الرئيسية » الهدهد » “ضريبة الدخل” في سلطنة عمان .. هل فائدتها أكبر من ضررها؟!

“ضريبة الدخل” في سلطنة عمان .. هل فائدتها أكبر من ضررها؟!

وطن – في الوقت الذي اعتبر فيه ناشطون عمانيون أن قرار تطبيق “ضريبة الدخل” إذا ستم يسكون له آثار سلبية على الاقتصاد العماني، ذهب آخرون إلى القول بأن هذه الضريبة ستكون فوائدها للسلطنة أكبر من ضررها.

ضريبة الدخل في سلطنة عمان

وكانت صحيفة “المونيتور” نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع ورفض الكشف عن هويته، أنه سلطنة عمان تخطط لتطبيق “ضريبة الدخل” على الأفراد في حدود 5_9 % خلال النصف الأول من العام المقبل2023، وذلك بعد أن كان مخططا تطبيقها العام الجاري.

التقرير الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان منذ نشره.

وبالرغم من أن معظم التعليقات من العمانيين كانت رافضة لتلك الضريبة، إلا أن البعض كان لهم رأي مخالف من زواية أخرى.

وأوضحوا أن “ضريبة الدخل” لن تفرض على جميع المواطنين، بل على أصحاب الدخول المرتفعة فقط.

وهو أمر مفيد من وجهة نظرهم التي تتلخص في أن ضريبة الدخل تحمي الطبقة الفقيرة وتحقق المساواة، مستشهدين بالدول الأوربية التي تطبق ضريبة الدخل وأثر ذلك على اقتصادها ونموها.

يتم احتسابها بعد اقتطاع المصروفات الشهرية

الدكتور توفيق اليافعي أوضح أن ضريبة الدخل يتم احتسابها بعد اقتطاع المصروفات الشهرية، كـ”الفواتير وإيجار وغذاء” وتكون الضريبة فقط على فائض الدخل.

وفي هذا السياق أيضا قال الناشط العماني البارز علوي المشهور، إن أمر مثل هذا يستحق حوار وطني وبرلماني، مع أهمية ألا تمس هذه الضرائب الطبقات الفقيرة والمتوسطة؛ وإنما أصحاب الدخل المرتفع فقط.

وأكد “المشهور” في سلسلة تغريدات له على أن “الضرائب ضرورية لأي اقتصاد، لأنها ببساطة تمثل حالة من إعادة توزيع الثروة.

موضحا:”لكن لابد أن تبدأ من الأعلى وأن يصاحبها تمثيل سياسي وحق في الرقابة والمحاسبة والتشريع.”

تحصل ضريبة الدخل من الغني وليس الفقير

كما اعتبر الناشط العماني أن “الضرائب بحد ذاتها ليست فكرة سيئة” وذلك إذا تم صرفها بشكل جيد وكفاءة عالية، وقبل ذلك تحصيلها من الغني وليس الفقير.

المهم ـ حسب قوله ـ أن تتم إعادة إنفاق هذه الأموال في خلق فرص عمل وتحسين جودة التعليم والصحة، وكذلك توسيع شريحة الفئة المستفيدة من الحماية الاجتماعية، ولفت الناشط العماني إلى أن كل هذا يستدعي وجود شراكة مع المجتمع.

في الوقت ذاته شدد الناشط العماني عليو المشهور، على أن اتخاذ قرارات تمس حياة الناس ومستقبلهم من خلف الأبواب المغلقة أمر غير صحي، وقد تكون له ردات فعل غير متوقعة مثل المظاهرات والاحتجاجات.

وتابع محذرا:”لذلك الأفضل أن يكون هنالك حوار شفاف، وشراكة حقيقية مع المواطنين في إطار مؤسسي من خلال البرلمان “بيت الشعب”، لابد من بناء الثقة بين الطرفين.”

ضريبة الدخل في الدول الإسكندنافية

وضرب “المشهور” مثالا لضريبة الدخل في الدول الإسكندنافية والتي تصل فيها تلك الضريبة لنسب تتجاوز 50٪ من الدخل، بسبب وجود الثقة لدى المواطنين بأن هذه الأموال ستصرف بشكل جيد، ولتبنيهم أعلى معايير الشفافية والحق في الشراكة السياسية ولا يُمانعون ذلك.

