الرئيسية » حياتنا » خمور ومخدرات وقمار .. كواليس صادمة عن فيلم “لورانس العرب” بعد 60 عاماً على عرضه لأول مرة

خمور ومخدرات وقمار .. كواليس صادمة عن فيلم “لورانس العرب” بعد 60 عاماً على عرضه لأول مرة

وطن– عرض فيلم “لورانس العرب“، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، لأول مرة في ساحة أوديون ليستر، وهو من إخراج المخرج البريطاني العالمي ديفيد لين، والذي يعدّ واحداً من أعظم الأفلام السينيمائية التي قام بإخراجها في مسيرته.

فيلم “لورانس العرب”

وكان الفيلم، الذي صدر في العام 1962، والذي بلغت تكاليف إنتاجه 15 مليون دولار، قد استقبله الجمهور بحماس وحفاوة، عندما تمّ عرضه لأول مرة في أوديون، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

يحتوي الفيلم -الذي من بطولة أنطوني كوين، وبيتر أوتول، وأليك غيننيس، وجاك هاوكينز، وخوسيه فيرير، وعمر الشريف، وجميل راتب- على بعض من أكثر الصور السينمائية خلودًا. وربما من أبرزها “مشهد السراب”، الذي يظهر فيه عمر الشريف كفارس ملثم.

 ديفيد لين
ديفيد لين
عمر الشريف وبيتر أوتول
عمر الشريف وبيتر أوتول

بالنسبة للجماهير في أوائل الستينيات، كانت مثل هذه المشاهد تخطف الأنفاس أكثر مما هي عليه الآن.

تم تصوير الفيلم بشكل أساسي في الأردن وإسبانيا والمغرب بين مايو 1961 وسبتمبر 1962. وتدور أحداثه حول  حياة الضابط الإنجليزي “توماس لورنس“، والذي ساعد القوات العربية ضد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وتمّ طرحه لأول مرة على أنّه فيلم من قبل لورانس نفسه. حقق كتاب سيرته الذاتية Seven Pillars Of Wisdom، الذي نُشر في عام 1926، نجاحًا أدبيًا هائلاً مع إمكانات شاشة واضحة، لكنّ العديد من المشاريع لتكييفه قد تراجعت.

ثم حصل المنتج سام سبيجل على الحقوق، وهو يهودي نمساوي مجري، بعد أن استقرّ في أمريكا، حاول إخفاء هويته، خاصة وأن كان سيشتغل في مجتمع تنتشر فيه معاداة السامية.

كان يعلم أنّ الفيلم يجب أن يتم تصويره جزئيًا على الأقل في البلدان العربية، حيث سيكون أصله العرقي مشكلة أكبر، لذلك قام بدعوة الدبلوماسي القديم أنتوني نوتنغ، ليكون مستشارًا تقنيًا. والذي قام بترتيب شبيغل على النحو الواجب للحصول على تأشيرة تشير إلى أن ديانته أنجليكانية.

كان اختيار سبيجل الأول للعب دور لورانس هو مارلون براندو، ولكن عندما قرر هذا الأخير القيام بـ Mutiny On The Bounty بدلاً من ذلك، تحول الانتباه إلى ممثل غير معروف اسمه ألبرت فيني.

تم اختباره بنجاح للعب الدور، لكنه رفض قائلاً، إنه سيجعله نجماً ومشهوراً، ولم يشعر بأنه مستعد للتعامل مع هذا الأمر.

لذا استمرت مهمة البحث من جديد عن ممثل، إلى أن شاهد المخرج دين فيلمًا بعنوان The Day They Robbed The Bank Of England، والذي يظهر فيه الممثل الإيرلندي بيتر أوتول.

على الرغم من اعتراضات المنتج سبيجل، فقد شعر دين بالثقة من أن يكون بيتر أوتول هو الشخص المنشود. وبالطبع كان على حق. حوّل فيلم “لورنس العرب” الممثل أوتول، إلى أحد الممثلين البارزين في عصره.

“أبو إسفنجة”

ومع ذلك، فإن أداءه في هذا الفيلم كان أيضًا الأكثر صعوبة في حياته المهنية. تصوير الفيلم كان في الصحراء، وتعرض أوتول لإصابات مختلفة، بما في ذلك حروق من الدرجة الثالثة، وكسر في الجمجمة، وخلع في العمود الفقري، وتمزق في الفخذ وكسر في الإبهام.

