الرئيسية » الهدهد » مسقط عاصمة الدبلوماسية العربية.. اجتماع مفاجئ ضم السعودية وإيران وسوريا والعراق.. ماذا وراءه؟

مسقط عاصمة الدبلوماسية العربية.. اجتماع مفاجئ ضم السعودية وإيران وسوريا والعراق.. ماذا وراءه؟

وطن– تشهد العاصمة العمانية، مسقط، حركة دبلوماسية غير مسبوقة منذ فترة، حيث احتضنت اجتماعاً رفيع المستوى لسفراء السعودية وإيران وسوريا، رفقة السفير العراقي.

لقاء سعودي إيراني وعراقي سوري في سلطنة عُمان

واستضاف قيس العامري، السفير العراقي في العاصمة العُمانية، اجتماعاً حضره سفراء السعودية وإيران وسوريا لدى سلطنة عُمان، وشهد الاجتماع تبادل وجهات النظر حول التطورات في المنطقة.

وغردت السفارة العراقية في مسقط، عبر حسابها على تويتر، الثلاثاء، قائلة: “تشرف سفير جمهورية العراق لدى السلطنة قيس سعد العامري باستضافة كل من سفير المملكة العربية السعودية عبد الله العنزي، وسفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية علي نجفي، وسفير الجمهورية العربية السورية إدريس ميا”.

وأضافت السفارة: “تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول شؤون المنطقة، في أجواء سادها التفاؤل والألفة بين الحضور في شهر رمضان المبارك”.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن السفير العراقي قوله: “ما كان ليتحقق كل هذا لولا جهود سلطنة عمان الشقيقة، وجهود بغداد التي كانت حريصة طيلة فترة الاضطراب على تسهيل الحوار بين الأشقاء والأصدقاء في المنطقة”.

ويأتي الاجتماع وهو الأول من نوعه بين سفراء الدول الأربع، نتاجاً لتوصّل كلٍّ من السعودية وإيران في 10 مارس/أذار الماضي بوساطة صينية، إلى اتفاق بعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ 7 سنوات، وإعادة فتح السفارتين في البلدين خلال مدة أقصاها شهران.

المصالحة السعودية الإيرانية

تمّ الإعلان عن المصالحة السعودية الإيرانية، الجمعة 10 مارس/آذار، في بيان ثلاثي ضمّ السعودية وإيران مع الصين.

وفقا للبيان، شهدت العاصمة الصينية بكين خلال الفترة من 6 إلى 10 مارس/آذار الماضي، محادثات مكثفة بين وفدَي البلدين برئاسة كلٍّ من وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني في السعودية مساعد بن محمد العيبان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني.

وجرى خلال هذه المحادثات الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال شهرين بحد أقصى.

في السعودية، يُعبِّر الاتفاق عن قناعة ترسخت لدى صناع القرار في المملكة أنه لا بدّ من الإقرار بإكراهات الجغرافيا.

لطالما كانت الرياض وطهران خصمين ومتنافسين على القيادة الإقليمية، وقد عززت الثورة الإسلامية في طهران عام 1979، من تنافسهما لكنها لم تخلقه، غير أن تأثيرها الأهم هو أنها جعلت طهران أكثر “جرأة” و”تدخلاً” في ممارسة نفوذها.

وكانت ذروة تلك المنافسة، الهجمات على المنشآت النفطية لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص في سبتمبر/أيلول 2019، من الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران.

اليوم، ومن خلال إعادة العلاقات مع إيران، تأمل المملكة أن تساعد الدبلوماسية في الحد من تعرضها للهجمات الإيرانية المباشرة، فضلاً عن الأضرار الجانبية الناجمة عن العلاقات الأميركية الإيرانية المتدهورة، والتصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل.

في الوقت نفسه، تُعَدُّ الوساطة الصينية رسالة عالية الصوت توجّهها الرياض إلى الولايات المتحدة، أنها عازمة على المُضي قُدُماً في جهودها لتنويع شركائها، حتى لو تطلب الأمر التعاون مع خصوم الولايات المتحدة في قضايا ومسائل طالما ظلّت حكراً على الدبلوماسية الأميركية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.