الرئيسية » الهدهد » داخل الكومنولث.. تتويج تشارلز الثالث ملكاً يمكن أن يكون الأخير لـ 6 بلدان.. ما القصة؟

داخل الكومنولث.. تتويج تشارلز الثالث ملكاً يمكن أن يكون الأخير لـ 6 بلدان.. ما القصة؟

وطن- سيكون تتويج تشارلز الثالث، غداً السبت 6 مايو/أيار، لحظة احتفال للعائلة المالكة البريطانية. ولكن بالنسبة للعديد من دول الكومنولث الأربعة عشر التي لا تزال مرتبطة بالملكية البريطانية، فقد يكون هذا هو الوقت الذي تبرز فيه دعواتها المتصاعدة لإسقاط النظام الملكي في دولها، خاصة بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي كان لها رمزية كبيرة في تلك الدول.

الكومنولث البريطاني يُواصل التفكك

كشف تقرير لمجلة “التايم” البريطانية عن تحركات في عدد من الدول الكاريبية للخروج من عباءة التاج البريطاني، عبر عقد استفتاءات محلية في الغرض.

وتنقل المجلة عن “ماثيو سميث”، وهو مدير مركز دراسة مخلفات العبودية البريطانية في كلية لندن، قوله “إن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية أبقت الكثير من هذه الارتباطات بالكومنولث والنظام الملكي على قيد الحياة لأجيال عديدة بعد الاستقلال”. مشيرا أنه “الآن … لدينا الملك تشارلز الثالث، وهو مايطرح علاقة مختلفة تمامًا” مع تلك الدول، على حد تعبيره.

تقول مجلة التايم أنه لا يوجد مكان في العالم قد يشهد على سطوة وجبروت الإمبراطورية البريطانية أكثر في منطقة البحر الكاريبي. هناك، حيث تحول تاريخ بريطانيا الطويل من الاستعمار والعبودية إلى دعوات شعبية وسياسية نخبوية للخروج من ظل دول الكومنولث الحديثة، والتي يعتقد الكثيرون أنها شكل من أشكال الاستعمار الجديد.

ففي عام 2021 ، أصبحت بربادوس أول دولة تنتقل إلى جمهورية منذ موريشيوس في عام 1992. وكلاهما خرجا من عباءة الكومنولث البريطاني.

وعلى الدولتين أعلاه، تُخامر فكرة الخروج من فلك التاج البريطاني ستة بلدان كاريبية أخرى على الأقل، حيث أنهم يعتزمون عزل الملك باعتباره صاحب السيادة، كما يقول تقرير لمجلة ‘فورين بوليسي‘، وتشمل الدول الست بليز وجزر الباهاما وجامايكا وجرينادا وأنتيغوا وبربودا وسانت كيتس ونيفيس.

ويقول ذات التقرير أنه خلال العام الماضي، قام أفراد من العائلة المالكة البريطانية برحلتين منفصلتين إلى منطقة البحر الكاريبي وسط تصاعد المشاعر المناهضة للإمبراطورية في المنطقة ضدهم.

تم الترحيب بهم من قبل احتجاجات حاشدة في كل محطة من جولتهم. قام الأمير وليام وكيت، دوقة كامبريدج، بزيارة بليز وجامايكا وجزر الباهاما في مارس حيث دعاهم المتظاهرون المحليون إلى تقديم اعتذار رسمي عن دور عائلتهم في استعباد الأفارقة وتعنيفهم.

واختتم الأمير إدوارد وصوفي، كونتيسة ويسيكس، رحلتهما الكاريبية التي استغرقت ستة أيام في 28 أبريل 2022 بعد زيارة أنتيغوا وبربودا وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين.

الحكم الاستعماري في دول البحر الكاريبي

على الرغم من انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني في جميع المستعمرات السابقة تقريبًا، احتفظ العديد منها بالملكة كحاكم رمزي لتلك الدول.

من بين 54 مستعمرة بريطانية سابقة، دول الكومنولث، هناك 14 دولة خارج المملكة المتحدة حيث الملكة هي رأس الدولة، بما في ذلك عدة دول في منطقة البحر الكاريبي.

ويٌصد بدول الكومنولث البلدان التالية: أنتيغوا وبربودا وأستراليا وجزر الباهاما وبليز وكندا وغرينادا وجامايكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين وتوفالو.

وفي حين أن هذه الدول تحكمها حكومتها التي يرأسها رئيس الوزراء أو الرئيس، فإن الملكة تُعين ممثلًا في تلك البلدان، مثل الحاكم العام، بناءً على توصية الحكومة المحلية.

وعلى الرغم من أن حكام التاج البريطاني، هو الحاكم الرمزي لهذه الدول، إلا أن دول الكاريبي لم تعد تريد ذلك، وتريد أن تصبح جمهوريات، تمامًا كما فعلت معظم المستعمرات الرسمية.

