الرئيسية » الهدهد » إسرائيل تنشر وثيقة مزوّرة باسم الملك عبدالعزيز آل سعود وتُثير جدلاً

إسرائيل تنشر وثيقة مزوّرة باسم الملك عبدالعزيز آل سعود وتُثير جدلاً

وطن– نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقريراً مصوراً، زعمت فيه أن الملك عبد العزيز آل سعود، أيّد تأسيس دولة إسرائيل؛ في مقابل مناصب ملكية أخذها من بريطانيا مع غيره من الحكام العرب آنذاك.

وأشار التقرير الذي قدّمته الإسرائيلية من أصول مغربية “سايبرا”، والتي تُدير صفحات الاحتلال الموجّهة للعرب على مواقع التواصل، إلى وعد بلفور المشؤوم في عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى.

حين كتب بلفور وزير خارجية بريطانيا رسالةً إلى اللورد روتشيلد، يخبره فيها أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي.

وبحسب الرسالة ستبذل بريطانيا قصارى جهدها، لتسهيل تحقيق هذه الغاية.

تقسيم النفوذ في الشرق الأوسط

وجاء هذا الوعد بعد اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت النفوذ في الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا. وحصلت القيادات العربية بموجبها على مناصب ملكية، وبحسب زعم التقرير لقيت فكرة الوطن القومي لليهود تعاطفاً من قبل الملك عبد العزيز آل سعود.

ما حقيقة الوثيقة المزورة؟

وعرض التقرير الذي بثته الخارجية الإسرائيلية رسالة، تزعم أن الملك عبد العزيز وجّهها إلى السياسي البريطاني “برسي كوكس”، يقول فيها: “أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أُقرّ وأعترف بأنه لا مانع عندي من إعطاء فلسطين “لمساكين” اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا”.

وهي الرسالة التي تمّ تداولها على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة، وكذبتها المملكة العربية السعودية، وبحسب التقرير تعاطفَ مع الفكرة الملك فيصل الأول في مؤتمر باريس للسلام عام 1919.

صحفي فلسطيني زور الوثيقة

وكان الصحفي الفلسطيني «صقر أبو فخر» قام بتزوير هذه الوثيقة الركيكة المحتوى والمعنى في بيروت، بمساعدة معارض سعودي شيوعي ونشرتها مجلة “الكفاح العربي” في ملحق “الكون” الذي اعتاد على تلفيق الأخبار في محاكاة للماضي.

وهذا ما أكّده بإنصاف غير معهود الصحفي الإسرائيلي “ايدي كوهين” الذي نشر الرسالة المزورة، وجاءت تحت عنوان “وهب السلطان مالا يملك.. هكذا أعطى عبد العزيز آل سعود فلسطين”.

وغرّد على حسابه الخاص في “تويتر: “من أجل الإنصاف وبعد التكلم مع الكثير من السعوديين بعد الفحص تبيّن بأن هذه الوثيقة مزوّرة. لم يُسِئْ أحد للمسلمين أكثر من المسلمين أنفسهم”.

وثيقة روّجها المرجفون

وفنّدت صفحة “الذاكرة السعودية” هذه الوثيقة التي حاول بعض من وصفتْهم بـ”المرجفين” نشْرَها والترويج لها على أنّها وثيقة من الملك عبد العزيز بإعطاء فلسطين للكيان الصهيوني.

وشرحت الصفحة عدداً من الادعاءات التي تؤكّد غباءً “مزور الوثيقة” بعيداً عن حقده وكرهه للمملكة وحكامها.

ومن الأخطاء الواردة في الوثيقة المنسوبة أن عبارة “إن الملك” الواردة في مقدمتها، ليست أسلوب الملك عبد العزيز في المراسلات الرسمية.

وبالنسبة لورود اسم “برسي كوكس” السياسي البريطاني، فهو كان في الخليج وليس في فلسطين، وتفتقر الوثيقة إلى التاريخ وهذا عكس مراسلات الملك عبد العزيز.

https://twitter.com/KsaMemory/status/1564085532015173633?s=20&t=9c6QwiKTXjLxOC3KcfYubw

ختم الملك بيضاوي الشكل

وختم الملك عبد العزيز بيضاوي الشكل، بينما الموجود في الوثيقة المزوّرة دائري الشكل. وتساءلت الصفحة كيف يعطي الملك عبد العزيز البريطانيين فلسطين، وهي في الأصل تحت الانتداب البريطاني، وأخيراً فالشكل العام للرسالة المزوّرة يختلف كلياً عن مراسلات الملك عبد العزيز.

https://twitter.com/KsaMemory/status/1564085532015173633?s=20&t=n9iX2Kb7aSr1hf2Ur1vfWA

عدم المس بالرموز السيادية

وكان الدكتور والقيادي الفلسطيني الراحل “صائب عريقات” قد أكّد أنّ الوثيقة مزوّرة، وأشاد بكلمة الملك عبد العزيز للرئيس روزفلت بخصوص فلسطين.

وغرّد عريقات “أرجو وقف هذه المهازل، عدم المسّ بالرموز السيادية للدول، وأضاف، نختلف بشكل حضاري بعيداً عن الشخصنة، التعامل مع الحقائق فقط والوثائق الدقيقة”.

وتابع: “هذه وثيقة مزورة جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، قال للرئيس روزفلت عام 1945: أُفضّل الموت على التنازل عن فلسطين”.

وتفاعل مغرّدون مع إعادة نشر الوثيقة المزوّرة مجدداً، متسائلينَ عن خفايا وأبعاد تزويرها وغاية كوهين من تأكيد التزوير.

وعلّق صاحب حساب” مُوسِيقِيُّ مُتَأَمِّل” مخاطِباً “إيدي كوهين”: بغضّ النظر عن ما تقول.. فليؤيِّد من يؤيِّد وليطبِّع من يطبِّع، فلم ولن تتقبلكم الشعوب ومصيركم إلى الزوال. واستدرك: “مسألة وقت ليس أكثر”.

وقال آخر: “جون فيلبي-الجاسوس البريطاني- اقترح تسليم فلسطين لليهود مقابل رشوة قدرُها 20 مليون جنيه إسترليني. ولكن تمّ افتضاح هذه المؤامرة مع الصهيوني حاييم وايزمن بعد أن سرّب فيلبي القصة إلى العرب الآخرين، فقام ابن سعود من الانسحاب من هذه المفاوضات، ونفى كل اتفاق أو تورّط سابق”.

وعقّب مغرّد متحدّثاً عن كوهين: “كان لك هدف معين من وراء ذلك، وهو إيجاد وتوسيع الخلافات، ولكن عندما تمّ الردّ عليك، وانكشف كذبك اعتذرت”.

وتابع: “أنا كمواطن عربي لا يقنعني تبريرك رجل مخابرات لا يعلم مدى صحة ذلك من عدمه”.

وقال المحامي “محمد الجندل”: “نعلم بأنها مزوّرة .. ونعرف المؤسس الملك عبد العزيز وكأننا عشنا معه.. فأجدادنا كانوا تحت رايته، ويعلمون من دينه وخلقه ما لا تعلمون.. فنعم القائد والموحّد”.

وأضاف مستشهِداً بالآية القرانية: “لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.