الرئيسية » تقارير » مشكلتان أمام السيسي.. ستيفن كوك يرد على وصفه بـ”الإخواني” ويستشهد بنشأت الديهي

مشكلتان أمام السيسي.. ستيفن كوك يرد على وصفه بـ”الإخواني” ويستشهد بنشأت الديهي

وطن- نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، مقالا جديدا للكاتب ستيفن كوك، تحدث عن تعرضه لإهانات واتهامات بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، بعد مقاله السابق الذي تحدث فيه عن الدمار الذي لحق بمصر خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكتب كوك في مقاله الأخير: “يقول نشأت الديهي، مقدم برنامج بالورقة والقلم على قناة مصرية، إنني أتقاضى أجراً من جماعة الإخوان المسلمين.. الديهي ليس المصري الوحيد الذي شعر بالغضب من مقالتي الأخيرة، والتي كانت تتحدث عن كيفية تدمير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمصر.

ستيفن كوك
الكاتب ستيفن كوك

وأضاف: “سكب أنصار السيسي على الإنترنت قدرًا لا نهاية له من التصريحات والإهانات الشخصية على صفحتي على تويتر – إكس – لعدة أيام، مما يكشف مرة أخرى أن كل أمل في إجراء نقاش مدروس على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مصر قد ضاع منذ فترة طويلة”.

وتابع: “الإدعاء الذي ساقه الديهي سخيف في ظاهره، فمن غير الممكن أن يدفع لي الإخوان المسلمون مقابل أي شيء بناءً على هويتي وما كتبته عنهم، فأنا لا أصدق ما تقدمه المجموعة من مخادعات ولم أفعل ذلك أبدًا وهم، مثل الآخرين في مصر، بارعون في استخدام خطاب الإصلاح السياسي في السعي لتحقيق أجندة مناهضة للديمقراطية”.

وقال الكاتب: “أنا متشكك في الأسطورة التي خلقها الإخوان المسلمون في فترة ما بعد حسني مبارك مباشرة، فالخداع الانتخابي والترهيب الذي مارسته جماعة الإخوان المسلمين أثناء انتخاب مرشحها محمد مرسي للرئاسة في عام 2012 أكثر مما يمكن لأي شخص أن يدونه، وحتى لو كانت جماعة الإخوان المسلمين أقل كفاءة في محاولتها السيطرة على الدولة، فإنني أشك في أن مصر كانت لتصبح قصة نجاح في الربيع العربي في ظل حكم الجماعة”.

الدمار الذي لحق بمصر خلال حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي
الدمار الذي لحق بمصر خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي

ولفت الكاتب إلى أنه اعتاد على هذا النوع من الاتهامات الآن بعد أن كتب عن مصر لسنوات، وأنه عادة ما كان يتجاهل هذا الأمر، لكن تعليق الديهي لفت انتباهه وذلك لأن الاتهام بأن منتقدي السيسي موظفون في جماعة الإخوان هو مؤشر على مشكلتين مترابطتين يعاني منهما الزعيم المصري وأنصاره، ولا يملكون أي معالجات تجاههما.

المشكلة الأولى، وفق الكاتب، تتمثل في وجود تباين كبير ومتزايد وملحوظ بين ما تعد به الحكومة المصريين وكيف يعيشون حياتهم اليومية في الواقع، وعندما يتجرأ الناس على الإشارة إلى ذلك، يتم تصنيفهم على أنهم من أنصار الإخوان المسلمين، أو يتعرضون للسجن والإيذاء الجسدي في حالة عدد كبير من المصريين.

هذا الرد الشرس هو مقياس لمدى معرفة السيسي ومؤيديه ومخاوفهم من أن هناك العديد من المصريين الذين يدركون هذه الفجوة وطبيعتها المحتملة المزعزعة للاستقرار.

المشكلة الثانية تتمثل في أنه على الرغم من أفضل الجهود التي يبذلها السيسي، فإنه لا يزال غير قادر على التخلص من ظل الإخوان المسلمون الذي يلقونه على السياسة والمجتمع المصري.

كيف تعاملت الأنظمة المصرية مع جماعة الإخوان؟

حتى قبل عهد السيسي بفترة طويلة، كان من الشائع أن يقوم المسؤولون المصريون باسترضاء وقمع جماعة الإخوان المسلمين بالتناوب، وفي أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، استسلم رئيس الوزراء مصطفى النحاس للضغوط السياسية التي مارستها جماعة الإخوان المسلمين، وقام باتخاذ إجراءات صارمة ضد الكحول والدعارة، بينما سمح للجماعة بنشر صحفها وبعد بضع سنوات، قامت حكومة جديدة بقمع جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن تستأنف حكومة أخرى استرضاء الجماعة.

كما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسجن الآلاف من قيادات وأعضاء الإخوان، وأطلق سراح بعضهم، ثم أعاد سجنهم مرة أخرى وقد أطلق خليفته، أنور السادات، الذي كان في السابق زميلاً للإخوان، سراحهم وأعطاهم الفرصة للنشر والوعظ ومع ذلك، فقد اختلفوا بشأن السلام الذي عقده السادات مع إسرائيل، وامتلأت السجون المصرية بالإخوان مرة أخرى.

