كوابيس تل أبيب تتجدد.. كمائن حماس تُربك إسرائيل وتدفعها لتغيير استراتيجيتها

بعد أشهر من الهدنة والاشتباكات المتقطعة، بدأت حماس مؤخراً بتنفيذ كمائن داخل مناطق تل أبيب الكبرى، تتراوح بين تفجيرات دقيقة وتنفيذ هجمات مسلحة ضد قوات إسرائيلية، مستغلة سهولة التنقل وأدنى شك بحضورها على الأرض. مثال واضح على ذلك كان تفجير حافلات في بات يام شمال مدينة تل أبيب في فبراير 2025، حيث فجّرت ثلاث حافلات دون وقوع إصابات، لكنّها أثارت الهلع وتسببت بوقف النقل العام في المركز تقريباً.
كما تكرر استعمال الهجمات الانتحارية، كما في تفجير أغسطس 2024 خلال مفاوضات إطلاق الأسرى في تل أبيب، ما يؤكد أن شبكات حماس ما زالت قادرة على زرع فاعليها داخل عمق المراكز المدنية .
أثر الكمائن على الرأي العام والإستراتيجية الإسرائيلية
- هزّ الثقة الداخليّة: هذه الهجمات تشير إلى أن حماس لم تُهزم حتى الآن، بل تمتلك القدرة على اقتحام وسط إسرائيل والتحرّك ضمنها.
- ضغط على حكومة نتنياهو: الهجمات المتكررة تثير استياء الشعب، مما يفرض ضغوطاً سياسية تدفع نحو تصعيد الحل العسكري أو التوصل لتهدئة مناسبة.
- إعادة التفكير الأمني: إسرائيل بدأت تعيد النظر في خطة دفاعها، مُركّزة على تشديد الرقابة الأمنية، تعزيز أجهزة الذكاء، ونقل بعض “مناطق آمنة” لمساندة الدفاع المدني في تل أبيب.
العمليات الأخيرة في غزة وأثرها التكتيكي
في مواجهة هذه التهديدات، لجأت إسرائيل إلى عمليات أمنية نوعية، مثل كمين بيت حانون شمال غزة، حيث قُتل خمسة جنود بهجوم منسق عبر عبوات ناسفة ونيران مباشرة، مما أثار جدلاً حول مجدوى استمرار المواجهة العسكرية .
ردّ حماس جاء بتكثيف الهجمات داخل المنطقة المحصورة (تل أبيب ووسط إسرائيل)، ضمن إستراتيجية الضغط لإضعاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.








