الرئيسية » الهدهد » موقع أمريكي يكشف المستور وراء استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو

موقع أمريكي يكشف المستور وراء استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو

وطن- أثار استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، خلال ندوة طوكيو الدولية للتنمية تيكاد 8، التي نظمتها تونس يومي 27 و 28 آب/أغسطس الماضي، حالة من التوتر الدبلوماسي مع المملكة المغربية.

الجزائر تقف وراء استقبال ” قيس سعيد ” “لإبراهيم غالي”

في هذا الصدد، نشر موقع “مؤسسة الناتو” الخاص بمؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي، تقريراً يتحدث فيه عن “الأسباب التي حثّت سعيد على استقبال إبراهيم غالي، زعيم الإقليم الصحراوي المتنازع عليه منذ سبعينات القرن الماضي مع المغرب.

ويقول الموقع، إن “الهدف من إقدام الرئيس التونسي قيس سعيد على استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، هو خلق “إلهاء داخلي”، في ظلّ انجرافه نحو الاستبداد، الذي لا تنظر إليه الولايات المتحدة الأمريكية بعين الرضا”.

التوجهات الاستبدادية لـ قيس سعيد، التي قال الموقع الأمريكي، إنها “تسببت له بـ”عزلة دولية”، جعلته يرى في الجزائر -التي كانت وراء قرار استقبال غالي- شريكاً ملائماً”.

اعتبر الموقع كذلك، في ذات السياق، أنه بالنظر للمسار السياسي لتونس، يجب أن يكون الدور الذي لعبَه “سعيد” من خلال استقباله لـ غالي، حاسماً بالنسبة للجزائر.

إذ إنه بحكم علاقات سعيد الوثيقة مع الجزائر، “المنافس الرئيس للمغرب على الصحراء”، فقد ساعدته بالتأكيد على اتخاذ هذا القرار، في سياق يتسم بعزلته الدولية المتزايدة.

حيث وجد الرئيس التونسي في جارته الغربية شريكاً ملائماً -وفقاً للموقع الأمريكي- للخروج من تلك العزلة.

وهو ما اتضح، حين التُقطت له صورة على الأراضي الجزائرية، رفقة زعيم “البوليساريو” وقادة آخرين، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر.

محلل يتحدث لـِ”وطن” عن تداعيات استقبال “سعيد” لـِ”غالي” على العلاقات بين تونس والمغرب

جاء في المقال أيضاً، أن “تونس صارت اليوم تبرُز بوضوح كحالة غريبة، ضمن مسلسل التراجع الديمقراطي الذي اجتاح المنطقة المغاربية، وذلك خاصة بعد أن أقدَم قيس سعيد على حلّ البرلمان في شهر مارس/آذار من هذا العام”.

وعن التوجهات الاستبدادية لـ قيس سعيد، يقول الموقع الأمريكي، إن”الرئيس التونسي قد مضى قُدُماً بالفعل، في تغيير دستور 2014 بشكل مثير للجدل”.

وأنه “قد عرض دستوراً جديداً على الاستفتاء، بعد سنة واحدة من استيلائه المطلق على السلطة، لينتقلَ من نظام شبه رئاسي، إلى نظام رئاسي مفرط، تظهر فيه سلطة رئيس الدولة بلا منافس”.

وأشار المقال إلى أن انجراف سعيد نحو الاستبداد، ولَّدَ مخاوف متزايدة دفعت وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى دعوة تونس لاعتماد قانون انتخابي شامل، قبل الانتخابات التي ستُجرى في 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

لكن سعيد -كما تقول “مؤسسة الناتو”- رفض “الضغط الديبلوماسي” الذي فرضته واشنطن، ووصف الانتقادات الموجة له، بأنها شكل غير مقبول من التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، وذلك خلال اجتماع مع وفد من الكونغرس الأمريكي يوم 22 آب/أغسطس 2022.

إلى ذلك، فقد أشار الموقع إلى “أنه على الرغم من حاجة سعيد إلى تعزيز سلطته، والبدء في التعامل مع الوضع الاقتصادي الصعب، إلا أنه فتح على الفور جبهة جديدة (مع المغرب)، وتناسى المصاعب المحلية ليطلق أزمة جديدة مع المغرب. مورِداً أن قرار استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” في العاصمة التونسية، خلال ندوة طوكيو الدولية للتنمية تيكاد 8، أدى إلى هذا الوضع”.

كما أنه وفّر “إلهاءً مُفيداً في الداخل”، ما دفع الرباط إلى إلغاء مشاركتها واستدعاء سفيرها؛ ردّاً على ما وصفته بـ “العمل العدائي والاستفزازي” من قبل الجانب التونسي.

وأوضح المقال، الذي كتبه أومبيرتو برو فازيو، محلّل المنطقة المغاربية بمؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو، أن تونس قد قالت، إن الاتحاد الإفريقي هو الذي وجّه الدعوة لزعيم البوليساريو باسم ما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية التي توجد حكومتها في المنفى”.

لكن “من غير المُرجّح -بحسب الكاتب- أن تُوافق اليابان على مثل هذا الأمر، لأنها تعلم أنه ينطوي على إثارة قلق شريك مهم مثل الرباط، وهو شريك محوري في خطط طوكيو، لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في القارة الإفريقية”.

يشار في هذا السياق، إلى أن استقبال قيس سعيد لابراهيم غالي، قد أدى إلى أزمة دبلوماسية مع المغرب.

حيث قامت الرباط باستدعاء سفيرها في تونس، وبدورها قامت الأخيرة باستدعاء السفير التونسي في المغرب، في ظلّ أزمة سياسية، لم تكن لها سابقة منذ سنوات عديدة.

نقابي تونسي: استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو “انتحار سياسي لتونس”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.