الهروب الكبير من إسرائيل: ميزان الهجرة يتحوّل إلى السالب لأول مرة منذ عقود

في سابقة لم تعرفها إسرائيل منذ أكثر من 15 عامًا، كشفت بيانات رسمية عن موجة هجرة عكسية غير مسبوقة، حيث بات عدد المغادرين يفوق القادمين إلى البلاد، في تحول ديمغرافي يهدد جوهر المشروع الصهيوني القائم على جذب يهود العالم إلى “الملاذ الآمن”.

وفق الإحصاءات، غادر أكثر من 55 ألف إسرائيلي البلاد في عام 2023، بينما ارتفع الرقم إلى 82 ألفاً في 2024، وهو الأعلى منذ عام 2010. وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، غادر نحو 23 ألف شخص، مقابل تراجع واضح في أعداد العائدين.

المثير للقلق ليس فقط الأرقام، بل هوية المغادرين؛ إذ تشكل الفئة المنتجة من سن 25 إلى 59 النسبة الأكبر، تليها فئة الشباب، ما دفع صحيفة جيروزاليم بوست لوصف الوضع بـ”نزيف الكفاءات”، بينما اعتبره الحائز على نوبل آرون شيخانوفر “خطرًا وجوديًا”.

في المقابل، سجلت الهجرة إلى إسرائيل انخفاضًا حادًا من 76 ألف مهاجر عام 2022 إلى 32 ألفًا فقط في 2024، مع مزيد من التراجع خلال 2025، بفعل الحرب المستمرة على غزة، وانعدام الأمان الداخلي، وتصاعد التوترات السياسية والاقتصادية.

لأول مرة، يتحول ميزان الهجرة في إسرائيل إلى السالب، في مؤشر على أن الرواية التقليدية عن إسرائيل كـ”دولة جاذبة” لليهود في العالم باتت تنهار، بينما يغادر المستوطنون بحثًا عن أمنٍ مفقود ومستقبلٍ غامض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى