الرئيسية » الهدهد » أخطاء ذبح الأضحية وشروطها.. قد يغفل عنها الكثيرون ونتائجها كارثية

أخطاء ذبح الأضحية وشروطها.. قد يغفل عنها الكثيرون ونتائجها كارثية

وطن- يأتي عيد الأضحى المبارك كلّ عام محمّلًا بالفرحة والسعادة، حيث يقوم المسلمون حول العالم بذبح أضاحيهم، تعبيرًا عن تقربهم من الله وتعزيز روابط المحبة والتكافل في المجتمع.

ومع أهمية هذا العمل العبادي، يتعيّن علينا التنبّه إلى أهمية الالتزام بالشروط الشرعية وتجنب الأخطاء التي قد تُرتكب في أثناء عملية الذبح. إذ قد يتفاجأ كثيرون بأن بعض الأخطاء الشائعة يمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية، سواء من الناحية الصحية أو الدينية.

أخطاء ذبح الأضحية

الأضحية هي شعيرة من شعائر الإسلام التي يتقرّب بها المسلمون إلى الله تعالى في يوم الأضحى وأيام التشريق، وهي تذكرة بالتضحيات الجسام التي قام بها إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- وتضحيتهما لله سبحانه وتعالى.

ولكن هذه الشعيرة تحتاج إلى بعض الآداب والسنن التي يجب على المضحي مراعاتها لكي تكون أضحيته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، ومن هذه الآداب ما يلي:

الاضحية في عيد الاضحى
ينبغي للمسلم اختيار الأضحية من بين الأنعام المبينة في الشرع كالإبل والبقر والغنم
  • أن يختار أضحيته من بهيمة الأنعام، أي الإبل أو البقر أو الغنم، وأن تكون سالمة من العيوب التي تبطل الأضحية، مثل: العوراء أو الجرداء أو المريضة أو المفقودة من سنانها أو قرونها أو ذنبها أو أذنها.

  • أن يذبح أضحيته بعد صلاة العيد مباشرة، وألا يؤخر ذبحها إلى بعد غروب شمس آخر أيام التشريق (أيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر)، وأن يسمي على أضحيته قبل ذبحها بقول: بسم الله الله أكبر، وأن يقول: اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني.
  • أن يذبح أضحيته بطريقة رفيقة وسريعة، وألا يذبحها في مكان يروى فيه دماؤها، وألا يذبحها في حضور باقي الماشية، وألا يشدّ على رقبتها أو يسلّط عليها سكيناً حادّاً قبل قطع حلقومها.
  • أن يأكل من لحم أضحيته ويطعم منه المساكين والفقراء والجيران والأقارب، وألا يبخل به على غيره، وألا يبيع من جلدها أو شعرها أو عظامها، فإن ذلك من تغير سنة النبي (صلى الله عليه وسلم).

إذًا فالأضحية شعيرة عظيمة تزكي المسلم نفسه وماله، وتقربه إلى ربه سبحانه، فلا يستخف بها المسلم، ولا يغفل عن آدابها وسننها، فإن في ذلك خيرًا كثيرًا له في الدنيا والآخرة.

ذبح الاضحية
ينبغي ذبح الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة

شروط ذبح الأضحية

الأضحية هي ما يذبحه المسلم في يوم النحر وأيام التشريق من بهيمة الأنعام تقرباً لله تعالى. وللأضحية شروط وأحكام يجب على المسلم معرفتها والتقيد بها لتصح أضحيته وينال ثوابها. من هذه الشروط والأحكام ما يلي:

