الرئيسية » تقارير » مجلة أمريكية تكشف عن 3 أوجه للصراع الخفي بين الرياض وأبوظبي

مجلة أمريكية تكشف عن 3 أوجه للصراع الخفي بين الرياض وأبوظبي

وطن – سلط تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الضوء على ما وصف بالصراع الخفي بين السعودية والإمارات، رغم الصداقة والتحالف في الظاهر وتحدث عن 3 أوجه لهذا التنافس السري.

وجاء في المقال أن السعودية والإمارات لطالما سارتا في منهج مشابه ومتوازي في التطبيع مع الاحتلال. وأقدمت أبوظبي على خطوة فعلية علنية في هذا الإطار أما السعودية بقي تطبيعها تحت الطاولة وتحاول من حين لآخر الإعلان عن صفقة بمكاسب شكلية.

وذكر تقرير “فورين بوليسي” أن البلدين واجها تقدم قطر وتفوقها على مختلف الدول الخليجية بحصار فاشل. فكانا على نفس الجانب في حملات عسكرية وعلاقات خارجية وتواصلتا مع بكين وموسكو لتبني سياسات أكثر استقلالية عن التحالف التقليدي مع أمريكا.

وما يكمن تحت سطح هذا التحالف الظاهري هو صراع هادئ وخفي يتنافس فيه البلدان على الزعامة داخل العالم العربي. وخلف الكواليس تخوض الرياض وأبوظبي ما يمكن تسميته “منافسة جيواقتصادية نشطة” بأبعاد متعددة.

3 أوجه للصراع الخفي بين الرياض وأبوظبي

وتقول مجلة Foreign Policy إن أول أشكال الصراع التنافس الكبير على الاستثمار الأجنبي يعود إلى عام 2009، عندما اعترضت الإمارات على الموقع المقترح لمقر البنك المركزي لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض.

ولعب ذلك دوراً في نهاية المطاف في إحباط إنشاء البنك نفسه وبين عامي 2012 و2022، كان تدفق الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات أكبر بنحو 3.5 مرة من نظيره في المملكة السعودية.

وحسب زعم فورين بوليسي أصبحت دبي الموقع المفضل لنحو 70% من المقرات الرئيسية للشركات الكبرى متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط.

خلافات سعودية إماراتية
خلافات سعودية إماراتية
  • اقرأ أيضا:
خلافات متصاعدة بين السعودية والإمارات تهدد “بصدع جديد” في العلاقات

لكن في الوقت نفسه، أدى ارتفاع أسعار النفط في عام 2022، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى دفع الاقتصاد السعودي إلى النمو بنسبة 8.7%، وهو أعلى معدل بين دول مجموعة العشرين، التي أنتجت تدفقات كبيرة من رأس المال.

وشجعت السعودية بنشاط الشركات الأجنبية العاملة في منطقة الخليج العربي على نقل مقرها الرئيسي إلى أراضيها.

وأصدرت الرياض تحذيرات من أن الشركات التي لا تنقل مقرها الرئيسي تخاطر بوقف العلاقات التجارية مع السعودية.

سياسات الطاقة السعودية الإماراتية

تسببت سياسات الطاقة بين أبوظبي خامس أكبر مصدِّر للنفط و الرياض أكبر مصدر للنفط في العالم إلى زيادة حدة هذه المنافسة.

وبرز خلاف سعودي ـ إماراتي واضح في صيف 2021 بسبب خطة للرياض ضمن أوبك+ لإطالة أمد تخفيضات الإنتاج.

ورفضت أبوظبي هذا المقترح، ورغم التوصل إلى حل واضح لهذا التوتر بسرعة، فقد انتشرت شائعات لاحقة بشأن اعتراض أبوظبي على هيمنة الرياض داخل أوبك+، والتفكير المحتمل في الانسحاب من أوبك.

وثاني أوجه للصراع الخفي بين السعودية والإمارات التنافس على المكانة العالمية الذي أدى إلى إحداث شرخ بين البلدين الخليجيين.

ومن خلال استضافة تجمعات دولية بارزة، يستثمر كلا البلدين بشكل استراتيجي في الجهود الرامية إلى تعزيز قوتهما الناعمة.

وأنشأت السعودية مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، في حين استضافت الإمارات منتدى الاستثمار العالمي، وهو حدث سنوي تنظمه الأمم المتحدة.

  • اقرأ أيضا:
“ولي العهد المتهور تعلم الدرس”.. سبب غياب الرياض وأبوظبي عن التحالف الدولي ضد الحوثي
بلومبيرغ: الهوة بين السعودية والإمارات تتسع وهذا ما تسبب في غضب وزير الدفاع السعودي!

استراتيجيات الرؤية بين الرياض وأبوظبي

المنافسة الثالثة بين البلدين تمثلت بالرؤية والسياسة وهي الأكثر محورية وتتعلق باستراتيجيات “الرؤية” التي تنتهجها الدولتان.

وشرعت أبوظبي في رحلة التنويع منذ سنوات وحاولت ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للنقل والأعمال، من خلال مبادرات استراتيجية تتعلق بمينائي خليفة وجبل علي فيما أطلق محمد بن سلمان رؤية 2030.

تعد رؤية 2030 السعودية خريطة طريق طموحة للتنويع الاقتصاد السعودي، في عام 2016 وفق وصف مجلة فورين بوليسي.

وتتبنى الإمارات والسعودية سياسات تجارية ترقى إلى مستوى التحديات المباشرة لبعضهما البعض.

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
محمد بن زايد ومحمد بن سلمان

وكانت السعودية قد نفذت عام 2021 سياسات حمائية لتعزيز إنتاجها الصناعي المحلي.

وتنص هذه الأنظمة على أن البضائع المصنعة في المناطق الحرة أو التي تستخدم مدخلات إسرائيلية مستثناة من الامتيازات الجمركية التفضيلية.

وهذا الموقف يتحدى بشكل مباشر المناطق الاقتصادية الحرة التي تشكل حجر الزاوية في الاقتصاد الإماراتي.

ومع التنافس والصدام السري بين الإمارات والسعودية هناك احتمال أن تتسارع علاقات أبوظبي والرياض مع موسكو وبكين، وحتى طهران كثقل موازن لبعضهم البعض.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.