وبعد اغتيال السادات في عام 1981، منح مبارك الجماعة الفرصة لاستئناف أنشطتها، معتقداً أن ظهور الإخوان بشكل أكبر في مجالات النشر والتعليم والمجتمع المدني من شأنه أن يجذب الدعم بعيداً عن المتطرفين الذين اغتالوا السادات.

اغتيال السادات في عام 1981
اغتيال السادات في عام 1981

لكن بعد حوالي عقد من الزمن، قرر مبارك أنه وصل إلى حد الكفاية منهم، وأمر أجهزته الأمنية بإخضاع الجماعة، وطوال هذا النمط من المصالحات والمواجهات، ظلت جماعة الإخوان المسلمين لاعباً سياسياً واجتماعياً وثقافياً مهماً في مصر.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح قمع جماعة الإخوان المسلمين والادعاء بأن منتقدي الحكومة أعضاء في الجماعة (أو يتلقون أموالاً منها)، أكثر وضوحاً وخطورة وذلك لأن السيسي سعى إلى إعادة صياغة الخطاب القومي في مصر من خلال استبعاد جماعة الإخوان المسلمين منه.

المشاعر القومية لا تحدث بشكل عفوي بل هي عبارة عن مجموعة من الأحاسيس المستحضرة والمتخيلة، وهي نتيجة لمشاريع سياسية متضافرة، ومن ثم فهي تخضع بشكل دوري لإعادة التفسير لتناسب احتياجات القادة السياسيين وهذا بالضبط ما فعله السيسي لتصوير جماعة الإخوان المسلمين – التي تتمتع أصولها ومكانتها ونظرتها للعالم بجذور راسخة في التجربة المصرية – على أنها عنيفة وغريبة عن المجتمع الذي ولدت فيه.

ويقول الكاتب: “بعد الانقلاب الذي أوصل السيسي إلى السلطة، بالتوازي مع الحملة الإعلامية التي قادتها الدولة والتي سعت إلى إنشاء والحفاظ على مخزون من الدعم لما تسمى الثورة الثانية في مصر، كان هناك دافع لتصوير جماعة الإخوان المسلمين على أنها الطابور الخامس، وقد تم تصوير الإخوان بشكل روتيني على أنهم عملاء للقطريين و/أو الأتراك، وفي الوقت نفسه، برر السيسي العنف الذي استخدمه لقمع الإخوان على أساس أن الجماعة منظمة إرهابية”.

كان هناك وقت احتفظت فيه جماعة الإخوان المسلمين بما يسمى بالجهاز السري أو الكوادر المسلحة، لكنه فٌكك منذ فترة طويلة، وبالرغم من ذلك فقد ربطت الحكومة المصرية بشكل مباشر، بين الإخوان والتطرف الشبيه بتنظيم الدولة، وعندما شكك المحللون في خطاب الحكومة واستخدامها للعنف، تم تصويرهم بشكل روتيني في الصحافة المصرية على أنهم أدوات في أيدي الإخوان المسلمين.

الإخوان المسلمين
حاربت الأنظمة المصرية المختلفة على مر العقود جماعة الإخوان المسلمين

ويذكر الكاتب متحديا: “ضع 100 من المراقبين الغربيين لشؤون مصر في غرفة واطلب منهم رفع اياديهم في حال واجهوا اتهامات بتزوير الحقائق لصالح الإخوان، وأنا متأكد من أن الأغلبية سوف تستجيب بالإيجاب وهذا يعيدنا إلى المشكلة الثانية التي تواجهها القيادة المصرية والتي ليس لديها حل لها: محاولة السيسي الفاشلة لإعادة كتابة السردية القومية بشأن مصر عبر ابعاد الإخوان المسلمين عنها”.

ووفق الكاتب، يمكن للسيسي أن يستخدم الكثير من القوة والعنف، ولهذا السبب فإنّ الاتهامات الموجهة إلى شخص ما بأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين أو يتقاضى أجراً من المنظمة قوية للغاية، ويمكن أن تحمل الكثير من العقاب، ونتيجة لذلك تم اقتياد المعارضين المصريين السلميين غير الإسلاميين إلى السجون، الأمر الذي يزيد من صعوبة وخطورة سعي الناشطين إلى تحقيق أجنداتهم الخاصة.

وفي الوقت نفسه، فإن هذا الاتهام فارغ بل طائش، وهو رد روتيني على أي انتقاد موجه للزعيم ومؤيديه، الذين لا يستطيعون استحضار رد متماسك على منتقديهم وهو أيضاً نوع الرد الذي يستخدمه القادة السياسيون عندما يشعرون بالخوف.

في الواقع، بقدر ما يحكم السيسي بالخوف، فأن هذا الخوف يتحكم به أيضا.

تعليق نشأت الديهي

وعلق الإعلامي المصري المحسوب على النظام نشأت الديهي، على مقال ستيفين كوك، قائلا في تغريدة على موقع “إكس” (تويتر سابقا): “فورين بوليسي تهاجمني وتهاجم برنامجي بالورقة والقلم بكل وقاحة وفجاجة وذلك دفاعا مفضوحا من الكاتب ستيفن كوك عن تنظيم الأخوان والذي سبق واتهمته بالعمل لحسابهم ضد الدولة المصرية، سأرد عليهم وسيكون الرد مزلزلا وفاضحا وبالوثائق”

نشأت الديهي وستيفن كوك
نشأت الديهي يرد على ستيفن كوك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.