الرئيسية » حياتنا » “لبيك اللهم لبيك” فيديو جبل عرفات يكتسي بالأبيض ونداء 2.5 مليون حاج يعانق السماء

“لبيك اللهم لبيك” فيديو جبل عرفات يكتسي بالأبيض ونداء 2.5 مليون حاج يعانق السماء

وطن- “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك”، كلمات تأسر القلوب صدحت بها حناجر 2.5 مليون حاجّ إلى بيت الله، تحديدا من جبل عرفة.

جبل عرفة، المكان الذي تتجلى فيه مشاهد تأسر القلوب وتحرك الأعماق. في هذا اليوم المبارك، حيث يجتمع ملايين الحجاج من كل ركن من أركان العالم الإسلامي، تتصاعد الأصوات وتتشابك الأشواق، لتشكل سمفونية من التوحيد تُرفَرِفُ في أرجاء الأفق، معلنةً التعظيم والانقياد لله الواحد الأحد.

“لبيك اللهم لبيك” لسان يوم عرفة

من أروع المشاهد التي تشهدها البشرية هي مشهد توافد ملايين المسلمين من كل بقاع الأرض إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وخاصة يوم عرفة الذي يعتبر أهم أيام الحج وأفضلها.

في هذا اليوم، يقف المحجون على صعيد عرفات، وهو مكان مبارك شهد نزول آية الدين وخطبة الوداع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يقضون هذا اليوم في الدعاء والتضرع والاستغفار والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، مرددين عبارات التلبية “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

كلمات، كانت وما زالت تُعبر عن خضوع المسلم وانقياده لأمر ربه وتجديد عهده معه. إنها كلمة تأسر القلوب وتملأها بالإيمان والسلام.

لبيك اللهم لبيك لسان يوم عرفة
لبيك اللهم لبيك لسان يوم عرفة

أمة واحدة

تظهر تلك المشاهد تآخي المسلمين وتساويهم أمام الله، فلا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأبيض، إلا بالتقوى. إنه مشهد يجسد قول الله تعالى: “إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” (الأنبياء: 92).

قد تكون لغة العرب والعجم متباينة، والثقافات والجنسيات متنوعة، ولكن على أرض عرفة، تلتقي القلوب وتندمج الأفكار في لحظة عظيمة من التضامن والإيمان. فبين أطفال يتبادلون البهجة وكبار السن يرفعون أياديهم تضرّعا لربّ السماء والأرض، تتلاحم الأصوات وتندمج في حنجراتهم جميعًا كلمة واحدة: “لبيك اللهم لبيك”.

هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها رمزية كبيرة. إنها نداءٌ يعبِّر عن استعداد الفرد للانقياد والانصياع لله، فترتسم على وجوه الحجاج السعادة المطلقة، وعلى قلوبهم السكينة والطمأنينة. يعكسون من خلالها وحدة الأمة الإسلامية، وروح التسامح والتضحية، ويقدمون صورة حقيقية للإسلام، تختزنها الكثير من العناوين السلبية والمفهومات المغلوطة.

يوم عرفة التقاء للقلوب والأرواح

على طول مساحات عرفة الشاسعة، يشع الحجاج بالطاقة الروحية الهائلة والتأمل العميق باللون الأبيض الناصع الذي يكسو أجسادهم المنهمكة في تعظيم الله وإجلاله.

يتحدث الصمت بقوة أعلى من الأصوات، وتتراقص الأرواح بين أسراب الدعاء والتضرع، في مشاهد سيريالية تأسر العقول والقلوب. فمهما كانت لغتهم أو جنسيتهم، فإن الدعاء المشترك هو لغة الروح التي تترجمها القلوب والأرواح المتكسّرة بمشاق الحياة اليومية.

ليس مجرد تجمع عشوائي لأفراد، بل هو تلاقٍ للقلوب واحتفالٌ بالتوحيد والعبودية لله الواحد. في لحظاتها العظيمة، تخلق عرفة نسيمًا من الإلهام يعبق بالتسامح والسلام، يعطي الأمل بأن العالم قادر على التوحد على كلمة سواء رغم تنوُّعه وتعدد ثقافاته.

إن هذه المشاهد الجميلة والمؤثرة في يوم عرفة هي تذكير لنا جميعًا بقوة التواصل الإنساني والقوة الروحية التي تتجاوز الحدود والتحديات. وعلى الرغم من الاختلافات الثقافية واللغوية، تبقى عبارات ‘لبيك اللهم لبيك’، الرابط الذي يجمع قلوبنا ويوحِّد صفوفنا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.