الرئيسية » تقارير » تبناها قيس سعيد لإخفاء فشله.. ما هي نظرية “الاستبدال العظيم” المتطرفة؟

تبناها قيس سعيد لإخفاء فشله.. ما هي نظرية “الاستبدال العظيم” المتطرفة؟

وطن- سلّطت صحيفة “الإيكونومست” الضوء على النهج الاستبدادي للرئيس التونسي قيس سعيد وخطابه الشعبوي والعنصري، الذي كان آخرُ ضحاياه المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، واعتبرت أن تبنّيه لنظرية الاستبدال العظيم -أوروبية المنشأ- ليس إلا تناقضاً صارخاً مع واقع صعب يعيشه التونسيون.

قيس سعيد مستبدّ شعبوي وصاحب خطاب عنصري

وصفت صحيفة “الإيكونومست” الأمريكية الرئيس التونسي قيس سعيد بـ”الحاكم المستبد” الذي تبنى نظرية “الاستبدال العظيم” من خلال خطابه عن المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء.

وكان قيس سعيد قد دعا في 23 شباط/ فبراير الماضي، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي إلى “ضرورة وضع حد لظاهرة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء” إلى تونس، معتبراً أنّ قدومهم يندرج وراء “ترتيب إجرامي يهدف لتغيير تركيبة تونس الديمغرافية” على حد تعبيره.

وأضاف “سعيد” في تصريحات أثارت كثيراً من الانتقادات الحقوقية في تونس والعالم: “هذا الوضع غير طبيعي، وهناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس، وهناك جهات تلقّت أموالاً طائلة بعد سنة 2011، لتوطين المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس”.

واعتبر الرئيس التونسي أن “الهدف غير المعلن لهذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية، اعتبار تونس دولة أفريقية فقط، ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية”، حسبه.

وفي هذا السياق من التطورات غير المسبوقة على مستوى الخطاب الرسمي في تونس تجاه المهاجرين السود في البلاد، اعتبرت “الإيكونومست” أنّ ما جاء على لسان قيس سعيد يُمثّل استحضاراً لنظرية “الاستبدال العظيم” اليمينية المتطرفة، التي صاغها الكاتب الفرنسي رينو كامو عام 2010.

قيس سعيد مستبد شعبوي وصاحب خطاب عنصري
قيس سعيد مستبد شعبوي وصاحب خطاب عنصري

نظرية “الاستبدال العظيم”

وتستند هذه النظرية على فكرة وجود “مؤامرة” سيتم خلالها وبعدها استبدال السكان الأوروبيين المسيحيين البيض، بسكان آخرين مسلمين وعرب قادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا.

حول العالم وفي أوروبا خاصة وفرنسا تحديداً، تسببت هذه النظرية في حوادث وهجومات عنصرية وكراهية غير مسبوقة تعرض لها المسلمون، لعل أبرزها العملية الإرهابية التي ارتكبها الأسترالي المتطرف “برينتون تارنت” ضد جمع من المصلين داخل مسجدين في نيوزيلندا عام 2019.

وقد أسفرت تلك المجزرة الإرهابية عن مقتل 50 شخصاً وجرح العشرات، خلال أدائهم صلاة الجمعة، وخلالها ردّد الإرهابي تارنت شعارات مؤيدة لنظرية “الاستبدال” قبل تنفيذ الجريمة.

وفي هذا الصدد أكدت الإيكونومست أنّ “تحريض” قيس سعيد ضد المهاجرين السود خلال خطابه داخل قصر قرطاج، جاء “للتغطية على فشله وإخفاقاته”، مشيرةً إلى أن سرديته حول المهاجرين هي نفسها التي استعملها الشعبويون الأوروبيون من قبله طيلة العقود الماضية وحتى يومنا الحاضر.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن خطاب سعيد أمام مجلس الأمن القومي ينطوي على “مفارقة صارخة”، فهو من جهة نفس الخطاب الذي يُستهدف المهاجرون التونسيون غير النظاميين عبره في أوروبا، ومن جهة فإن السبب الأول وراء هجرتهم هو -من بين أمور أخرى- الاستبداد الذي يحاول تكريسه في تونس منذ استيلائه على السلطة في 25 يوليو/تموز 2021.

تطرقت “الإيكونومست” كذلك إلى النهج الأمني والسلطوي الذي اتبعه سعيد في تسيير شؤون تونس منذ يوليو/تموز 2021، والذي زادت حدته على الأسابيع القليلة الماضية.

حيث ألقت الشرطة القبض على قائمة طويلة من الشخصيات العامة، وتعرّض زعماء الأحزاب السياسية الإسلامية والعلمانية على حد سواء للاعتقال بطريقة تعسفية وجرّهم من بيوتهم في ساعات متأخرة من الليل.

مظاهرة حاشدة بالعاصمة التونسية ضد إجراءات الرئيس قيس سعيد والعشرات يتجمعون لتأييده
مظاهرة حاشدة بالعاصمة التونسية ضد إجراءات الرئيس قيس سعيد والعشرات يتجمعون لتأييده

تظاهرات حاشدة ضد نظام قيس سعيد في تونس

وأمس، السبت، ردّد معارضون تونسيون شعاراتٍ مناهضة للرئيس التونسي قيس سعيد، مندّدينَ بإجراءاته القمعية في مظاهرات عمالية ضخمة بالعاصمة تونس.

وظهر العشرات من المتظاهرين في أحد شوارع العاصمة، وهم يردّدون عبارات: “يا قيس يا جبان الاتحاد لا يهان” و”لا خوف لا رعب السلطة بيد الشعب”، و”حريات حريات دولة البوليس وفات”، رافعين شعارات تدعو إلى عدم التحريض على الاتحاد وعلى الحق النقابي.

وكانت جبهة الخلاص الوطني المعارضة دعت لتنظيم مسيرة وطنية، تنديداً بالاعتقالات السياسية والانتهاكات الجسيمة للحريات العامة والفردية.

وذلك يوم الأحد 05 مارس 2023، بداية من الساعة الـ10:00 صباحاً، انطلاقاً من ساحة الباساج في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة إلى عبر شارع باريس.

وقالت الجبهة في بيان، مساء الخميس، إن قرار والي تونس بمنع الجبهة من التظاهر، يوم الأحد: “تعسفي وباطل ومستند إلى أسباب لا تمت للقانون بصلة”.

وكان والي تونس رفض السماح للجبهة بتنظيم احتجاجات، يوم الأحد، بدعوى أنّ بعض قياداتها يواجهون اتهامات بـ”التآمر على أمن البلاد”. مما جعل المتظاهرين التونسيين يستبقون الموعد ويخرجون بمظاهرات غاضبة اليوم، السبت.

يذكر أن العلاقة متوترة بين الرئيس قيس سعيّد واتحاد الشغل منذ أسابيع، بعدما أحالت السلطات عدداً من المسؤولين النقابيين على القضاء على خلفية إضرابات شنّتها المنظمة العمالية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.