الرئيسية » تقارير » إسرائيل تُقر باغتيال شيرين أبو عاقلة وتتبجح: قتلناها بالخطأ ولن نحقق مع قاتلها

إسرائيل تُقر باغتيال شيرين أبو عاقلة وتتبجح: قتلناها بالخطأ ولن نحقق مع قاتلها

وطن– اعترفت إسرائيل بشكل جزئي بمسوؤلية أحد جنودها عن مقتل الصحفية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة“، دون أن تحدّد اسمه أو هُويته.

وزعمت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في نسختها الإنكليزية، نقلاً عن التحقيق الرسمي بخصوص الجريمة، أن شيرين أبو عاقلة أُطلق عليها النار بطريق الخطأ على الأرجح من قبل جندي إسرائيلي، كان يستخدم منظارًا تلسكوبيًا وأخطأ في تعريفها على أنها مسلح فلسطيني.

الجيش الإسرائيلي لن يفتح تحقيقاً مع أي جندي متورط

وتابع المصدر نقلاً عن مكتب المحامي العام العسكري للاحتلال الإسرائيلي، أنه لن يفتح تحقيقاً مع أي جندي متورّط في الحادث، لأنه “لا يوجد شك في ارتكاب جريمة جنائية”.

وكجزء من التحقيق، زعم جيش الاحتلال أنه حلّل جميع المعلومات ذات الصلة التي كانت بحوزته – بما في ذلك موقع البيانات الخلوية والملفات الصوتية ومقاطع الفيديو والبيانات التي نشرتها وسائل الإعلام المختلفة – وعزل المنطقة التي كانت تتواجد فيها أبو عاقلة.

وقالت الصحيفة العبرية في التقرير الذي كتبه “يانيف كوبوفيتش”و” جاك خوري بن صموئيل”، إن نتائج التحقيق أشارت –حسب ادعائه- إلى أن مسلحين فلسطينيين كانوا يقفون بالقرب من أبو عاقلة، ويطلقون النار باتجاه عربة مدرّعة إسرائيلية.

ادّعاء التصويب باتجاه قوات النظام

وفي محاولة لإضفاء سيناريو للتعاطف مع قوات الاحتلال، وتبرير جريمته أمام العالم الذي شهد تفاصيل الجريمة، ادّعت “هارتس” نقلاً عن مصدر عسكري، أن “المنطقة كانت صعبة وكان إطلاق النار من النوافذ ومن فوق الأسطح وكان الجنود في خطر.. حيث تم توجيه نيران دقيقة ونيران محيطية باتجاههم”، وهو الأمر الذي لم يظهر في الفيديو الذي وثّق استشهاد أبو عاقلة.

ووثّق مقطع فديو اللحظات الأولى لاستشهاد مراسلة الجزيرة بتاريخ 11 مايو 2022، وبدا في المقطع الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي استهدافُ قوات الاحتلال لها برصاصة قناص مباشرة على رأسها، بالرغم من ارتدائها لسترة الصحافة، واسمها وشكلها معروف لقوات الاحتلال قبل أبناء شعبها.

استهداف شيرين من فتحة مصفّحة

وكشف المصدر أن الجندي أطلق النار على شيرين أبو عاقلة من فتحة مصفّحة، كان يستقلها عندما كانت الصحفية الفلسطينية تقف خلف الشجرة.

وأوضح الضابط الكبير: “لقد أطلق النار حيث كان ينوي، وأطلق ما مجموعه حوالي 20 رصاصة.. 10 منها ذهبت إلى المنطقة التي كانت تقف فيها شيرين”.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإنه “منذ الحادث، أجرى الاحتلال تحقيقاً شاملاً في ملابسات مقتل أبو عاقلة، وتألّف الفريق المعيّن من قادة جيش الدفاع الإسرائيلي والمهنيين المعنيين، وتمّ تقديم الاستنتاجات الأولية من التحقيق المؤقت إلى رئيس الأركان، فور وقوع الحادث.

أحمد الطيبي يردّ

وردًا على بيان الاحتلال، قال نائب رئيس الكنيست ورئيس حزب القائمة المشتركة أحمد الطيبي: “اليوم يجب أن نعيد قراءة كل التعليقات الغاضبة من يوم مقتل أبو عاقلة. وماذا عن الرسائل الكاذبة من المتحدثين باسم الجيش ومسؤولين حكوميون، كما دعا الطيبي إلى إجراء تحقيق خارجي حتى “لا يمنح الجيش حصانة تلقائية لمن أطلقوا النار”.

اعتراف متأخر وغير مكتمل

وفي سياق متصل وصفت لجنة حماية الصحفيين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالذنب، بأنه “متأخر وغير مكتمل”.

وذكرت أن “إسرائيل لم تقدّم اسمًا لقاتل أبو عاقلة، أو أي معلومات أخرى غير شهادته أو شهادتها، التي لا تقدّم.

بيان عائلة شيرين أبو عاقلة

وبدورها أعربت عائلة أبو عاقلة عن استيائها من نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي في مقتل شيرين، وقالت العائلة في بيان لها، إن تقرير إسرائيل “حاول التعتيم على الحقيقة وتجنّب المسؤولية عن مقتلها”.

وأضافت في بيانها، أنه “بالرغم من التحقيقات الأخرى التي توصّلت إلى أن جنديًا إسرائيليًا أطلق النار على شيرين -وكما كان متوقّعاً- رفضت إسرائيل تحمل مسؤولية مقتلها”، ولم تتفاجأ عائلتها بهذه النتيجة، لأنه من الواضح لأي شخص أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكن التحقيق معهم في جرائمهم.

إجراء تحقيق شامل

ودعت الأسرة إلى “تحقيق أمريكي شامل ومستقل وذوي مصداقية يؤدي إلى المساءلة، وهو الحد الأدنى الذي يجب أن تفعله حكومة الولايات المتحدة تجاه أحد مواطنيها. مضيفةً أنها ستواصل مطالبة حكومة الولايات المتحدة بمتابعة تنفيذ ما تمّ الإعلان عنه من التزامات بالمساءلة؛ والمساءلة تتطلب العمل \”.
مشيرين إلى أنهم يضغطون من أجل إجراء تحقيق شامل ومحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

استمرار لعملية التضليل

وكان الناطق باسم تيار الإصلاح الديموقراطي في حركة فتح ” عماد محسن” قد أشار إلى أن نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه جيش الاحتلال بشأن اغتيال الصحفية الفلسطينية “شيرين أبو عاقلة”، استمرار لعملية التضليل التي يمارسها منذ ارتكاب جنوده الجريمة.

وتابع، أن هذا “استكمال لحلقات الخداع في جريمة شهد العالم كل تفاصيلها”.

وأضاف أن التراجع التكتيكي من الإنكار إلى المكابرة إلى الإقرار الجزئي، هو جزء أصيل من منظومة الخداع التي يمارسها جيش الإحتلال على الدوام.

واستنكرت شبكة “الجزيرة” تنصّلَ جيش الاحتلال من مسؤوليته عن اغتيال شيرين أبو عاقلة، وعدم اعترافه الصريح بجريمته ومحاولته التملص من ملاحقة الجناة.

وطالبت إدارة الجزيرة بأن تتولى جهة دولية مستقلة التحقيق في الجريمة، لإقرار العدالة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.