الرئيسية » الهدهد » ميار وعلي طارق عز الدين.. شهيدان بدّل القصف الإسرائيلي مسار رحلتهما المدرسية بآخر مختلف!

ميار وعلي طارق عز الدين.. شهيدان بدّل القصف الإسرائيلي مسار رحلتهما المدرسية بآخر مختلف!

وطن- قصص إنسانية مبكية ارتبطت بالأطفال الفلسطينيين الذين استُشهدوا جراء العدوان الغاشم الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أمس الثلاثاء.

قوات الاحتلال شنّت عدواناً على قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينياً بينهم ثلاثة من قيادات سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، هم جهاد الغنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين.

ومن بين الشهداء 4 أطفال و4 نساء، أغلبهم من زوجات وأبناء القيادات العسكرية لسرايا القدس التي استشهدت في هذا العدوان الغاشم.

موقع “ميدل إيست آي” سلّط الضوء على واحدة من تلك القصص المفجعة، وهي للطفلين ميار وعلي عز الدين، بعد استشهادهما في غارة جوية على منزلهما ليلاً، استهدفت والدهما.

قال التقرير: “اشترى ميار وعلي الحلوى والطعام، وأعدّوا ملابسهم، وناموا في وقت مبكر من ليل الإثنين، ويتطلّعون إلى الاستيقاظ في اليوم التالي في رحلة مدرسية ممتعة في قطاع غزة”.

قبل نحو خمس ساعات من الرحلة، ضربت غارة جوية إسرائيلية منزلهم، مما أودى بحياة الشقيقين ووالدهم، وأظهر مقطع فيديو متداول على الإنترنت الأم وهي تودع أجساد أطفالها وزوجها على الأرض.

والدة الأطفال ميار وعلي طارق عز الدين تودعهما ووالدهما فيما هي مصابة بعد قصف الاحتلال لمنزلهم

ميار (11 عامًا)، وشقيقها علي (8 أعوام)، هما ابنا طارق إبراهيم عز الدين، القائد العسكري في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

كانت الأسرة نائمة عندما قصفت طائرة مقاتلة إسرائيلية الطابق بأكمله من المبنى السكني في حي الرمال وسط مدينة غزة.

عز الدين (48 عاماً)، من سكان جنين بالضفة الغربية المحتلة، وكان سجيناً سابقاً أطلق سراحه من سجون الاحتلال في إطار صفقة تبادل الأسرى جلعاد شاليط عام 2011، والتي تضمّنت إطلاق 1027 معتقلاً فلسطينياً.

بعد إطلاق سراحه، تمّ نفي عز الدين إلى غزة من قبل سلطات الاحتلال، الذي شنّ أمس ما سماها عملية الدرع والسهم.

وشاركت 40 طائرة مقاتلة في قصف مواقع مختلفة في القطاع المحاصر بعد الساعة الـ2 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء، وفقًا لجيش الاحتلال.

رحلة مدرسية ملغاة

قال الحساب الرسمي للمدرسة على فيسبوك: “في هذا الصباح الحزين الذي يشهده قطاعنا الصامد وبقلوب حزينة تودع مدرسة الرواد والقادة اثنين من طلابها الأبرياء استشهدوا نتيجة القصف الصهيوني العنيف على قطاع غزة“.

عندما استيقظوا، تمّ إخبار زملائهما في الفصل الذين كانوا سيذهبون في نفس الرحلة المدرسية، أنه تم إلغاؤها، حيث تردّد آباؤهم في إخبارهم بالسبب.

الطفلة الشهيدة ميار ابنة القائد في سرايا القدس طارق عز الدين

“ميار كانت صديقة جيدة لابنتي لين”، تقول آية أبو طاقية (35 عامًا)، إنها كانت طالبة ممتازة وكانت لين تحبها كثيرًا، وأضافت: “منذ بضعة أيام، مرضت لين في المدرسة، وأخبرتني كم كانت ميار حنونًا، وبقيت معها وطمأنتها حتى وصلنا لاصطحابها”.

