الرئيسية » الهدهد » أخيرا.. هكذا سيغادر رشيد نكاز الجزائر بتدخل شخصي من عبدالمجيد تبون

أخيرا.. هكذا سيغادر رشيد نكاز الجزائر بتدخل شخصي من عبدالمجيد تبون

وطن- أعلن المعارض الجزائري رشيد نكاز، مغادرته البلاد بطريقة رسمية بعد سنوات من الملاحقات القضائية والتتبعات الأمنية التي حالت دون السماح له بالعلاج خارج أرض وطنه.

رشيد نكاز يغادر الجزائر نحو إسبانيا

وأوضح المعارض السياسي والحقوقيّ البارز الذي عاد إلى الجزائر عام 2014، قادماً من فرنسا التي تخلى عن جنسيتها عام 2013، عن مغادرته البلاد في قادم الأيام باتجاه إسبانيا.

وكتب عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بحسب ما رصدت (وطن): “لقد دقت ساعة المغادرة.. بدون أي استياء، أي انتقام، أي ندم، أستعد لمغادرة هذا البلد الجميل وهذا الشعب الكريم ، نحو أرض مليئة بالتاريخ والتي شهدت ذات يوم ولادة ابن رشد و بن عربي”.

وتابع: “من هنا، سأنتظر بهدوء وصول الوثيقة الثمينة الذي ستسمح لي بإلقاء نظرة خاطفة على الجانب الآخر من المحيط”.

وأضاف نكاز، الذي تعكّرت حالته الصحية مؤخراً: “بالنسبة لأولئك الذين قرأوا كتابي الأخير، سوف يفهمون بسهولة أن أرض فولتير ستنتظر لفترة أطول قليلاً قبل أن أعبر شواطئها اللطيفة. إن عدالتها الانتقامية العمياء والعنيدة – القوية في يقينها الاستعماري – التي حتى الآن لم تعترف بالذنب”.

وختم المناضل الحقوقي الجزائري بقوله: “سأواجه الأمر في الوقت المناسب ورأسي مرفوع عندما اشحن بطارياتي قليلاً.. إلى اللقاء!”

عبد المجيد تبون يتدخل لصالح نكاز

وجاءت مغادرة السياسي والحقوقي رشيد نكاز بعد تدخل مباشر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والذي تحرّك هو الآخر بعد محاولات من نكاز في طلب عفوه، عبر رسالة نشرتها صفحته في كانون الثاني/يناير الماضي، عندما كان في السجن، حيث أعلن فيها بشكل مفاجئ اعتزاله العمل السياسي.

وقال نكاز: “في غضون 24 ساعة، وضع الرئيس عبد المجيد تبون للتو حدّاً 9 سنوات من إنكار الوجود القانوني للمعارض رشيد نكاز في الجزائر حيث تم تجديد جميع وثائقه الإدارية”.

وأضاف: “منذ التجمع الكبير الشهير في 8 آذار (مارس) 2014 في البريد المركزي بالجزائر العاصمة -أي قبل 5 سنوات من انطلاق الحراك- أعطى نظام بوتفليقة، برئاسة أحمد أويحيى، أمرًا لجميع إدارات البلاد بعدم تجديد أي وثيقة إدارية. إلى رشيد نكاز في الجزائر. حتى أن دستور 2016 تجرّأ على إقصائه من المشاركة في جميع الانتخابات في بلد والديه الراحلين”.

وتابع: “المعارض السياسي ليس لديه رخصة السياقة منذ سنة 2014، ولا شهادة إقامة ولا تجديد لجواز السفر ولا تجديد حتى لبطاقة ناخب لا شيء. لقد وضع الرئيس تبون للتوّ حدّاً لهذا الكابوس الإداري، وهذا الظلم الصارخ وازدراء جميع حقوقه الأساسية من خلال إصدار الأمر بتجديد جميع وثائق الهوية للمعارض الجزائري في غضون 24 ساعة، تم ذلك والحمد لله”.

الجزائر.. الناشط المعارض رشيد نكاز يعلن مغادرته البلاد

وأنهى تدوينته قائلاً: “هكذا، بالإضافة إلى 3 قرارات عفو رئاسية استثنائية مُنحت في غضون عامين، وإلغاء حظر المنع من مغادرة التراب الوطني، اتخذ الرئيس تبون لتوّه ما لم يكن لدى أي سياسي جزائري الشجاعة للقيام به لمدة 9 سنوات: اعتبار رشيد نكاز مواطنًا بسيطًا مثل الآخرين. يحترم حقوقه وواجباته. بعد كل هذه المحن المؤلمة، في شهر رمضان المبارك، يقول رشيد نكاز بصفته مواطناً عادياً، شكراً للرئيس تبون”.

ويأتي القرار بالعفو الرئاسي عن رشيد نكاز بعد 1200 يوم في السجن (منذ تاريخ 4 كانون الأول/ديسمبر 2019 أي 38 شهراً) والإقامة الجبرية والمنع من مغادرة الجزائر، ليتمكّنَ أخيراً من الالتحاق بعائلته في الولايات المتحدة، بعد فترة علاج سيقضيها في إسبانيا.

نكاز يغادر الجزائر

رشيد نكاز.. رجل الأعمال الجزائري الذي تخلى عن الجنسية الفرنسية

جدير بالذكر، أنّ رشيد نكاز هو رجل أعمال وناشط سياسي جزائري وكان يحمل الجنسية الفرنسية ثم تخلى عنها طوعياً. وأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية لسنة 2014 و2019.

دخل السجن واتهم بالتحريض لقتل برلمانيين جزائريين. وذلك على خلفية تصريحه في فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والمساس بالوحدة الوطنية، قبع في السجن أكثر من سنة وخرج منه بعفو رئاسي صادر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

عام 2013، تنازل نكاز عن جنسيته الفرنسية، وقال حينها: “أنا فخور للغاية بالتخلي عن جنسيتي”، واصفاً النظام الفرنسي آنذاك بـ”نظام فيشي” الفاشي.

ولُقب رشيد نكاز في فرنسا بـ”محامي المنقبات”، بعد تطوّعه بدفع الغرامات التي كانت تفرضها فرنسا على النساء اللواتي يرتدين النقاب في الشوارع عقب منعه من طرف السلطات.

اعتقل نكاز عدة مرات، في عهد الرئيس بوتفليقة، كما مُنع من السفر بسبب عدم تجديد وثائق سفره. في فترة الحراك، أودع رشيد نكاز سجن القليعة، بعد الحكم عليه بالسجن لمدة عامين في جلسة الاستئناف في 15 سبتمبر/أيلول 2019.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.