الرئيسية » الهدهد » “الذكورة في خطر”.. تراجع معدلات الخصوبة لرجال العالم ودراسة مقلقة

“الذكورة في خطر”.. تراجع معدلات الخصوبة لرجال العالم ودراسة مقلقة

وطن- بخلاصة مفادُها أنّ “التلوث والتغيرات العميقة لأنماط الحياة والعيش، مثّلت أسباباً رئيسة في الانخفاض المتسارع في تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال حول العالم، في آخر خمسة عقود”، وبالتزامن مع بلوغ البشرية عتبة الـ 8 مليار نسمة، دقّت دراسة كبيرة نُشرت نتائجها الثلاثاء، ناقوسَ الخطر بالنسبة للذكورة وعالم “التستوستيرون”.

انخفاض الخصوبة لدى الرجال

حيث كشفت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “هيومن ريبروداكن أبدايت“، وتضمّنت تقويماً لـ 223 دراسة سابقة في الموضوع، استناداً إلى عينات الحيوانات المنوية لأكثر من 57000 رجل، من 53 دولة بين عامي 1973 و2018، أن “تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال انخفض بشكل ملحوظ”.

ومن الخلاصات اللافتة التي توصلت إليها الدراسة المنشورة في مقال علمي بالمجلة المذكورة، أنّ “ملاحظة تراجع الصحة الإنجابية للذكور لا تقتصر فقط على دول بعينها، في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، لاسيما أوروبا، بل سُجّل تراجع في خصوبة الذكور من مختلف دول العالم”.

انخفاض معدل الخصوبة بالدول العربية والإمارات في ذيل القائمة

وتؤكد نتائج الدراسة استنتاجاتِ دراسة سابقة، أجراها الفريق عينه بقيادة عالم الأوبئة الإسرائيلي “هاغاي ليفين”.

بالأرقام، أشارت تلك الدراسة إلى معطيات دالة تؤشر على “الانخفاض المتسارع في وتيرة الخصوبة، لدى جنس الذكور”.

مشدّدةً على أنّ هذه المعطيات “لا تقتصر فقط على دول الشمال؛ بل أمر يهم دول العالم بأسره”.

مضيفة أنه، “وبعيداً عن التباطؤ لتحقيق نوع من استقرار الأرقام والنسب، ما فتئت هذه الظاهرة تتطور بسرعة أكبر خلال العقود الأخيرة”.

هل الذكورة في خطر؟

وتعتبر كمية الحيوانات المنوية من العوامل التي تؤثر على خصوبة الذكور، لكنها ليست العامل الوحيد، إذ يؤدي تنقل هذه الحيوانات المنوية أيضاً دوراً مهماً، وهو عامل لم يتمّ قياسه من خلال هذه الدراسة.

لكن وبينما أثارت دراسة “هاغاي ليفين”، إثرَ نشرها عام 2017 انتقاداتٍ كثيرة، لا سيما وأن استنتاجاتها كانت تتعلق فقط ببلدان معينة تنتمي جميعها إلى العالم الغربي.

إلا أنّ هذه الدراسة، وبعد دمج المزيد من البيانات، خلصت إلى أن “الاتجاه التراجعي، في نسبة تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال، يتعلق أيضاً بأمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا”.

وتقول: “إلى ذلك، تشير البيانات إلى أن هذا التراجع العالمي استمر بوتيرة متسارعة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين”.

وبالتالي، فإن هذه النتائج لا تسمح باستنتاج أنّ هناك انخفاضاً عامّاً في خصوبة الذكور، حتى لو كانت توفر عناصر في هذا الاتجاه، وتتماشى مع دراسات أخرى حلّلت أكثر أسباب هذا التراجع.

وكشفت الدراسة، ضمن أبرز معطياتها، أنّه “من عام 1973 إلى 2018 زاد المعدل المتوسط لنسبة تركيز الأمشاج في السائل المنوي من 101 مليون إلى 49 مليونا لكل مليلتر”.

تنخفض الخصوبة لدى الرجال بشكل متواصل

زمنياً، ومن خلال تضمين جميع البيانات التي جمعها مؤلفو الدراسة العلمية بعد عام 1973، فإنّ متوسط معدل الانخفاض في الخصوبة هو 1.16 % سنوياً في جميع أنحاء العالم.

وقد تضاعفت هذه الوتيرة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، حيث انخفضت بنسبة 2.64 % سنوياً، خلال الفترة بين عامَي 2000 و2018.

وهو تسارُع لم يتوانَ الباحثون في وصفه، بأنه “مقلق وقد يذهب حد تهديد استمرار النسل البشري في حال ما لم يتم ردعه”.

هذا وأرجعت الدراسة أسباب هذا الانخفاض، الذي شكّلَ “موضوع العديد من الأبحاث على مدار العشرين عاما الماضية”، إلى “العوامل الفردية المتعلقة بنمط الحياة (التدخين، ونمط الحياة المتكاسل، والنظام الغذائي…)ولكن أيضاً الأسباب البيئية المتعلقة بتلوث الهواء وتغيرات المناخ”.

كما أكدت أن بعض أنواع الأدوية المختلفة، ووجود بعض المواد الاصطناعية في البيئة والنظم الغذائية (مواد سامة في البلاستيك، ومبيدات الحشرات على وجه الخصوص) مسببات مباشرة.

وخلصت الدراسة على العموم، إلى كون “التلوث وتغيرات عميقة لأنماط الحياة والعيش”، تمثّل أسباباً رئيسة في الانخفاض المتسارع في تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.