وطن– بث نشطاء يمنيون، مقطع فيديو يوثّق لقطات جديدة لاغتيال الشيخ عبد الله الباني بعد إلقائه خطبة صلاة عيد الفطر المبارك في محافظة شبوة، وسط اتهامات موجّهة لقوات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي (انفصالي مدعوم من الإمارات) بارتكابها الجريمة.
وأظهر الفيديو، لحظةَ محاولة جنود تابعين للمجلس الانتقالي إخراج الشيخ الباني وإبعاده عن منطقة الصلاة، فيما سُمع صوت التهليلات والتكبيرات تصدح في المكان.
وعمل الجنود على إخراج الباني بالقوة، إلا أنّ الأهالي الذين تجمعوا لأداء الصلاة هَمّوا للدفاع عن الباني، وسط حالة من الهَرج والمَرج التي سادت على المكان.
فديو جديد ارادوا سحب الشيخ بالقوة قبل الصلاة دون مراعاة لحرمة المكان او كبر سنه او المصلين فنهض المصلين مدافعين عن الشيخ .
فاخذها هؤلاء المجرمون في قلوبهم ومجرد ركوبه سيارته اخذوا يطلقون النار بغل وحقد .#جنوبي_الانتقالي_لا_يمثلني #اغتيال_الشيخ_الباني #بيحان pic.twitter.com/Q2QRvoFFq9— مبارك البيحاني (@m_albayhani) April 23, 2023
وانتشر مقطع فيديو يوثّق لحظة اغتيال الشيخ الباني، حيث شوهد وهو جالس في سيارته بينما كان غارقاً في دمائه.
https://twitter.com/abdulkafi915/status/1649498394912608278?s=20
رواية كاملة لقتل الباني
بدوره، كشف مختار الرحبي السكرتير الصحفي السابق للرئاسة اليمنية، مستشار وزير الإعلام اليمني، رئيس مجلس إدارة قناة المهرية الفضائية، التفاصيل الكاملة لاغتيال الشيخ الباني.
وقال الرحبي إنّ توجيهات صدرت من مكتب أوقاف المحافظة بتكليف مدير مكتب الأوقاف بمديرية بيحان (من السلفية الجامية) للخطابة نيابةً عن الشيخ عبد الله الباني في مصلى المطار (الذي كان خطيباً فيه لأكثر من عشرين عاماً)، رغم مخالفة ذلك لقرار وزير الأوقاف الذي وجّه بمنع أيّ تغييرات للأئمة والخطباء، واعتبر الباني أنّ توجيه مدير أوقاف المحافظة مخالف لقرار الوزير.
بعد ذلك، استعان مدير أوقاف مديرية بيحان بقوات دفاع شبوة الذين يتواجدون في المديرية والذين بدورهم أرسلوا مدرعة وطقمين إلى ساحة المصلى منذ ليلة العيد، لمنع الشيخ الباني من الخطابة.
صبيحة يوم العيد، قدِم الشيخ الباني بمعية أولاده وأسرته إلى مصلى العيد للصلاة كعادته، وقعد في موقع إمام المصلى وبدأ بأداء تكبيرات العيد مع الحاضرين، بعدها توجّه أحد الجنود إلى مكان الشيخ محاوِلاً الضغط عليه للتوقف عن الرغبة بالخطابة، إلا أنّ الشيخ استمرّ بالتكبير.
أحدث الأمر ارتباكاً عند المصلين الذين قاموا من أماكنهم خوفاً من حدوث أي أمر، إلا أنّ الشيخ أمسك الميكروفون ودعا الجميع للعودة إلى مصلاهم والاستمرار بالتكبير.
توجّه الجنود وطلبوا التعزيز بقوات إلى المصلى، وقام الشيخ عبد الله بالصلاة بالناس وأداء خطبتي العيد والسلام والمعايدة عقب الخطبة بصورة طبيعية، ثم عندما ركب سيارته مع مرافقيه متوجّهاً للخروج من المصلى اعترضت المدرعة طريقه ومنعه من الخروج، رغم أنه أبدى استعداده للذهاب معهم.
وبدأت أعيرة الجنود من أسلحتهم تنطلق نحو الشيخ وسيارته والمرافقين فأصيب الجميع، وكانت المدرعة والأطقم تطلق أعيرتها في الجو ونحو الجمهور حتى لا يتقدم أحد وليتفرق الجميع، وفق رواية الرحبي.
بينما قام بقية الجنود بالاستمرار بإطلاق الرصاص، ثم تقدم أحد الجنود إلى مكان جلوس الشيخ في السيارة وأفرغ عليه ما تبقى من رصاص سلاحه بصورة مباشرة ليقتل الشيخ مضرّجاً بدمائه بما يقرب من 30 طلقة، ثم انصرف الجنود إلى ثكنتهم العسكرية مخلّفين خلفهم قتيلاً وستة جرحى.
الإصلاح يطلب محاسبة القتلة
بدوره، قال حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة شبوة، إنّ تصفية عضو مجلس الشورى المحلية للإصلاح بالمحافظة الشيخ عبد الله الباني عقب الانتهاء من صلاة وخطبة عيد الفطر المبارك، جريمة يجب أن لا تمرّ دون عقاب أو محاسبة.
وأضاف في بيان له، أنّ “هذه الجريمة النكراء والدخيلة على المجتمع الشبواني ويقع على عاتق السلطة المحلية بالمحافظة واللجنة اﻷمنية سرعة إلقاء القبض على القتلة وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم”.
ونعى البيان، الشيخ الباني عضو هيئة الشورى المحلية للإصلاح بمحافظة شبوة، وقال إنه تمّت تصفيته من قبل عناصر إجرامية على متن أطقم مسلحة بعد اتمامه خطبة وصلاة العيد بالقرب من مصلى العيد الذي اعتاد على الخطابة وإمامة المصلين فيه منذ سنوات.
وذكر البيان: “لقد أقدمت هذه العناصر الإجرامية على تنفيذ هذه الجريمة في وضح النهار دون مراعاة لا لحرمة الزمان صبيحة يوم عيد الفطر المبارك ولا لحرمة المكان في دليل واضح على ما تحمله هذه العناصر من سلوك إجرامي ودموي وتعبئة خاطئة تستهدف النسيج المجتمعي للمحافظة”.
