الرئيسية » الهدهد » بعد واقعة محمد صلاح.. لماذا تضع إسرائيل مجندات على الحدود المصرية؟

بعد واقعة محمد صلاح.. لماذا تضع إسرائيل مجندات على الحدود المصرية؟

وطن- فتحت حادثة إطلاق النار على الحدود المصرية الإسرائيلية، باب الحديث مجدداً عن الجدل الذي يُثار بين حين وآخر، داخل الأوساط الدينية اليهودية المتزمتة في إسرائيل وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، حول تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي.

واندلعت حالة من الغضب بوسائل التواصل الإسرائيلية خاصة بعد مقتل المجندة الرقيب إيليا بن نون مع زميلها اللذين كانا يناوبان في إحدى نقاط الحراسة على الحدود المصرية–الإسرائيلية.

وقال هيليل روزين المراسل والمحلل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية، المحسوبة على معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن وضع مجند ومجندة لمدة 12 ساعة بمفردهما في مكان خالٍ “وضع معيب”.

في حين رأى بعض مشاهير السوشيال ميديا، أن وجود المجند والمجندة بمفردهما سببٌ في حدوث “توتر جنسي“، أفقد الجندي وزميلته اليقظة الضرورية للعمل في هذه الأماكن الحدودية الحيوية.

من جانبه، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة “عين شمس” المصرية، إن تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي يرجع إلى سببين رئيسيين: الأول قلة أعداد المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة بالمقارنة مع الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، والمخزون البشري العربي الهائل في الدول العربية المحيطة.

وأضاف في تصريحات لموقع قناة “روسيا اليوم“: “أدرك قادة الحركة الصهيونية مع تأسيس الكيان حقيقة التفوق العددي العربي منذ اللحظة الأولى، واعترفوا بأكذوبة المقولة الدعائية الصهيونية (فلسطين أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض)، لذلك تبنى دافيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل فكرة تجنيد النساء اليهوديات لتعويض النقص العددي، وأطلق مقولته المشهورة: “نحن قليلون وأعداؤنا كثيرون””.

وأوضح عبود أن هذه الفكرة لاقت قبولاً، وصارت إسرائيل أول دولة في العالم تفرض التجنيد الإجباري على النساء.

وأشار إلى أن السبب الثاني لتجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي يرجع للعقيدة القتالية للجيش، وفي جوهرها، أن إسرائيل بالسيف تعيش، ومن ثم فإن تل أبيب في حاجة ماسة إلى حشد كل القوى البشرية المتاحة من نساء ورجال نظراً لتعدد الحروب التي تشنّها إسرائيل كل فترة.

وفيما يتعلق بتجنيد النساء على الحدود المصرية، قال المحلل السياسي في الشأن الإسرائيلي: “أنشأت إسرائيل منذ العام 2004 عدة أنساق عسكرية لتأمين الحدود المصرية الإسرائيلية مثل كتيبة كاراكال، وكتيبة برديلاس وغيرها، وأدرجت فيها الفتيات الإسرائيليات نظراً للطبيعة الهادئة والآمنة لهذه الحدود بالمقارنة مع الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، ونقاط الاشتباك المتواصل مع الضفة وقطاع غزة”.

وبحسب عبود، يقرّ الإسرائيليون بأن مصر تحافظ على تأمين حدودها بشكل عام، وتلتزم بمعاهداتها واتفاقياتها التزاماً بالغاً، وتحترم القوانين والمواثيق الدولية.

وبشكل عام، تدور معظم مهام وحدات التأمين الإسرائيلية على الحدود المصرية في مجال مكافحة التهريب، والمهام التأمينية الاعتيادية، وتكاد أيام الخدمة العسكرية على هذه الحدود التي تمتد لمسافة تصل لنحو 250 كم تمر بلا أي إثارة، لذلك تعرب كثير من الفتيات الإسرائيليات عن رغبتهن في الخدمة في هذه المناطق الهادئة والبعد عن النقاط الملتهبة والخطيرة أمنياً.

وتطرّق الأكاديمي المصري، للحديث عن أبرز التحديات التي تواجه هذا الموضوع من ناحية المجتمع “اليهودي المتزمت”، قائلاً: “من جهة المجتمع اليهودي المتدين، نجد أن كبار الحاخامات وجماهير اليهود المتدينين ترفض وبشدة تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي، فمن ناحية ترى هذه القطاعات المتشددة دينياً أن المرأة مكانها البيت، وأن الاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن العمل أو معسكرات الجيش من المحرمات”.

وأضاف: “يشكو الجنود المتدينون من أن المجندات في ظروف الخدمة العسكرية بالكتائب والوحدات قد يتخففن من الملابس مما يجرح مشاعرهم الدينية. لذلك يفتي كبار الحاخامات بحرمة الاختلاط بين الرجال والنساء في الجيش الإسرائيلي، ويدعون المتدينين لرفض الخدمة العسكرية في الوحدات المختلطة”.

وأوضح أن المثير للتأمل أن النقاش في تل أبيب حول قضية مقتل الجنود الإسرائيليين على الحدود الأسبوع الماضي، انحرف هذا الأسبوع في اتجاه غير متوقّع، ففي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل حالة حداد بسبب مقتل المجندة ليا بن نون (19 سنة)، أبدى بعض الإعلاميين ومشاهير الشخصيات على شبكات التواصل الاجتماعي امتعاضهم من فكرة أداء المجندة الخدمة العسكرية على الحدود مع جندي شاب في “كشك معزول”، وبقائهما وحدهما لمدة تصل 12 ساعة.

وأضاف أنه مع ذلك يجب الإشارة إلى أن المرأة الإسرائيلية ما زالت عنصراً مهماً في تركيبة الجيش الإسرائيلي على الرغم من ارتباط وجودها برفض الحاخامات، ومعارضة الجنود المتدينين، والنزعة الذكورية التي تحكم التعامل معهم، وأخيراً فضائح تحرش جنسي متكررة يتورط فيها صغار الجنود وحتى كبار الضباط.

تباين الروايتين

يُشار إلى أنّ هناك تبايناً في الروايتين المصرية والإسرائيلية بخصوص الحادث، حيث تقول إسرائيل إن عنصر أمن مصرياً تسلل عبر الحدود ونفذ الهجوم، بينما أكد الجيش المصري أن الجندي كان يلاحق مهربين مخدرات.

إسرائيل تفرض شروطا على مصر

في سياق متصل، تحدثت وسائل إعلام عن اتفاق بين مصر وإسرائيل على عقد اجتماع أمني بعد حادثة مقتل 3 وإصابة 5 إسرائيليين والجندي المصري.

وقالت قناة العربية، الإثنين، إن فريقاً أمنياً مصرياً أنهى المرحلة الأولى من التحقيقات بحادثة الحدود مع إسرائيل، ونقلت عن مصادر القول إن إسرائيل طلبت تغيير الأفراد المكلفين بتأمين الخدمات الحدودية، كل 3 شهور، مشيرة إلى الاتفاق مبدئياً على تشكيل مكتب اتصال دائم في هذه المنطقة للتنسيق بشكل شبه يومي.

فيما قررت مصر تسيير دوريات راكبة في هذه المنطقة كل 6 ساعات خلال الأسابيع المقبلة للقيام بعمليات تمشيط، وفق المصادر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.