الرئيسية » الهدهد » الملك سعود أنقذ الناجية الوحيدة.. الساعات الأخيرة ‏للعائلة المالكة العراقية قبل تصفيتها

الملك سعود أنقذ الناجية الوحيدة.. الساعات الأخيرة ‏للعائلة المالكة العراقية قبل تصفيتها

وطن– نشر الإعلامي “عبد العزيز كركدان” في برنامجه “خلاصة” على موقع “يوتيوب”، تقريراً مصوّراً بعنوان: “تفاصيل الساعات الأخيرة ‏للعائلة المالكة العراقية قبل تصفيتها”، تضمّن شهادة الناجية الوحيدة من العائلة المالكة العراقية الذي تدخّل الملك سعود لحمايتها آنذاك.

ونجت الأميرة بديعة بنت علي بن الحسين، بأعجوبة من انقلاب 1958 على النظام الملكي في العراق، الأمر الذي أسفر عن قتل جميع أفراد العائلة المالكة، حيث لقي الجميع حتفهم بسبب الانقلاب، وعاشت منفية في لندن حتى توفيت عن عمر ناهز 100 عام.

كما يرصد الوثائقي الأحداث التي حصلت داخل قصر “الرحاب” والأيام واللحظات الأخيرة في حياة الملك فيصل الثاني والأسرة الملكية العراقية، وشهادة الأميرة بديعة التي نجت من المجزرة لكونها كانت خارج القصر.

ما سر الرسالة التي سلّمها أحد الحراس لوصي العرش الأمير عبدالإله ليلة الانقلاب، ولم يُعرف مضمونها إلى الآن؟

وقال عبدالعزيز كركدان، إنه في يوم، الأحد 13 يوليو 1958، كان الملك فيصل الثاني في القصر الملكي، مجتمعاً مع عائلته وضيوف، وكان هناك حفل بمناسبة عيد ميلاد الملك الذي كان مسروراً في هذا الحفل، ويحدث عائلته عن موضوع زواج وترتيبات سفر إلى بريطانيا، لأنه كان ينوي مقابلة خطيبته في لندن والزواج بها بعد شهرين.

وتروي الأميرة بديعة أن حارساً جاء في تلك الليلة وسلّم الوصي على العرش الأمير عبد الإله رسالةً عندما قرأها الأمير “انقبضت أساريره”، وقام على الفور دون أن يتفوّه بكلمة ولم يعرف أحد مضمون الرسالة حتى الآن.

ولكن الاستنتاجات رجّحت أن الرسالة كانت عبارة عن معلومة استخبارية، تبين وجود محاولة انقلاب.

وداع العشاء الأخير

وقال “كركدان”، إن الملك بعد العشاء احتضن خالاته وقريباته من الأميرات، وكأنه يودعهن لآخر مرة وتوجه بعدها إلى جناح نومه.

ومشت الأميرة بديعة بعدها مع زوجها وأطفالها الثلاثة من القصر، وذهبوا إلى منزلهم في شارع المنصور.

الأميرة العراقية بديعة بنت علي بن الحسين الناجية الوحيدة من انقلاب قصر الرحاب

وفي يوم 1 يوليو 1958، قرابة الساعة الخامسة فجراً، استيقظت العائلة المالكة على أصوات الرصاص وقاموا مذعورين من الرصاص الذي اخترق جدار غرفة الوصي على العرش الأمير عبد الإله.

وقام الملك والوصي والخدم، ووجّه الملك أفراد الحرس الملكي بالنزول إلى حدائق القصر لمعرفة مصدر الرصاص، وأخبروه أن مجموعة كبيرة من الجنود يطوقون القصر.

ومع اشتداد أصوات الرصاص، دخل قائد الحرس الملكي “طه البامرلي” إلى الملك، وقال له إن “الجيش نفذ تحركاً ضده وانتشر في الشوارع”.

وسمع الملك والوصي البيان رقم واحد لحركة الانقلاب من الراديو بصوت عبد السلام عارف، بقيام الجمهورية وإسقاط الملكية، وطالب العائلة المالكة بتسليم نفسها.

قصر الرحاب الذي تواجدت فيه العائلة المالكة العراقية وقتلت فيه

في السفارة السعودية

وروت الأميرة بديعة لمعد التقرير، أنه مع اشتداد إطلاق النار، جاء شخص قرابة الساعة التاسعة صباحاً وهو يبكي ويلطم على رأسه، وقال لهم إن كل مَن في القصر قتلوا، وطلب منهم الخروج بسرعة لأنهم سيأتون لقتلهم.

وتقول الأميرة بديعة إنهم خرجوا حينها من القصر، وأول مكان فكّروا باللجوء إليه هو السفارة السعودية في بغداد، وكان سفير السعودية حينها “ابراهيم السويم” الذي أبلغ الملك سعود، والذي بدوره وجّه بحماية مَن نجا من العائلة المالكة بأي ثمن.

وقال للسفير، إن مَن يلجأ لسفارة السعودية في ذمتك، وأي شي يحصل لهم تحت مسؤوليتك.

وبقيت الأميرة بديعة في السفارة بشكل سري دون أن يعلم أحد بوجودها، “كي لا يسدل جماعة عبد الكريم قاسم وبقية الانقلابيين ويصفونها أو يخطفونها”.

وكانت ترى بعد يومين من الانقلاب من نوافذ السفارة الانقلابيين في الشوارع وهم يمسكون رئيس الوزراء “نوري السعيد”، الذي هرب بملابس نسائية بعد حصول الانقلاب، وتم قتله، وهناك من يقول إنه انتحر عند علمه بأنه سيقتل.

وروت الأميرة بديعة أنها كانت ترى من نوافذ السفارة جثة نوري السعيد وهي تسحل في الشوارع، ويردد قاتلوه: “تعال شوف يا ناصر” -في إشارة إلى جمال عبد الناصر- الذي كان يحرّض على العائلة المالكة ويسبّ الوصي في أكثر من مناسبة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.