الرئيسية » تقارير » تقارب حماس مع نظام الأسد.. الأسباب والدوافع ومن يقف وراء هذه الخطوة؟

تقارب حماس مع نظام الأسد.. الأسباب والدوافع ومن يقف وراء هذه الخطوة؟

وطن – قال محللون سياسيون إن تقارب حركة حماس مع نظام الأسد، جاء بعد نقاشات شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون من الحركة وتم إقرار خطوة التقارب.

حماس تعود إلى سوريا

وكان رئيس “مكتب العلاقات العربية والإسلامية” في حركة حماس “خليل الحية“، أكد صحة الأنباء التي تحدثت عن سعي الحركة للتطبيع مع النظام السوري، وذلك بعد عشر سنوات من مقاطعته بسبب معارضتها لحربه ضد السوريين عقب اندلاع الثورة.

وقال “حية” في تصريح لجريدة “الأخبار” اللبنانية، إن مؤسسات الحركة “أقرّت استعادة العلاقة مع دمشق”.

رئيس “مكتب العلاقات العربية والإسلامية” في حركة حماس خليل الحية

مبيناً أن نقاشات داخلية وخارجية جرت على مستوى حماس من أجل حسم الموضوع.

وأضاف الحية أن هذا القرار جاء خلاصة لنقاشات شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، وحتى المعتقلون داخل السجون، من أجل استعادة العلاقة مع دمشق”، من دون ذكر تفاصيل إضافية.

وأعلن نظام الأسد في نوفمبر عام 2012، إغلاق مكاتب الحركة بالشمع الأحمر بسبب دعمها للثورة السورية.

ولكن الحركة أعلنت في فبراير عام 2016 موقفها مما يجري في سوريا وغيرها من الدول العربية، على أنه موقف ثابت مبني على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وشددت على أنه “لا دور لحماس في الأزمة السورية”، وأن موقفها من حق الشعب السوري في تقرير مصيره لم ولن يتبدل. في خطوة فسرها البعض بأنها محاولة للتقرب من نظام الأسد وترميم العلاقات بعد أربع سنوات من القطيعة.

إذابة الجليد

وفي 3 مارس/آذار 2020، كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” أن الأمين العامّ لحزب الله اللبناني حسن نصر الله لا يمانع، وجاهز لو طُلب منه أن يؤدّي دوراً يتعلق بالعلاقة مع دمشق.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

وأعرب “هنية” وقتها عن أمانيه الدائمة لسوريا بالاستقرار والأمن ووحدة أراضيها، وهو ما اعتبره البعض عرضاً لإذابة الجليد بين الطرفين.

واتضحت هذه الرغبة أكثر بعد أن صرح مسؤولان في الحركة لم يكشف عن هويتهما لوكالة “رويترز”، أن “الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عُليا لتحقيق ذلك وإن قراراً بالإجماع اتُّخذ لإعادة العلاقة مع سوريا”.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول رفيع المستوى في الحركة -فضّل عدم الكشف عن هُويته-أيضاً أن “الاتصالات مع سوريا في تحسُّن وفي طريق عودتها بالكامل إلى ما كانت عليه”.

وأشار المسؤول إلى “زيارات عديدة أجراها قادة حماس لسوريا”.

كما كشف مصدر فلسطيني لوكالة “الأناضول” التركية في السياق نفسه أن حركة حماس، والنظام السوري، بدآ مرحلة جديدة من العلاقة “ستُكتب فصولها في المرحلة القادمة”. التركي

تقارب حماس والنظام السوري

جهود مضنية من حزب الله

وأضاف المصدر بحسب ما نقل تقرير لموقع “TRT” التركي أن تطوُّراً جوهرياً طرأ مؤخراً على صعيد جهود استعادة العلاقة، تَمثَّل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة. تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً.

ولفت إلى “جهود مضنية” بذلتها قيادة حزب الله اللبنانية خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى “منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية، من أجل تقريب وجهات النظر”.

وهذا الاختباء خلف أسماء مستعارة أو عدم كشف هوية متحدثيها يشير إلى أزمة في إقناع الحاضنة الشعبية لحماس بجدوى هذا التقارب مع نظام قتل واعتقل وشرد ملايين السوريين والفلسطينيين على حد سواء.

رفض لهذا التقارب بين حماس ونظام الأسد

وأعلنت “هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية” التابعة لحماس في هذا السياق رفضها لهذا التقارب بين الحركة والنظام السوري.

واعتبرت في بيان لها أن عودة العلاقات إذا صحت فهي تنكر لدماء الشعب السوري الحر الذي لطالما قدم الغالي والنفيس للقضية الفلسطينية.

وأكدت الهيئة في البيان الذي تلقت “وطن” نسخة منه، أن المعيار الذي يحدد طبيعة العلاقة مع الأطراف الأخرى هو ما نؤمن به من المبادىء وليس ما نبتغيه من مصالح.

وشددت الهيئة على التفافها إلى جانب الشعب السوري في ثورته المباركة ضد طاغية الشام، ونوهت إلى أن التفهم الذي أبدته الهيئة لعلاقة الحركة بإيران وفق مقتضيات الضرورة لا يبرر عودة العلاقة مع نظام مفلس أخلاقياً وسياسياً وسيادياً.

وأردف البيان أن “تحرير فلسطين لن يكون بالتحالف مع الأنظمة المجمة كإيران والنظام السوري ،ل لن تتحر فلسطين قبل سقوط هذه الأنظمة.

ويذكر أن نظام الأسد دمر المخيمات الفلسطينية منذ بداية حربه على الشعب السوري وهجر أهلها وقتل أكثر من 4000 فلسطيني منذ اندلاع الثورة السورية كما يقبع 2400 فلسطيني في مسالخ الأسد بينهم 110 سيدات من حرائر فلسطين.

الأسباب والدوافع

المحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب يرى أن “قصة عودة العلاقات بين حماس وسوريا ليست جديدة، وأنه بجهود سابقة من إيران وحزب الله، عقدت لقاءات أكثر من مرة لكنها كانت تصطدم بعدم نضوج الرؤية النهائية للعودة إلى دمشق”.

تقارب حماس والنظام السوري

وفي حديثه مع TRT عربي، يعتقد أن الخبر الذي سُرّب على وكالات الأنباء “جاء بعد قراءة متأنية للمشهد وحالة الاصطفافات الجديدة التي تتشكّل”.

ورجع “الغريب” تلك الخطوة إلى أن “استراتيجية حماس تتمثّل في استثمار أي علاقة لخدمة القضية الفلسطينية.”

وأوضح أن “هذا القرار ربما يأتي ترجمة لرغبتها المتكررة في طيّ صفحة الخلاف عبر إرسال رسائل إيجابية في إدانة ضمّ الجولان والقصف الصاروخي الإسرائيلي على سوريا”.

سيناريو آخر

سيناريو آخر هو أن حماس قرأت المشهد من جهة أخرى في ظل التحول التدريجي لإقامة عدد من دول المنطقة علاقات مع إسرائيل.

ويعتقد أن “حماس ليست في بحبوحة (أي لا خيارات كثيرة لديها) من علاقاتها العربية والإسلامية في ظل تصاعد حالة التطبيع مع إسرائيل، وسوريا في هذا الاعتبار كانت تشكّل لها أرضية مهمَّة للمقاومة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.