وطن- بينما كانت قطر ترى حلمها في تنظيم كأس العالم يتحقّق أمام ناظريها وعلى مرأًى ومسمعٍ من القاصي والداني حول العالم، تسنّى لآخرين أيضاً قسط وفير من هذا الحلم عبر المساهمة في إنجاحه. عملاً بمقوله الفرد للجماعة والجماعة للفرد وهكذا، كانت قصة “رجل المترو” إحدى أيقونات الروعة التنظيمة لمونديال قطر فيفا 2022.
“رجل المترو في قطر”
عندما قرّر الشاب الكيني “أبو بكر عباس” المعروف جماهيرياً باسم “رجل المترو”، التقدّمَ لإحدى الوظائف المتاحة في مونديال قطر، لم يتصور للحظة بأنه سينال تلك الشهرة في أكبر حدث كروي عالمي، فقط بسبب وظيفته التي يردّد فيها كلمة واحدة هي “مترو”.
Enjoy..Enjoy..#مترو #رجل_المترو #قطر2022 #قطريه #كأس_العالم#كاس_العالم #qatar #qatar2022 #qatar2022worldcup pic.twitter.com/2bgjIVMhXt
— رحمة كارتون | Rahma Cartoon (@RAHMACARTOON) November 27, 2022
حيث أصبح اليوم حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والدولية، بسبب تلك الكلمة التي يرددها: “مترو.. مترو.. مترو”.
لحظة اعتناق مشجع أجنبي الإسلام في مونديال قطر واحتفاء مواطن سعودي به
هناك على كرسي مرتفع في أحد شوارع العاصمة القطرية الدوحة، التي تستضيف حالياً بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، يجلس أبو بكر وبصوت مميز يوجّه الجمهور نحو محطة المترو بعد خروجهم من مناطق المشجعين، هذه هي وظيفته.
بعد أن خطف الأنظار بأسلوبه البسيط في إرشاد المشجعين.. تكريم "رجل المترو" أمام آلاف الحضور باستاد البيت في #قطر#الجزيرة_مونديال22 pic.twitter.com/DU1fTkUz0m
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 28, 2022
ما يثير الانتباه في “رجل المترو”، هو أنه شخص صاحب روح خفيفة، كما يقال، قرّر الخروج عن المألوف والمطلوب منه مهنياً، ليُبدع في عمله أحسن إبداع.
حيث إنه وبفضل أسلوبه المميز في نطق كلمة “مترو”، تفاعل معه المشجعون وقاموا بتقليده والتقاط مقاطع فيديو له، ونشرها على مواقع التواصل.
اشتهر بابتسامته الجميلة.. تداول واسع لمقاطع "#رجل_المترو" في #قطر الشاب الكيني أبو بكر عباس بعد إعجاب وتفاعل مشجعي المونديال مع أسلوبه الطريف في إرشادهم إلى المترو#الجزيرة pic.twitter.com/HJ9kQaQR70
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 25, 2022
الشيف بوراك مع رجل المترو
ولاقت كلمته الشهيرة التي وظّف لأجلها انتشاراً واسعاً وتداولها الآلاف وحققت ملايين المشاهدات، وأعدّت وسائل الإعلام المختلفة تقارير صحفية عنه، ليتحوّل في غضون أيام إلى “أيقونة” و”براند” خاص فقط بمونديال قطر 2022.
وبدأت الجماهير والمارة في الغناء مع أبو بكر، وتمرّ خصيصاً من أمامه لالتقاط الصور معه.
حتى أنّ الشيف التركي العالمي “بوراك”، قرّر التوجه إليه وقلب حلة المحشي الشهيرة أمامه، لجذب مزيد من الأضواء الى أبو بكر.
الشيف بوراك عند رجل المترو الشهير 🤣🥰#كأس_العالم_قطر2022 #qatar2022worldcup pic.twitter.com/MET25p4Gyx
— محسن اليزيدي (@mohsinQtr) November 24, 2022
وربما أيضاً للاستفادة من شهرة “رجل المترو” في المونديال، حيث شارك الشيف التركي الصور على صفحته الرسمية، التي يتابعها الملايين حول العالم.
قطر تُكرم رجل المترو وتكافئه
التقط المشرفون على التنظيم في كأس العالم في قطر، نبض السوشيال ميديا في علاقة بـ رجل المترو، ليبادروا إلى تكريم جهوده.
والله يستاهل التكريم والتقدير
أبو بكر عباس
المعروف بـ #رجل_المترولأن حب عمله ولفت الانتباه خلال إرشاده الجمهور إلى مترو الدوحة، وإسهامه في تسهيل التنقل بأسلوب مميز لاقى تفاعلاً واسعاً بين المشجعين. pic.twitter.com/Gwuyn7Ie0x
— حسن الساعي (@Hassan_alsai) November 26, 2022
حيث أقيم، في حصة ما بين الأشواط في إحدى المباريات قبل أيام، حفل تكريم لـ”رجل المترو”، حضره خصيصاً بنفسه، وفيه ردّد كلمته المشهورة “مترو” في تفاعل جماهيري كبير معه.
قناة الجزيرة مباشر بدورِها تواصلت مع “رجل المترو”، حيث أشار خلال كلمة له معها أمس، الثلاثاء، إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها قطر، وأنه سيمكث بها 3 أشهر بهدف العمل خلال بطولة كأس العالم.
وأضاف “أبو بكر” أنه يؤدي عمله بحب وشغف كبيرين، لأنه سعيد بالحصول على فرصة العمل هذه في قطر بعد أن كان عاطلًا في كينيا.
وعبّر للجزيرة مباشر عن حبّه لقطر، وقال إنه أعجب بالبلد، ويتمنى الإقامة به سنوات، إذا حصل على فرصة عمل أخرى بعد انقضاء مدة عقده الحالي وهي 3 أشهر.
وقال إن شهرته وصلت إلى بلده كينيا، وإن الناس هناك أصبحوا ينادون والدته في الشارع: “مترو مترو”.
وأشار أبو بكر إلى أنّه يفكر في استثمار هذه الشهرة في تقديم محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتهاء فترة عمله.
مونديال قطر.. صوت ملائكي للمؤذن يجذب المشجعين الأجانب لأحد المساجد (فيديو)
وأضاف أنه يتلقى الهدايا من المشجعين، وأيضاً من شركة المترو القطرية، التي احتفت بنجاحه في أداء وظيفته.
مونديال قطر 2022 .. مونديال العرب
وعلى غرار رجل المترو، تألّق الكثيرون في قطر وأبدعوا عبر ظهورهم العفوي الذي التقطته عدسات المصورين، الذين ينتشرون في كل شوارع المدن القطرية.
هذه العدسات التي سلّطت الأضواء تارة على عفوية المشجعين العرب ولقطاتهم الطريفة فيما بينهم، أو عند اختلاطهم مع باقي المشجعين من مختلف دول العالم.
وهي أيضاً نفس العدسات، التي لفظت ورفضت أن يكون للاحتلال الإسرائيلي صوت في “مونديال العرب”.
بل وجعلت من هذه النسخة المونديالة لحظة حاسمة في إعادة رسم الخطوط العريضة لتصورات الشعوب العربية حول قضية فلسطين، تصورات مفادها أن الإسرائيلي مرفوض سواء طبعت الأنظمة الحاكمة أو لم تطبع.