الرئيسية » الهدهد » إحداهن أُجبرت على الزواج من مقاتل مغربي وهي طفلة.. “نساء داعش” وشهادات صادمة

إحداهن أُجبرت على الزواج من مقاتل مغربي وهي طفلة.. “نساء داعش” وشهادات صادمة

وطن- سلّط تقرير صحفي الضوء على أوضاع عائلات وأسر مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في شمال شرقي سوريا، والحياة المأساوية التي تعيشها النساء داخل خيام للتعذيب والاحتجاز السري في مخيم الهول، وتفاصيل حياتهم بانتظار تحديد مصيرهن.

وأوضح التقرير أن عقارب الساعة، توقّفت منذ سنوات عند قاطني المخيم اللواتي يعشن ذكريات مثقلة ويسترجعن صور الماضي بمرارة.

مآسي نساء “داعش” تتواصل داخل المخيمات

غاية 12 ديسمبر/كانون الأول، كانت قسد والآسايش تحتجز ما يقرب من 65,600 رجل وامرأة وطفل باعتبارهم من المشتبه بانتمائهم إلى داعش وأفراد عائلاتهم في المخيمات والسجون ومراكز الاحتجاز الأخرى في شمال شرق سوريا، وفقاً لأرقام الإدارة الذاتية والحكومة الأمريكية.

ووفق منظمة “هيومن رايتس ووتش“، هناك نحو 37,400 أجنبي، بما في ذلك أكثر من 27,300 عراقي، محتجزون في مخيمَي الهول وروج. أكثر من ثلثي المحتجزين الأجانب في المخيمات هم من الأطفال، ومعظمهم دون سن الـ12، ما يقرب من ثلثهم من النساء.

وأفاد تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط“، أن قصة قدوم نساء داعش إلى مخيم “روج” متشابهة لدرجة التطابق.

فبعدما قرر الأزواج الالتحاق بصفوف التنظيم المتطرف، ما كان على أفراد عائلاتهم سوى الالتحاق بهم وتحمّل النتائج.

وعند المقارنة بين تفاصيل معيشة النساء والأمهات اليومية بالمخيم مع حياتهنّ الطبيعية في بلدانهن الأصلية تكون الأجوبة سريعة… لا وجود لأوجه تشابه.

ويقع مخيم روج بريف بلدة المالكية (ديريك) التابعة لمحافظة الحسكة. تقطنه نحو 600 عائلة. يضم نحو 2500 شخص جلّهم من النساء والأطفال، بينهم لاجئات عراقيات ونازحات سوريات، إضافة إلى عائلات أجنبية لمقاتلين كانوا في صفوف «داعش» يتحدرون من جنسيات غربية وعربية.

مآسي نساء داعش تتواصل داخل المخيمات
مآسي نساء داعش تتواصل داخل المخيمات

شهادات صادمة

نقل التقرير شهادات صادمة لعدد من النساء في المخيم، قدِمن من خلفيات وبلدان مختلفة قبل أن تجمع المأساة داخل المخيم كل اختلافاتهم.

ومن القصص الصادمة، تلك التي تتعلق بـ مغربية تُدعى “شروق” وهي أصيلة مدينة تطوان. حيث عاشت 8 سنوات من عمرها في مدن سورية عدة تعرضت للقصف والدمار، وانتهى بها المطاف للعيش تحت رحمة خيمة لا ترد عنها برد الشتاء ولا تحميها من لهيب حرارة الصيف. وهي باتت اليوم مسؤولة عن تربية أبناء يتامى بعد مقتل والدهم الذي أجبرهم على المجيء إلى هذه البقعة الساخنة من الشرق الأوسط.

حادثة مأسوية أخرى عاشتها المصرية “رضوى” التي تبلغ من العمر 40 سنة عاشت منها عقداً كاملاً في مناطق سورية عدة وفي مخيمات.

خلال تلك الفترة، عانت رضوى الأمرّين بسبب ظروف حياتها القاسية، مشيرة إلى أنها كانت تعيش في العاصمة القاهرة وتنحدر من أسرة ميسورة الحال وتحمل إجازة جامعية من كلية الاقتصاد، في وقت كان زوجها يعمل موظفاً في شركة معروفة.

ورضوى –وفق التقرير- أم لثلاثة أبناء، ابنتها الكبرى عمرها 17 عاماً، وابناها يبلغان 14 و10 سنوات. أما زوجها فهو محتجز في سجون قوات «قسد» (قوات سوريا الديمقراطية) منذ هروب العائلة من مناطق «داعش» بداية 2017.

الضحية الثالثة هي شابة عراقية تدعى “هبة” وتبلغ من العمر 21 عاماً. وهي أصيلة مدينة الموصل التي ذاع صيتها بعد سيطرة «داعش» الإرهابي عليها في بداية إعلان خلافته المزعومة صيف 2014، فقد أجبرها والدها على الزواج من مقاتل مغربي وهي بعمر 11 عاماً.

وبعد زواج قسري لأعوام عدة؛ قُبض على زوجها في العراق وسلّمته بغداد للحكومة المغربية، كما قالت. أما هي فقد سافرت بصحبة شقيقها الأصغر الذي كان في صفوف التنظيم هو الآخر، نحو سوريا، بعد انحسار مناطق «داعش» في العراق.

وبعد مقتل شقيقها، قصدت مخيم روج وهي تعيش فيه منذ 7 سنوات. وقد قررت، كصديقتها الأوزبكية، تعلّم مهنة الكوافيرة، حيث تقوم بتجميل وتسريح شعر صديقاتها في المخيم.

مآسي نساء داعش تتواصل داخل المخيمات
مآسي نساء داعش تتواصل داخل المخيمات

عقوبة جماعية

في المخيم المذكور، ينحدر الأجانب من 60 دولة. تمّ القبض على معظمهم من قبل قسد (قوات سوريا الديمقراطية)، وهي قوة مسلحة إقليمية يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، عندما هزمت داعش من آخر معقل لها في سوريا في أوائل عام 2019.

ولم يمثًل أيّ من الأجانب أمام سلطة قضائية في شمال شرق سوريا لتحديد ضرورة وقانونية احتجازهم، مما يجعل أسرهم تعسّفياً وغير قانوني. الاحتجاز على أساس الروابط الأسرية فقط يرقى إلى عقوبة جماعية، وهي جريمة حرب.

ويُحتجَز الأجانب في شمال شرق سوريا بموافقة ضمنية أو صريحة من بلدانهم الأصلية. فيما قامت بعض الدول، مثل المملكة المتحدة والدنمارك، بإسقاط الجنسية عن العديد من مواطنيها أو بعضهم، تاركة العديد منهم دون جنسية في انتهاك لحقهم في الجنسية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.