الرئيسية » الهدهد » “سوق للجثث وسمسرة مُربحة على الرفات”.. تحقيق استقصائي سوري يفوز بجائزة عالمية

“سوق للجثث وسمسرة مُربحة على الرفات”.. تحقيق استقصائي سوري يفوز بجائزة عالمية

وطن – حصل تحقيق استقصائي بعنوان”سوريا: سوق للجثث وسمسرة مربحة على الرفات”.  للصحفيين السوريين “علي الابراهيم” و”خليفة الخضر”على جائزةFetisov Journalism Award للصحافة.

وتعتبر هذه الجائرة من أبرز الجوائز الصحافية العالمية مع عدد من التحقيقات الأخرى من كافة دول العالم.

ضغوط وتهديدات

وتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم دولية ضمن أربع فئات وهي: التقارير الاستقصائية المتميزة، والمساهمة البارزة في السلام. والمساهمة في الحقوق المدنية، والتميز في الصحافة البيئية.

وقال المستشار الفخري لجوائز فيتيسوف للصحافة ورئيس شبكة الصحافة الأخلاقية “أيدان وايت”. في معرض حديثه عن التحقيقات الفائزة إن “هذه القصص تشكل معاً مجموعة لا تقدر بثمن من الأدلة على أن الصحافة. على الرغم من كل الضغوط والتهديدات التي تواجه وسائل الإعلام الإخبارية. تواصل إحداث فرق في النضال العالمي من أجل الشفافية والإنسانية والديمقراطية.”

ومن المقرر أن يقام حفل توزيع الجوائز بمدينة زيورخ بسويسرا، في أبريل المقبل ٢٠٢٢.

وحدة الصحافة الاستقصائية السورية– سراج

ويوثّق التحقيق الذي أُنجز بإشراف “وحدة الصحافة الاستقصائية السورية– سراج”. خفايا عمليات بيع جثث سوريين مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 3 آلاف دولار مقابل الجثة الواحدة.  الأمر الذي درّ أموالاً هائلة على أفراد منخرطين في النزاع وحقق لهم ثراءً فاحشاً.

وفي لقاء مع “وطن” أشار الصحفي “علي الإبراهيم” إلى أن فكرة تحقيقه المشترك بدأت من الزميل “خليفة الخضر”. الذي لاحظ بشكل مباشر عملية بيع جثث في سوريا . فطرح الفكرة على “الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية- سراج”.

وبعد البحث المشترك والتقصي. تبين فعلاً أن هناك عمليات منظمة لبيع الجثث تجري في الخفاء. وأن الأمر هو ظاهرة أكثر منه حالات فردية، ومن هنا انطلقت رحلة التحقيق.

الكل متورط في سوريا

ونوّه ابراهيم إلى أنه مع زميله خليفة حاولا توثيق الظاهرة في معظم المناطق السورية. وبخاصة في مناطق سيطرة النظام السوري. الذي التصقت به تهمة الإتجار بالجثث بعد تسريب صور قيصر.

وبرزت تساؤلات عما يفعله النظام بالجثث بعد قتل أصحابها. فإضافة إلى قيامه بحرقها أو دفنها في مقابر جماعية. اتضح أن هناك جثثاً تم المتاجرة فيها وبيعها بالفعل.

وتبين أن هذه الجثث حققت للنظام السوري مكاسب مالية ضخمة.  فاستخدمها كأحد موارده المالية. وخاصة أن بعض الجثث وصل ثمنها إلى 10 مليون دولار.

ولنا أن نتخيل عدد الجثث التي يقوم ببيعها بشكل يومي للسماسرة والمتورطين. والمبالغ الهائلة التي يجنيها من وراء هذه الأعمال المشبوهة.

فصائل المعارضة متورطة أيضا

ولفت محدثنا إلى أن فصائل المعارضة للأسف متورطة أيضاً في الاتجار بالجثث . وكذلك قوات سوريا الديموقراطية إلى جانب النظام وتنظيم الدولة. ولكن الحصة الأكبر التي يمكن اعتبارها كظاهرة هي لدى المتورطين الأخيرين.

