الرئيسية » تقارير » وثائق بريطانية: بوش أمر “CIA” البحث عن بديل لعرفات ووصف ملك الأردن بالضعيف!

وثائق بريطانية: بوش أمر “CIA” البحث عن بديل لعرفات ووصف ملك الأردن بالضعيف!

وطن– بعد نحو 22 عاماً على انتهائها، كشفت وثائق بريطانية تم الإفراج عنها مؤخراً، أن الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، طالب المخابرات الامريكية عام 2001 بالبحث عن بديل للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كنتيجة لفشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، وتصاعد انتفاضة الأقصى.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تفاصيل الوثائق التي تم الإفراج عنها، والتي تمثلت في المباحثات والاتصالات التي جرت بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد شهور قليلة من دخول بوش الابن وفريقه، للبيت الأبيض.

وبحسب ما ورد، فإنه عندما تولى بوش الرئاسة في شهر يناير/كانون الثاني عام 2001، كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي تفجرت بعد اقتحام شارون باحات المسجد الأقصى يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000، في أوجها.

وكشفت الوثائق، أنه عقب إفشال الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب ببحث مقترح بأن تشكّل الأمم المتحدة قوة مراقبة لحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، جرت مباحثات هاتفية بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة قضية رئيسية فيها.

وبحسب ما ورد في محضر المباحثات، فإن رئيس الوزراء البريطاني آنذلك، توني بلير، قد أبدى قلقه على “عرفات”، وأوضح أن الأخير لم يعد لديه ما يقدّمه أكثر مما قدمه، في إشارة للتنازلات الصعبة التي قدمها.

ياسر عرفات بوش
مكالمة هاتفية بين توني بلير وجورج بوش لبحث الأوضاع في الساحة الفلسطينية وإيجاد بديل لياسر عرفات

البحث عن بديل لعرفات

المحضر أثبت موافقة “بوش” على ما قاله “بلير”، إلا أن الرئيس الأمريكي وصف ياسر عرفات بالضعيف الذي لا منفعة منه، وكشف عن أنه طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي آيه” البحث عن خلفاء محتملين له، إلا أنه أكد على أن المخابرات الامريكية بحثت الأمر وتوصلت لنتيجة مفادها أنه لا يوجد خليفة متاح له في ظل المشهد الفلسطيني المعقد.

وأظهرت الوثائق، أن تقييم بريطانيا العام، آنذاك، هو أن واشنطن تؤيد ما تفعله تل أبيب في التعامل مع الانتفاضة، بما في ذلك استهداف أفراد الدائرة الأمنية المقربة من الزعيم الفلسطيني الراحل.

ولفتت الوثائق، إلى أنه قبل 24 ساعة من اتصال بلير وبوش، كتب سكرتير رئيس الوزرء البريطاني جون سويرز، تقريراً قال فيه: “فريق بوش اتخذ مواقف متشددة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أعطت تعليقات بوش الليلة الماضية، التي طالب فيها عرفات بوقف العنف، فعلياً مباركته لضربات إسرائيل لحرس عرفات الشخصي”.

“استياء خليجي”

أظهرت الوثاق، أن وزير الخارجية الأمريكي حينها كولن باول، أبلغ توني بلير، خلال لقائه به في واشنطن قبل خمسة أسابيع بحضور بوش، بمخاوفه من سقوط الزعيم الفلسطيني. وقال: “لو انهارت السلطة الفلسطينية، سنفقد عرفات”.

من جانبه، علق “بوش” على حديث “باول”، واصفاً ياسر عرفات، بأنه “تاجر جيد”، لكنه أضاف أنه “ليس متأكداً من أنه يمكنه إبرام اتفاق” مع إسرائيل.

واشترط باول في حديثه مع بلير سيطرة السلطة الفلسطينية على “العنف أولاً” قبل أن تشارك الولايات المتحدة بفعالية في حل المشكلة، وقال إنه “سوف يبلغ الأطراف الإقليمية بأن الولايات المتحدة سوف تشارك بقوة، ولكن بواقعية”.

وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، اشترط باول على الفلسطينيين التوصل مع إسرائيل إلى ترتيبات أمنية وبناء الثقة”، ليبدأ بعد ذلك العون الاقتصادي بالتدفق مرة أخرى”، على السلطة الفلسطينية.

من جانبه، عبر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، عن موقف مماثل. وقال لبلير إن إدارة بوش “لن تتسرع بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط”، حتى “يقرر شارون ماذا سيفعل”، بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وبحسب الوثائق، فقد أبلغ “تشيني” رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن أحد الأمور التي أدهشته في أثناء زيارات أخيرة إلى الخليج هو “استياؤهم (قادة الدول الخليجية) من تفاوض عرفات نيابة عن العرب بشأن القدس”.

“ملك ضعيف”

وفقاً لما تم كشفه، فإنه بعد كل هذه المباحثات، عرض بلير على الإدارة الأمريكية خطة بديلة للتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتصاعد تركز على “الإدارة” طالما استعصى الحل حتى “لا يسيطر المتطرفون من الجانبين” على المشهد.

حل على غرار إقليم إيرلندا الشمالية

وعرض بلير، في لقائه مع بوش، تجربته في تسوية المشكلة المستعصية بين الجمهوريين والاتحاديين في إقليم أيرلندا الشمالية بالمملكة المتحدة.

وقال: إن “شعاره كان هو: إن لم تستطع حلها (المشكلة)، فعليك أن تديرها”، وفق محضر اللقاء.

من جانبه، رد بوش بأن إدارته “تريد العمل مع مصر والأردن بشأن المشكلات الحالية. وتفكيرها المبدئي هو جمع المسؤولين الأمنيين من الجانبين للحديث معاً، ما يؤدي لاحقاً إلى حوار سياسي”.

وفيما يتعلق بالمصريين، عبّر بوش عن “أمله في أن يشجعهم على العودة إلى المشاركة بفعالية” في مساعى تسوية الصراع.

أما الأردن، فقد وصف بوش ملكه الجديد حينها، عبد الله الثاني، بأنه “ضعيف”. وتعهد بأن “تساعده الولايات المتحدة باتفاق للتجارة الحرة، إن وافق الكونغرس”.

ورغم أن بوش عبّر عن “اعتقاده بأن شارون أدرك أهمية تأسيس عملية لإشراك المعتدلين”، فإنه كشف عن تنبؤ إدارته بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخطط لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين.

وقال: إن “أحد مباعث القلق هو شكه في أن شارون ربما يحاول (اتباع سياسة) فَرّق تسد عن طريق فصل فلسطينيي غزة عن فلسطينيي الضفة الغربية”، وأكد لبلير بأن الولايات المتحدة “تراقب باهتمام”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.