وتابعت: “لقد كانوا متحمسين للغاية بشأن الرحلة.. اشترينا الحلوى والطعام لأن لين وميار وأصدقاءهم كانوا يخططون لأخذ بطانية للنزهة معهم للجلوس وتقاسم الطعام. لم أرهم بهذا الحماس من قبل”.

قبل أن تنام أبو طاقية، وقعت أول غارة جوية إسرائيلية. مرّت لحظات قليلة قبل أن ترى الأخبار على مجموعة المدرسة على واتساب.

شارك معلمو ميار الأخبارَ، وبدأوا في الحداد عليها ونشر صور لها، تقول أبو طاقية: “كنت خائفة من أن تعرف لين الأخبار من خلال رؤية تلك الرسائل. لم أكن أريدها أن تعرف الخبر بالصدفة، كما علمت باستشهاد والدها”.

استشهد والد لين، أسامة أبو طاقية، بعد 10 أيام من هجوم إسرائيل في مايو 2021 على غزة، بينما كان يحاول إبطال مفعول ذخيرة إسرائيلية غير منفجرة في قسم هندسة المتفجرات في غزة.

قالت أبو طاقية إنها هذه المرة وضعت كلّ الهواتف المحمولة والأجهزة في غرفتها، وانتظرت حتى استيقظت ابنتها، ثم أخبرتها بالأخبار تدريجياً، وذكرت أن شخصاً تعرفه استشهد، وقالت: “إنها ميار، وانهارت بالبكاء”.

يزعم جيش الاحتلال، أن الضربات الجوية كانت تستهدف قادة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذين ظلوا يهددون أمن الإسرائيليين لفترة طويلة.

وقالت أبو طاقية: “كانت لين في حالة صدمة، وليس من السهل شرح فكرة الموت لطفل يبلغ من العمر 11 عامًا”.

شاركت معلمة ميار، سماح جعفر، عبر صفحتها على فيسبوك، مقطع فيديو لميار وهي تلعب وترقص في المدرسة، واصفة إياها بـ”أميرة الصف”.

“استشهد صديقك”

“لم أخبر جمال بعدُ أنه استشهد. ليس لدي أي فكرة كيف سأخبره”. قالت والدة صديق علي المقرب وزميلته في الفصل.

كانت تتألم طوال الصباح حول كيفية نقل الخبر إلى جمال، الذي عانى بالفعل من خسائر فادحة في حياته.

لقد فقد والدَه وجدّه وعمّه في غارات الاحتلال في مايو 2021، وهذه هي تجربته الرابعة في فقدان الأشخاص المقربين منه حقًا.

وأضافت: “لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يستيقظ جمال ويفحص هاتفي، ويكتشف ما حدث أو يرى صورة لصديقه”.

كان علي صديقًا مقربًا لجمال منذ استشهاد والده، وكان مصدرًا للراحة والدعم، وكان علي ووالده طارق عز الدين يحضران هدايا بشكل منتظم لجمال لمساعدته في التغلب على خسارته.

عندما استيقظ ابنها، قررت نقل الأخبار على مراحل على مدار ساعات قليلة، على أمل تخفيف الصدمة والضربة.

وتابعت: “قلت له إن هناك قصفًا في مناطق مجاورة، ثم قلت إن القصف أثر على المبنى الذي يعيش فيه علي. سألني عن علي، فقلت له إنني ما زلت لا أعرف”، وأخبرته في البداية أن علي أصيب، ثم استشهد والده، ثم أخبرته أن علي نفسه استشهد”.

وتابعت: “بكى. ولكن بعد ذلك بدأ يذكرني بكل الأشياء التي أقولها له دائمًا عن لقاء الأحباء في الجنة لاحقًا”.

جمال، الذي كان يتعامل بالفعل مع اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بعد فقدان والده وجدّه، أخبر والدته أنه لن يستوعب سوى فكرة أنه فقد صديقه عندما يعود إلى المدرسة ولم يره فيها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.