الرئيسية » الهدهد » زلزال نهاية البشرية.. ماذا نعرف عنه وهل سيقضى على الإنسان حقا؟

زلزال نهاية البشرية.. ماذا نعرف عنه وهل سيقضى على الإنسان حقا؟

وطن– تسبب زلزال تركيا وسوريا المدمر في السادس من الشهر الجاري، بمقتل ما يزيد عن 41 ألف شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنية التحتية وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه مُساوِ للضرر الناجم عن عشرات القنابل النووية، لكنه ولسوء الصدف ليس الأكثر كارثة على مرّ العصور أو هكذا يرى باحث روسي متخصص في الجيولوجيا.

زلزال نهاية البشرية

يقول البروفيسور نيكولاي شيستاكوف، أستاذ قسم مراقبة وتطوير الموارد الجغرافية بمعهد البوليتكنيك بـ”جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية” الروسية، إن قوة الزلال تُقاس (على غرار مانعرفه جميعا بمقياس ريختر)، بحسب عُمقها أو بلغة أكثر وضوح عمق حدوثها.

ويوضح “شيستاكوف” كيف تحدث الزلازل بطريقة مبسطة بقوله “لنتخيل أن الأرض عبارة عن شطيرة تتكون من طبقات مختلفة. الجزء العلوي منها قشرة الأرض، لها سمك صغير حوالي 10 إلى 100 كيلومتر، وهو ضئيل بالنسبة لنصف قطر الأرض، أي ما يعادل 6371 كيلومترا. تنقسم قشرة الأرض إلى صفائح، وهذه الصفائح في حركة مستمرة بالنسبة لبعضها بعضا. هناك عدة أنواع من تفاعل الصفائح. في مكان ما تتصادم وفي مناطق تصادم تلك، تميل الجبال إلى الارتفاع، والمثال الحي على ذلك، جبال الهيمالايا”.

ويشير إلى أن أعمق زلزال في التاريخ حصل في “عام 2013 في بحر أوخوتسك، قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة كامتشاتكا، على بعد 560 كم غرب بتروبافلوفسك كامتشاتسكي. وكان مركزه على عمق أكثر من 600 كيلو متر.

ويتابع الأكاديمي الروسي شرح نسق حدوث الزلازل قائلا: “في مكان ما تتباعد الصفائح.. وهناك مناطق اندساس، وفيها حين تصطدم الصفائح، تغوص إحداها تحت الأخرى، فتحدث الزلازل هناك طوال الوقت. وتتحرك بعض الصفائح بالتوازي مع بعضها بعضا”.

مضيفا: “تحدث الزلازل على طول حدود الصفائح. بداخل الصفائح إذا حدثت الزلازل فهي غير مهمة ونادرة للغاية. تركيا في منطقة التفاعل المعقد لثلاث صفائح في وقت واحد، هي الإفريقية والأناضول والعربية”.

زلزال تركيا وسوريا المدمر

سجل زلزال فبراير 2023 الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، نفسه كواحد من أقوى الزلازل التي شهدتها تركيا منذ عام 1939، وأكثر الوارث الطبيعية التي عرفتها منطقة الأناضول منذ عقود.

وعادة ما تحدث الزلازل بالقرب من حدود صفائح الغلاف الصخري والصدوع النشطة. وتعتبر منطقة صدع شمال الأناضول منطقة زلزالية بشكل خاص في تركيا. وهذا الصدع يمتد من إزميت إلى بحيرة فان، الواقعة على الحدود مع إيران وجورجيا وأرمينيا. وجميع مدن تركيا المكتظة بالسكان تقع تقريبا على الحدود الشمالية لصفيحة الأناضول، التي تجاورها الصفائح العربية والإفريقية.

وتحدث الهزات الأرضية في كثير من الأحيان أكثر من تلك التي تصلنا أنباؤها، وتقدر بحوالي 100 ألف في العام! لكن بعضها يتحول إلى زلزال مدمر يشكّل تهديدا لحياة الإنسان والمباني، وهي التي جاءت على خلفية حركات كبيرة لقشرة الأرض على عمق ضحل فيما لا يتعدى عدد الزلازل الملحوظة أكثر من مئة أو أقل في العام.

آخر تطورات زلزال تركيا وسوريا

تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بتاريخ 06 فبراير/شباط الجاري 41 ألف إنسان، مع العثور على ناجين جدد في عدد من الولايات التركية، في حين وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع أموال لدعم جهود الحكومة التركية لاحتواء تداعيات الكارثة.

وفق البيانات الرسمية، فقد بلغ عدد القتلى في تركيا 36 ألفا و187 شخصا، في حين وصل عددهم في سوريا إلى 5801، حتى صباح اليوم الخميس، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة.

وما تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في عدد من المناطق، في حين أعلن انتهاؤها في أماكن أخرى.

في سوريا، تُواصل المنظمات العالمية محاولات تأمين إدخال المساعدات عبر المعابر الحدودية مع تركيا نحو مناطق الشمال السوري المتضررة، وفي الأثناء تعمل فرق الإنقاذ بشكل مكثف في سباق مع الزمن لتحرير أكثر مايمكن من الناجين من تحت الأنقاض.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.