الرئيسية » الهدهد » فايننشال تايمز: هل يدفع تحكم “بن سلمان” بسوق النفط بايدن “المحبط” للتعامل معه!

فايننشال تايمز: هل يدفع تحكم “بن سلمان” بسوق النفط بايدن “المحبط” للتعامل معه!

قال “أندرو إنجلاند” محرر الشرق الأوسط بصحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، إنه بينما يواجه سائقو السيارات الأمريكيون ارتفاعًا حادًا في أسعار الوقود، تجد المملكة العربية السعودية نفسها مرة أخرى في بؤرة إحباط الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأوضح “أندرو” في تقريره أنه عندما أبدى الرئيس الأمريكي، إنزعاجه من فشل كبار منتجي النفط في العالم في ضخ المزيد من النفط الخام للمساعدة في خفض الأسعار. حدد بلدين هما روسيا الخصم التقليدي لأمريكا والمملكة العربية السعودية الشريك لواشنطن منذ فترة طويلة.

وفي حديثه في اجتماع مجموعة العشرين الشهر الماضي، قال “بايدن” إن فشل الدول المنتجة للنفط في إنتاج المزيد “حتى يتمكن الناس من الحصول على البنزين للوصول إلى العمل والعودة منه. كان أمرا خاطئا”.

لكن حتى الآن لم تغير المملكة العربية السعودية – الزعيم الفعلي لأوبك وأكبر مصدر للنفط في العالم والمنتج الوحيد الذي لديه القدرة على إضافة كميات كبيرة من النفط الخام إلى السوق – موقفها من زيادة الإنتاج.

ويصر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، على أن النفط “ليس هو المشكلة”. مجادلاً أن القضية هي أن “مجمع الطاقة يمر بحالة من الفوضى والجحيم”.

اقرأ أيضاً: “وول ستريت جورنال”: هل قرر محمد بن سلمان توجيه السعودية نحو الصين!

لكن الشكوك تكمن في أن الإحجام عن الرضوخ للضغط الأمريكي لا يتعلق فقط بديناميكيات السوق. حيث تستمر الرياض في التأمل بشأن فتور بايدن تجاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ونقل التقرير عن أحد المحللين أن هناك وجهة نظر واضحة في واشنطن، مفادها أن تعنت السعودية في هذا الأمر يتخطى مجرد النفط. وأن ولي العهد منزعج من أن بايدن لم يتصل به شخصيًا. ولم يُظهر له الاحترام الكافي حيث يريد تقديرًا أكبر قبل أن يصبح ملكًا.

إنه نزاع يؤكد على تعقيدات علاقة إدارة بايدن بأحد أهم اللاعبين في العالم العربي.

بايدن سيتعامل مع الملك سلمان وليس الأمير محمد

وقبل تولي بايدن منصبه كان من المنتقدين للمملكة العربية السعودية بشأن القتل الوحشي لجمال خاشقجي في 2018 وانتهاكات حقوقية أخرى. ووعد إذا أصبح رئيسا أن يقوم بإعادة تقييم علاقة واشنطن بالرياض وتجميد بعض مبيعات الأسلحة.

كما أوضحت الإدارة أنه على عكس سلفه دونالد ترامب، فإن بايدن سيتعامل مع الملك سلمان، وليس الأمير محمد، نجل الملك العجوز والحاكم الفعلي للمملكة.

اقرأ أيضاً: بايدن ملمحاً إلى محمد بن سلمان: يريد التحدث معي مستخدماً هذا الأسلوب!

لكن في الواقع، يعرف المسؤولون الأمريكيون أنه يتعين عليهم التعامل مع الأمير محمد، إما بشكل مباشر أو غير مباشر، بشأن مجموعة من القضايا.

وبعد أسابيع من تنصيب بايدن في يناير، أيدت إدارته وعدها بنشر تقرير استخباراتي أمريكي دامغ خلص إلى أن الأمير محمد وافق على عملية “القبض على خاشقجي أو قتله”.

وفرض البيت الأبيض قيودًا على التأشيرات لـ 76 سعوديًا لم يتم الكشف عن أسمائهم، لكنه لم يتخذ أي إجراءات عقابية ضد ولي العهد.

وفي سبتمبر أصبح “جيك سوليفان” مستشار الأمن القومي لبايدن، أكبر مسؤول إداري يلتقي الأمير محمد في المملكة.

وقبل أسبوع من قمة COP26، استقبل جون كيري مبعوث بايدن للمناخ، الأمير محمد في الرياض. حيث كان من بين الضيوف الذين حضروا إطلاق ولي العهد لـ “مبادرة الشرق الأوسط الخضراء”.

فيما أجرى أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي، اتصالات منتظمة مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

وفي هذا الشهر، وافقت وزارة الخارجية على أول صفقة كبيرة لبيع الأسلحة للرياض تحت قيادة بايدن وهي 280 صاروخ جو – جو.

التحول في موقف الإدارة الأمريكية 

وقالت “كيرستن فونتينروز” مديرة شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي خلال رئاسة ترامب، إن التحول في موقف الإدارة كان واضحًا “بعد نشر ملف خاشقجي مباشرة”.

وقالت: “لقد أدركوا أنهم بحاجة إلى السعودية لتحقيق الكثير من أهدافهم الأخرى”.

اقرأ أيضاً: “إيكونوميست” عن رؤية “بن سلمان”: “خطط فخمة ومشاريع غير منفذة تقليداً لجيرانه الناجحين”!

الآن ومع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بنحو 40 في المائة منذ تنصيب بايدن. يتحكم الأمير محمد في سوق النفط وبات لديه القدرة على مساعدة البيت الأبيض أو إعاقته.

كما يظهر جليا إحباط الرئيس بايدن من هذا الأمر. على الرغم من تقليص الولايات المتحدة بشكل ملحوظ لاعتمادها على خام الخليج خلال العقد الماضي.

لكن أمريكا ليست محصنة ضد قوى السوق العالمية، والسعودية هي اللاعب الرئيسي في هذا الأمر.

وفي هذا السياق نقلت “فايننشال تايمز” عن “هيليما كروفت” من “آر بي سي كابيتال ماركتس”: “لطالما كنا في حاجة إليها ـ تقصد السعودية ـ كانت هذه مغالطة الهيمنة الأمريكية على الطاقة”.

وتابعت كروفت:”من الواضح أن السعوديين عادوا إلى مقعد القيادة في سوق النفط. ومع تحرك الجميع لمكافحة تغير المناخ، من الذي سيستثمر حقًا في قطاع التنقيب والإنتاج؟. ستكون المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت “.

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.