الرئيسية » تقارير » وثائق البنتاغون.. ضابطة أمريكية شاركت في تسريبها باسم فتاة روسية.. ما القصة؟

وثائق البنتاغون.. ضابطة أمريكية شاركت في تسريبها باسم فتاة روسية.. ما القصة؟

وطن– كشف تحقيق جديد لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في علاقة بقضية “أوراق البنتاغون”، عن دور رئيسي لعبتْه ضابطة صف سابقة في البحرية الأمريكية في نشر تلك الوثائق بشكل مكثّف عبر شبكة الإنترنت.

ضابطة أمريكية سابقة تنشر تسريبات البنتاغون

ووثائق البنتاغون هي مجموعة من الوثائق السرية التي تتعلق بالأمن القومي الأميركي والعلاقات الدولية، والتي تمّ تسريبها على الإنترنت من قبل جندي أمريكي يدعى جاك تيشيرا في مارس/آذار الماضي.

وتحتوي هذه الوثائق على معلومات حساسة عن الحرب في أوكرانيا، والتجسس الذي تفرضه واشنطن على حلفائها وأعدائها.

وفي جديد القضية، كشف تحقيق لـ”وول ستريت جورنال“، عن أنّ حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي تُشرف عليه ضابطة صف سابقة في البحرية الأمريكية، لعب دوراً رئيسياً في انتشار الوثائق الاستخباراتية التي يُزعم أنّ الطيار الأول تيشيرا سرّبها.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ المدوّنة الروسية المعروفة باسم “دونباس ديفوشكا” (Donbass Devushka)، والتي تعني “فتاة دونباس” قامت بإعادة نشر الملفات من غرف الدردشة الغامضة عبر الإنترنت.

والمدونة هي واجهة لشبكة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست، وجمع التبرعات للموالين للكرملين في حرب أوكرانيا.

اللافت في التحقيق، أنّ الشخص الذي استضاف البودكاست باسم “دونباس ديفوشكا” ويشرف على هذه الحسابات، هي في الواقع فنية إلكترونيات طيران سابقة في الولايات المتحدة، ومقرها واشنطن واسمها الحقيقي “سارة بيلز”.

من سارة بليز؟

عملت بيلز، البالغة من العمر 37 عاماً، في القاعدة الجوية للبحرية الأمريكية في جزيرة “ويدبي” حتى أواخر العام الماضي، على الرغم من أنّ الحسابات التي أنشأتها وأشرفت عليها تُمجّد الجيش الروسي ومجموعة فاغنر شبه العسكرية.

والحسابات التي تشرف عليها من بين أكثر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية متابعةً على نطاق واسع والتي تروّج لوجهات نظر روسيا.

وفي مقابلة أجريت معها يوم، السبت، قالت بيلز إنها تُدير الصفحة، وأقرّت بجمع الأموال واستضافة البرامج الصوتية تحت هذا الاسم.

وأضافت أنها واحدة من 15 شخصاً من جميع أنحاء العالم يشاركون في إدارة شبكة دونباس ديفوشكا، “إلا أنها رفضت تحديد هوية هؤلاء الناس”.

ساهمت في نشر تسريبات البنتاغون

في 5 أبريل/نيسان الجاري، نشر الحساب على تليغرام أربعة من المستندات السرية التي يُزعم أنها مُسرّبة إلى متابعيه البالغ عددهم 65 ألفاً، وفقاً للقطات التي شاهدتها صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وأدى ذلك إلى قيام العديد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية بالتقاط الوثائق، وبعد ذلك بدأ البنتاغون تحقيقاً. تقول بيلز إن إدارياً آخر نشر الملفات الأربعة.

جدير بالذكر، أنه إلى الآن لا يوجد دليل على أنّ بيلز، التي حصلت على تصريح أمني في أثناء خدمتها في البحرية، قد استخدمت هذا الوصول لسرقة أي معلومات سرية بنفسها.

وثائق البنتاغون تُحرج الولايات المتحدة الأمريكية

كانت المنشورات قد وضعت على الإنترنت لعدة أشهر، وتمّت مشاركتها بين دائرة صغيرة من زملائه وعشاق ألعاب الكمبيوتر، الذين انضمّوا إلى خادمه المخصص للمدعوين فقط على منصة Discord.

وحتى بعد أن أعاد عضو آخر نشرَ الملفات إلى خادم Discord أكبر، ظلّت دون أن يلاحظَها أحد من قبل الجمهور الأوسع.

لكن بعد نشر بعض الملفات على حساب “دونباس ديفوشكا” فقط تحوّلت إلى مادة دسمة لعشاق الجيش وأنصار روسيا عبر الإنترنت.

وتمّ العثور على العشرات من الملفات السرية الأخرى في Discord منذ ذلك الحين، معظمها تتناول الحرب في أوكرانيا، ولكنها تحتوي أيضاً على مجموعة متنوعة من الأسرار حول الدول الأخرى.

وقد أثار تسريب هذه الوثائق ضجة كبيرة في الرأي العام، ودفع بالبنتاغون إلى فتح تحقيق في مصدر التسريب ودور بعض الأشخاص والجهات في نشرها.

كما أثار التسريب تطورات دبلوماسية مع بعض الدول، التي شعرت بالإحراج أو التهديد بسبب ما كشفته الوثائق عن سياساتها أو نشاطاتها.

وقد حذّر بعض المحللين من خطورة التسريب على استقرار المنطقة والسلام العالمي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.