الرئيسية » الهدهد » جدل الحجاب.. الأزهر الشريف ودار الإفتاء يشتبكان مع فتوى الهلالي “المثيرة”

جدل الحجاب.. الأزهر الشريف ودار الإفتاء يشتبكان مع فتوى الهلالي “المثيرة”

وطن- عاد الجدل ليُثار مرة أخرى في مصر بشأن ارتداء بالحجاب، بعد تصريحات أدلى أستاذ الفقه المقارن سعد الدين هلالي، والتي رد عليها الأزهر الشريف.

الهلالي قال في تصريحات متلفزة، إن الحجاب ليس فرضًا، وأشار إلى أن “الفقهاء الأمناء” (وفق تعبيره) أكدوا أن ستر العورة فريضة، ثم تم تحريف العبارة لتتحول من ستر العورة فريضة إلى الحجاب فريضة.

وأضاف: “أحكام العورات أحكام عرفية والأحكام العرفية دي انتهى الفقهاء اللي عندهم أمانة بالقول إن ستر العورة فريضة”.

وتساءل الهلالي: “هل قالوا الحجاب فريضة؟.. اتحرفت العبارة دي من ستر العورة فريضة إلى الحجاب فريضة”.

الأزهر الشريف رد على تصريحات الهلالي، وقال إن حجاب المرأة هو فرض عين على كل مسلمة بالغة عاقلة، أقرّته مصادر التشريع الإسلامي بنص القرآن وإجماع فقهاء المسلمين.

وأضاف أن ما يتداول من محاولة لنفي فرضيَّة الحجاب وتصويره أنه عادة أو عرفٌ انتشر بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم هو رأي شخصي يرفضه الأزهر؛ لأنه مخالف لما أجمع عليه المسلمون منذ خمسة عشر قرنًا من الزمان.

وأكد أن هذا الرأي يفتح الباب لتمييع الثوابت الدينية، كما أن التفلت من أحكام الشريعة وما استقر عليه علماء الأمة بدعوى “الحرية في فَهم النص” هو منهج علمي فاسد.

كما أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بيانا قال فيه إن فرضية الحجاب ثابتة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وإجماع الأمة الإسلامية من لدن سيدنا رسول الله ﷺ حتى اليوم.

وأضاف أن حكم فرضية الحجاب ثابت لا يقبل الاجتهاد أو التغيير، واستغلال الأحداث والجرائم المأساوية المُنكرة في الهجوم على ثوابت الدّين، والطّعن في مسلماته وتوجيه طاقة رفضها الشّعبي إلى إحدى شرائع الإسلام وتعاليمه أمر غير مقبول، عظيم الخطر والضرر على الفرد والمجتمع.

وأوضح أن فرضية الحجاب ليست رؤية شخصية للفقهاء والعلماء، والقول بعدم فرضيته قول شاذ لا عبرة به، بل هو شعيرة من شعائر الإسلام فرضت بالنص القطعي ثبوتا ودلالة، ولا يمكن بحال أن يترك تقرير فرضيتها للهوى أو القناعات الشّخصية، مؤكدًا أنه يجب التفريق بين تقرير الفرضية والامتثال لها، ولا يخلط بينهما إلا جاهل أو صاحب ضلالة.

وأشار إلى أن احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشرائع السماوية، ووافقت فطرة المرأة وإنسانيتها وحياءها، مؤكدًا أنه لم يوكل الشرع الشريف الحجاب وأوصافه لتفاوت الأعراف، بل وضعها وبيّنها لتحقق غاياته الدينية والفطرية والمجتمعية، على الرغم من كون العرف الذي لم يخالف أحكام الدين وتعاليمه معتبرًا شرعًا.

ولفت إلى أن الدعوة إلى ترك الحجاب بزعم أن الحشمة عمل قلبي تكفي فيه النية، دعوة مرفوضة ومنكرة، لا اعتبار لها، بل تُهدرُ فلسفة تشريع الحجاب وحكمه الكثيرة والمُهمّة، وحجاب المرأة لا يمثل عائقا بينها وبين تحقيق ذاتها، ونجاحها، وتميُّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.

وأكد أن مناقشة القضايا الدينية في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مجتزأ موجه، مهدر لقواعد العلوم وأصولها يحدث اضطرابًا بين الناس، وإيذاء لمشاعرهم الدينية، ويسبب الأزمات والصراعات، ويسوغ لها، ويكدر السلم العام.

في السياق أيضًا، أكدت دار الإفتاء المصرية فرضية الحجاب كذلك وردت على من أنكرها.

وقالت الإفتاء إن فقهاء المسلمين أجمعوا على أنَّ الحجاب فرضٌ على المرأة المسلمة إذا بلغت سن التكليف، وأن عليها أن تستر جسمها ما عدا الوجه والكفين.

وأكدت أن القول بجواز إظهار شيء غير ذلك من جسدها لغير ضرورة أو حاجة تنزل منزلتها هو كلام مخالف لما علم بالضرورة من دين المسلمين، وهو قول مبتدع منحرف لم يسبق صاحبه إليه، ولا يجوز نسبة هذا القول الباطل للإسلام بحال من الأحوال، فصار حكم فرضية الحجاب بهذا المعنى من المعلوم من الدين بالضرورة.

سعد الدين الهلالي :”الحجاب ليس فرضا والنساء بعهد الرسول كانت حرة طليقة”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.