مضيفا:”لأنهم في المقابل يحصلون على أفضل أنظمة التعليم والصحة والحماية الاجتماعية في العالم!”

لذلك ـ بحسب المشهور ـ فإن الشعوب قد تتقبل هذه الضرائب، لكنها تحتاج أن ترى شيء في المقابل. وأن تكون شريكة في أوجه إنفاق هذا المال وتحديد الأولويات.

موضحا في الوقت ذاته أن هنالك مسارات كثيرة لتعزيز الثقة يمكن الاشتغال عليها في الفترة القادمة.

لا ضرائب بلا تمثيل سياسي

واختتم تغريداته بالقول:”المهم يبقى المبدأ: “لا ضرائب بلا تمثيل سياسي.. وهذه المعادلة يجب أن تدركها الحكومة.”

من جانبه دون ناشط آخر مؤيدا تطبيق ضريبة الدخل بالسلطنة:”مالك منضغط. حسب المقال اذا عندك ١٠٠ ألف دولار أو اكثر محتمل تطبق عليك ضريبة ٥٪. ما ايموت التاجر أو الهامور اذا خذوا منه ٥٪.. كل مواطن تحمل الضرائب الحالية ما تجي تصيح على ضريبة الدخل.”

بينما اعتبر أيمن على الجانب الآخر أن ضريبة الدخل “يجب أن لا تمس بحال من الأحوال من لا يملك دخل سوى راتبه. سواء كان مرتفع او منخفض.”

مضيفا:”الأجدر أن تطبق على أصحاب الثروات الفلكية والأرصدة المجمدة والشركات العملاقة. ويجب الأخذ بالاعتبار أن ليس كل صاحب راتب عالي يعني أنه يعيش كالملوك.”

ويجب بحسب وجهة نظر أيمن أيضا، أن لا تحسب ضريبة الدخل على مبلغ الإيداع في الحساب بل على المتبقي بعد مصاريف البنوك وغيرها.

واختتم”الخلاصة، يجب أن تطبق ع اصحاب الملايبن. والا سوف نعود ونراها تضر بالمواطنين مثل ضريبة القيمة المضافة وغيرها التي احتال عليها اصحاب المليارات واكلها اصحاب الرواتب سواء مرتفع او منخفض.”

سلبيات ضريبة الدخل

وكان الكاتب العماني البارز “خلفان الطوقي” من المخالفين لتطبيق “ضريبة الدخل” المنتظرة.

وشدد في مقال له بصحيفة “الرؤية” على أنه من الواجب الوطني تبادل وجهات النظر والنقاش البناء دون شخصنة أو تشنج.

وأوضح “الطوقي” في المقال الذي طالعته (وطن) أن هذه الضريبة لو تم إقرارها “فهي مؤثرة على الجميع. وآثارها السلبية ستكون أكثر من الإيجابية”.

ولخص الكاتب العماني تلك الآثار السلبية التي يراها لـ”ضريبة الدخل” على الأفراد إذا تم إقرارها في 11 نقطة أساسية جاءت بمقاله، نذكر منها اختصارا حيث اعتبر “الطوقي” أن توقيت إقرار هذه الضريبة ليس مناسبا البتة، حيث أن آثار جائحة كورونا ما زالت مستمرة وعالقة.

كما رأى الطوقي أن تطبيق ضريبة الدخل يخالف إعلان الحكومة العمانية في كل خططها التنموية ورؤاها الوطنية أنها تسعى إلى المنافسة في التجارة والتصنيع والتصدير.

متسائلا:”فهل استحداث ضريبة حساسة مثل ضريبة الدخل على الأفراد سوف يجعل السلطنة وجهة جاذبة لأحد؛ سواء الاستثمار أو الإقامة؟. كيف ستجعل هذه الضريبة عُمان بلدًا تنافسيًا في الميدان؟”.

وتساءل الكاتب خلفان الطوقي أيا:”ما الرسالة التي قد تصل إلى العالم؟. حيث إن السلطنة ستكون الأولى في فرض هذه الضريبة، وذلك بدلا من إرسال رسالة مغايرة أننا استطعنا جذب استثمارات عالمية عملاقة في مجالات غير النشاطات النفطية.”

اقرأ أيضاً: 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.