للتعامل مع الألم، كان أوتول يستعين بوسادة إسفنجية عند جلوسه على ظهر الجمل، فلقبوه بدو الأردن بـ”أبو إسفنجة”.

من المؤكد أنّ أوتول كان مدمناً على الكحول في ذلك الوقت، ولم يكن آمنًا بشأن موهبته ومكانته. ولكن عندما حذّره أنتوني نوتنغ بشدة من أنه سيجرح مشاعر مضيفيه العرب إذا سكر هناك، وربما سيقومون بترحيله. بذل هذا الأخير قصارى جهده بالابتعاد عن استهلاك الكحول.

علاقة أوتول بشريف

كوّن أوتول علاقة مع المصري شريف، الذي يشاركه البطولة، ولكن كان لهما تأثير سيء على بعضهما.

استمرّ التصوير الأردني وحدَه لما يقرب من أربعة أشهر، وبما أن الطقس كان يتفاوت من حرارة لا تطاق تقريبًا إلى رياح عاتية تسببت في حدوث عواصف رملية مدوية، قرر الثنائي الهروب من وقت إلى آخر إلى أماكن توفّر العيش الفاخر أو المتعة، وهي أماكن توجد في العاصمة اللبنانية بيروت.

أوتول وعمر الشريف
أوتول وعمر الشريف

اعتادا على المقامرة بكل أجورهم، ومارسا الجنس كثيراً. ذات ليلة، انتهى بهما المطاف في مبنًى مليء بالنساء، ليتضح في الأخير أنه دير للراهبات.

على الرغم من قسوته، فقد أصبح التصوير أسهل مما كان يمكن أن يكون من خلال التعاون الودي للملك الأردني الملك حسين، الذي قاد جده الأكبر الثورة العربية إلى جانب لورانس في عام 1916.

متحمسًا للمشاركة، وضع الملك جنود قوة الصحراء المتصدعة تحت تصرف المخرج لين.

كانت لمشاركته أيضاً عواقب طويلة المدى. أثناء التصوير، وقع الملك في حب الكاتبة التي كانت تشتغل على آلة الطباعة مع فرقة تصوير فيلم لورنس، وهي انطوانيت غاردنر، والتي غيّرت اسمها إلى منى الحسين، وأصبحت زوجته الثانية بعد بضعة أشهر (وهي والدة الملك الحالي، الملك عبد الله الثاني).

توماس لورنس
الضابط الإنجليزي “توماس لورنس” والذي ساعد القوات العربية ضد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

ولكنّ لين، الذي كان أحد المخرجين الأكثر إنجازًا في العالم، كان أيضًا رجلًا صعبًا ومزاجيًا لم يمتدح ممثليه وطاقمه، ولم يعتذر لهم أبدًا، في أي ظرف من الظروف.

كان مهووساً بالكمال، ويقال ذات مرة، إنه عندما عاد ذات صباح إلى مكان كان قد صوّر فيه مشهدًا في اليوم السابق، ووجد مجموعة من آثار الأقدام عليه، أصرّ بشدة على فحص أحذية كل ممثل وشخص في موقع التصوير حتى يتمكن من معاقبة الجاني. ولكن لم يتم العثور على الشخص أبداً.

وكل هذه المشاكل حطّمت كلّاً من الميزانيات والمواعيد النهائية، وفي النهاية أوقف المنتج شبيجل -بعد إرسال العديد من البرقيات إلى لين تطالبه بتسريع الأمور- الإنتاجَ فجأة في الأردن، ورتّب للانتقال إلى جنوب إسبانيا.

لكن أوتول لم يمانع على الإطلاق. في إسبانيا، شعر أنه يمكن أن يستهلك بسهولة الكحول، الأمر الذي أذهل أليك غينيس، الذي لعب دور الأمير فيصل الحزبي.

في تلك الأثناء، وفي 1961 في إسبانيا، تم القبض على كاتب سيناريو الفيلم، الكاتب المسرحي روبرت بولت، في لندن في أثناء مظاهرة في ميدان ترافالغار ضد الأسلحة النووية، وتم سجنه لمدة شهر.

 أوتول وشريف
أوتول وشريف

نظرًا لأن بولت لم يكمل النص، وتم منعه من العمل عليه في السجن، فقد اضطُرّ المنتج إلى وقف الإنتاج مرة أخرى.

ومن بين جوائز الأوسكار السبع، فاز فيلم “لورنس العرب” بجائزة أفضل مخرج، وأفضل فيلم.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.