وأرجع المصدر هذا الأمر إلى سببين رئيسيين: الأول أن النظام السوري ما يزال يحتفظ بـ 131 ألف معتقل وأعداد هائلة من القتلى في سجونه. نتيجة التعذيب بحسب “الشبكة السورية لحقوق الانسان”. لذلك باتت تجارة الجثث رائجة وملحوظة لديه.

وكذلك الأمر النسبة لتنظيم الدولة الذي اعتقل حوالي 10 آلاف شخص  باتوا بحكم المختفين قسرياً. ودأب عل ممارسة عمليات قتل جماعية بحق المدنيين. وهذا ما جعل من تجارة الجثث رائجة لديه أيضاً.

أعداد ضخمة من الجثث

ولفت معد التحقيق إلى أن هناك صعوبات وعراقيل عدة واجهته مع زميله خليفة أثناء انجاز التحقيق. ومنها محاولات المتورطين إخفاء ما يقومون به لما يحققه هذا الموضوع من مرابح مالية ومكاسب عسكرية وغيرها.

لذلك كان هناك تكتم من قبل الأطراف، وصعوبة تالياً في الوصول إلى المصادر الأساسية لهذا الموضوع. والالتقاء بعائلات وصلت إلى مرحلة شراء جثة ابنها، أو الأطراف المنخرطة أساساً في قضية الاتجار من سماسرة ومفاوضين وأشخاص يجرون عمليات البيع.

وتأتي هذه الصعوبة -بحسب المصدر– من كون الموضوع جديداً وفريداً ولم يتم التطرق له من قبل.

النظام السوري المستفيد الأكبر

ومما هيأ لتفاقم هذه الظاهرة–بحسب ابراهيم- هو رغبة تنظيم الدولة والنظام السوري. بالحصول على المزيد من الأموال والطرق الخفية لتمويل أعمالهما العسكرية. فالنظام يطور دائماً أساليبه وأدواته وكذلك كان تنظيم الدولة يفعل سابقاً وبيع الجثث هو أحد هذه الوسائل والطرق.

وأبان محدثنا أن المستفيد الأكبر هو النظام السوري وتنظيم الدولة. لما لديهما من أعداد هائلة من المعتقلين وانتهاكات كبيرة مارساها بحق الضحايا وتسببت بوفاتهم .

تبادل جثث معتقلين

وكان هناك أيضاً أعداد ضخمة من الجثث التي يحاولان بيعها وتحصيل مكاسب مالية من ورائها. علماً أن عمليات بيع الجثث ليست بجديدة بل تعود إلى العام 2012 .

حيث بدأت عمليات تبادل جثث خاصة بين فصائل المعارضة والنظام. وكان يتم تبادل جثث على معتقلين أو جثث ثانية ولاحقاً تطورت العملية إلى بيع الجثث.

من هو علي الإبراهيم؟

والصحفي “علي الإبراهيم” هو مدير التحرير في الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية –سراج. منذ العام 2016. و مراسل تحقيق في شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية أريج منذ العام 2010. وصحفي فيديو في قناة “سكاي نيوز عربية” منذ العام 201.

كما شغل منصب مخرج أفلام في “شركة فيريت للإنتاج” بين عامي 2017-2018 . وكاتب في ” شبكة الصحفيين الدوليين ” بين عامي 2015-2018 .

ونال الإبراهيم جائزة أفضل صحفي شاب لعام 2018 من مهرجان “بي بي سي عربي. وهو حاصل على ماجستير في الصحافة والإعلام- اختصاص صحافة استقصائية عام 2018 من الأكاديمية العربية في الدانمارك. وبكالوريوس في الصحافة والإعلام عام 2010 من جامعة دمشق.

 

المصدر: (وطن)

اقرأ أيضا:

اللاجئات السوريات في الأردن يبعن مصاغهن ويستعضن عنه بالذهب الروسي

بعد أيام من احتجازهم … السلطات التركية ترحل 150 لاجئاً إلى سوريا

“سروال منى زكي الداخلي وأطفال سوريا”.. مقارنة مادلين مطر لدعم “أصحاب ولا أعز” تثير الغضب

ارتفاع نسب الفتيات اللواتي يجمدن بيوضهن في سوريا لـ 4 أو 5 حالات شهرياً

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.