  • أن تكون الأضحية مملوكة للمضحي بطريقة شرعية، فلا تصحّ الأضحية بالمسروقة أو المغصوبة أو المشتراة بمال حرام.
  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، ولا تجزئ غيرها كالدجاج والأرانب.
  • أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تؤثر في قيمتها أو صلاحيتها للأكل، كالعوراء والمرض والعرج والهزيلة والمكسورة.
ذبح الأضاحي
يجب توزيع جزء من لحم الأضحية على الفقراء والمحتاجين ويمكن أن يتناول المضحي وعائلته من لحمها أيضًا
  • أن يكون للأضحية سِنٌ معين، فلا تجزئ الجارية من الإبل والبقر، ولا تجزئ الفَصِيحة من الغنم، بل يجب أن تكون مُسِنّة أو جذعة على الأقل.
  • أن يكون للمضحي نية التضحية عند الذبح، سواء بقلبه أو بلسانه، ولا يكفي أن يشتري الأضحية بنية التضحية إذا لم يذبحها بنفسه.
  • أن يذبح الأضحية في الوقت المشروع، وهو من صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، ولا يجوز ذبحها قبل ذلك أو بعده.
  • أن يذبح الأضحية بطريقة شرعية، بسكين مسنون جيداً، وبضربة واحدة سريعة في موضع الذبح، دون تعذيب للحيوان أو إظهار للسكين قبل الذبح.
  • يعتقد بعض الناس خطأً أن تلطيخ دماء الأضحية على المنازل يعالج السحر ويزيل النحس، ولكن يجب أن نعلم أن الدم المسفوح من الأضحية نجس لا يجوز التضمخ به، والبركة في دم الأضحية إنما تكون بما يناله المضحي من الثواب والأجر على إراقته لذلك الدم طلباً للقرب من الله.

أخطاء قد تجعل الأضحية غير صالحة وتسبب كوارث

وسبق أن كشف الدكتور محمد عبد الفتاح، أستاذ أمراض الباطنة والمعدية بمعهد البحوث البيطرية بالمركز القومي للبحوث في مصر، عن عدة أخطاء قد تجعل الأضحية غير صالحة.

وأكد “عبد الفتاح” في تصريحات سابقة له تداولتها وسائل إعلام مصرية، أن الأضحية يجب أن تكون خالية من العيوب الظاهرة مثل المرض وشدة النحافة والعور والعرج الواضح.

وشدد على أنه لا بد من فحص جميع أجزاء الجسم للأضحية والاجتهاد في أن تكون خالية من أي عيوب ونبدأ بالرأس، حيث يتم فحص العينين للتأكد من عدم وجود عمى أو عور، أما في الحيوان المقرن (ذي القرون)، فلا بد من أن تكون القرون سليمة وغير مكسورة، ثم يفحص الفم وللتأكد من عدم وجود التهابات وتقرحات.

وطالب الطبيب المصري بفحص أرجل الحيوان الأمامية والخلفية من أسفل لأعلى والتأكد من عدم وجود جروح كبيرة لم تلتئم أو وجود تقرحات، حيث يتم استبعاد أي تورم أو ارتشاحات واضحة تعيب شكل الذبيحة، ويستبعد وجود خراريج وأي سبب يؤدى للعرج البين كالكسور والتهابات الأظلاف، مع فحص البطن ويستبعد وجود الفتاءات سواء الفتق الأربى أو الفتق الفخذى أو الفتق السرّي.

ذبح الأضحية في العيد
تجب معالجة الحيوان بعد الذبح بطريقة صحيحة وفقًا للشرع مثل تصفية الدم ونزع الأجزاء غير الصالحة

وأضاف أنه من المهم أن يكون الشكل الظاهري للحيوان جميلاً وخاليًا من الحشرات والطفيليات الخارجية كالجرب، وأن يكون الحيوان مكتنزًا باللحم ونشيطًا، وأن كل هذه العلامات لا بد من توافرها في الأضحية عند الشراء ولكن يجب اللجوء للطبيب البيطري لاستبعاد أي مرض وبائي قد يداهم البلاد، والتحقق من سلامة الأضاحي وقت تأدية الشعيرة.

وشدد أستاذ أمراض الباطنة والمعدية على أن ذبح أضحية مريضة من شأنه نقل الأمراض للإنسان، وأن ذبح حيوان مصاب بالسل يؤدى إلى انتقال المرض للإنسان، وكذلك الحيوان المصاب بالبروسيلا.

فقد يجتهد صاحب الأضحية في توفير ثمنها لتأدية الشعيرة لينال ثوابها في عيد الأضحى، ولكنه يتسبب في إمراض آكلي لحومها لعدم إجراء الكشف الطبي عليها، فهو بذلك أضر من حيث لا يدري.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.