ومن الجدير بالذكر أن الهند المستقلة كان لها أيضًا العاهل البريطاني، الملك جورج السادس في ذلك الوقت، كرئيس للدولة لمدة ثلاث سنوات بعد الاستقلال، حتى أصبحت الهند جمهورية في عام 1950.

لم تعد دول الكاريبي تريد رئيس دولة لا ينتمي لبلدها، وتريد أن تنتخب رئيسها. والأهم من ذلك أنهم يريدون قطع كل العلاقات مع إمبراطوريتهم السابقة التي استعبدت وعذبت أسلافهم.

قالت فيرين شيبرد، رئيسة اللجنة الوطنية لجبر الضرر في جامايكا ورئيسة لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري في تصريحات سابقة “إن التحرك نحو الجمهورية يستند إلى الاعتقاد بأن الوقت قد حان لكي تعيش الدول التي كانت مستعمرة سابقًا استقلالها وتدعي حقًا تقرير المصير وعدم الخضوع لنظام ملكي “.

بدورها، قالت Marlene Malahoo Forte وزيرة الشؤون القانونية والدستورية بجامايكا، أمس الخميس لشبكة Sky News التلفزيونية البريطانية، أن الملك تشارلز الثالث كان “أجنبيا جدا، وحان الوقت لإزاحته من مكانه” في دستور البلاد الذي سنته جامايكا عام استقلت في 1962 عن بريطانيا.

وتابعت الوزيرة الجامايكية قائلة: “علينا أن ننجزه (الاستفتاء) فقد حان الوقت لنقول وداعا” وتوقعت أن يتم ذلك في وقت مبكر من العام المقبل، ووعدت بتقديم مشروع القانون في مايو الجاري، وبتمريره في 9 أشهر، ثم عرضه على الجامايكيين لاستفتاء “من المرجح جدا” أن ينتهي بنعم للجمهورية، وهو ما يوحيه حديثها قبل شهرين في الفيديو المعروض.

وأنهت فورتي المقابلة معها، بقولها: “احتفال المملكة المتحدة بتتويج الملك، يخصها. أما جامايكا، فتتطلع إلى كتابة دستور جديد يقطع العلاقات معه بصفته رئيسا لدولتنا (..) سنقول وداعا لشكل من أشكال الحكم المرتبط بماض مؤلم من الاستعمار وتجارة الرقيق عبر الأطلسي” في إشارة منها الى المدوّن في “سجلات مكتبة جامايكا الوطنية” من معلومات مؤلمة.

إلى ذلك ووفقا لاستطلاع نظمه قبل أيام اللورد Michael Ashcroft المعروف كسياسي بريطاني وشخصية أعمال، وذكرته “التايم” في تقريرها المشار له أعلاه، فإن مواطني 6 دول تعترف بملك المملكة المتحدة رئيسا لها “سيصوتون بنعم لتصبح دولهم جمهوريات” وهي كندا وأستراليا وجزر الباهاما وجامايكا وجزر سليمان وأنتيغوا وبربودا، فيما لو تم إجراء استفتاء يجري بعد التتويج.

الدول التي تخطط لتصبح جمهوريات ذات سيادة

وفقًا للتقارير، تشهد بليز وجزر الباهاما وجامايكا وجرينادا وأنتيغوا وبربودا وسانت كيتس ونيفيس دعمًا وحشداً شعبياً قويًا لتصبح جمهوريات.

بعد أن أزاحت دولة باربادوس الكاريبية التاج الملكي من رئاسة الدولة في نوفمبر 2021، كان من المتوقع أن يكون لها تأثير الدومينو في المنطقة.

جدير بالذكر أن جامايكا قد أنشأت بالفعل وزارة جديدة منذ سنة تقريبا، أعطت من خلالها إشارة واضحة إلى الابتعاد عن الملكية.

حيث أنشأت الحكومة وزارة للشؤون القانونية والدستورية، التي من شأنها التخطيط لإصلاح وتحديث القوانين المحلية.

وأعلنت الوزارة في تلك الفترة أنها ستشرف على عملية تحويل وضع جامايكا كملكية دستورية. ومن المتوقع إجراء استفتاء لتصبح جمهورية هذا العام في جامايكا.

وعلى غرار جامايكا، أشارت بليز أيضًا إلى نيتها تنحية العاهل البريطاني من رئاسة الدولة. حيث أنشأت الحكومة، العام الماضي، لجنة دستورية شعبية تابعة لوزارة الإصلاح الدستوري والسياسي، لإجراء مشاورات في جميع أنحاء البلاد بشأن عملية إنهاء الاستعمار.

وعن تلك اللجنة، قال وزير في البرلمان حينها: “إن عملية إنهاء الاستعمار تحيط بمنطقة البحر الكاريبي. ربما حان الوقت لبليز لاتخاذ الخطوة التالية في امتلاك استقلالنا حقًا. ولكن، هذه مسألة يجب على شعب بليز اتخاذ قرار بشأنها “.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.