر بعد أن عجزوا عن محو الفعل، وإخفاء الجسد بعد أن فشلوا في كسر المعنى. لكنّ الرموز لا تُخفى ولا تُمحى؛ فهي تُخلَّد في الوعي لا في التراب. كلّ حجر في غزة يشبه السنوار، وكل طفلٍ يحمل شيئًا من ملامحه، وكل مقاومٍ يسير على خطاه.

لقد أرادوا أن يُغلقوا ملفه، فإذا به يفتح في قلوبهم بابًا للرعب لا يُغلق. فالسنوار لم يرحل؛ بل غادر إلى الخلود، وترك للاحتلال لعنةً تمشي على الأرض، وتذكّره كل يوم بأنّ بعض القادة حين يرحلون… يبدأ حضورهم الحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى