الرئيسية » الهدهد » تطورات جديدة في قضية الفتنة بالأردن وباسم عوض الله يواجه القاضي

تطورات جديدة في قضية الفتنة بالأردن وباسم عوض الله يواجه القاضي

وطن- أفادت وسائل إعلام أردنية بأن غدا، الاثنين، ستبدأ محكمة أمن الدولة في الأردن، أولى جلسات محاكمة كل من المسؤول بالديوان الملكي الأردني سابقا باسم عوض الله، والشريف عبد الرحمن حسن بن زيد حسين وآخرين، في القضية المعروفة إعلاميا باسم قضية الفتنة

واتهم الادعاء بنيابة أمن الدولة، المذكورين بـ”التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة بالاشتراك، خلافا لأحكام المادة 1/149 من قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته وبدلالة المادة 76 من القانون ذاته”.

قضية الفتنة

وبالإضافة إلى ما سبق، أسند إلى “عوض الله”، والشريف “حسن” جناية “القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وإحداث الفتنة بالاشتراك خلافا لأحكام المادتين 2 و7 على ط من قانون منع الإرهاب رقم 55 لسنة 2006 وتعديلاته وبدلالة المادة 7 و من القانون ذاته.

وكذلك حيازة مادة مخدرة بقصد تعاطيها وتعاطي المواد المخدرة خلافا لأحكام المادة 9/أ من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 23 لسنة 2016، والمسندة للمشتكى عليه الثاني”.

وقبل أيام، قال محامي “عوض الله” إنه قد يطلب الأمير “حمزة بن الحسين” الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني للشهادة بالقضية.

يذكر أن الأمير “حمزة” كان متهما في نفس القضية، إلا أن قرارا لم يصدر باعتقاله أو إحالته إلى المحاكمة، بعدما قال الملك “عبدالله” إنه سيحل الأمر في نطاق العائلة الحاكمة.

وكانت وسائل إعلام محلية أردنية قد نشرت، قبل يومين، إفادة خطيّة منسوبة لـ”عوض الله” حول عقده اجتماعات دورية منذ رمضان 2020، مع الأمير “حمزة”.

تتعلق بتقديمه “طروحات تحريضية” كنصائح للأمير ضد أخيه غير الشقيق العاهل الأردني الملك “عبدالله”.

وفي 3 أبريل الماضي، اعتقلت الأجهزة الأمنية “عوض الله“، وآخرين، ضمن التحقيقات.

مؤامرة الإطاحة بالملك عبدالله

فيما تحدثت تقارير إعلامية أجنبية عن مؤامرة للإطاحة بعاهل الأردن متورط فيها ولي العهد السابق الأمير “حمزة”.

و”عوض الله” مواطن أردني ومستشار كبير سابق للملك، وشغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني في الفترة من نوفمبر 2007 حتى أكتوبر 2008.

وعمّا ورد في لائحة الاتهام من تهم لـ باسم عوض الله، قال محمد عفيف، محامي الدفاع عن رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله، إن “ما يرد في أي لائحة اتهام لا يعني أنه صحيح 100% أو غير صحيح، الأمر يعود لتقدير المحكمة التي ستفصل بها، وهي صاحبة الكلمة الأخيرة بعد وزن البينّات، وبعد أن تقرأ وتطلّع جيدًا على اللائحة التي تعتبر الركيزة الأساسية في عمل المحكمة، فالمحكمة مقيّدة بعينية وشخصية القضية، أي بلائحة الاتهام، وبما ورد بها من وقائع وشهود وأشخاص”.

وتضمنت لائحة الاتهام جملة من الوقائع والبيّنات، وتوجيه تهم جناية “مناهضة الحكم السياسي القائم في المملكة سندا للمادة 149 من قانون العقوبات الأردني ضمن باب مسمى الإرهاب وهو قانون عام، وجناية “القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة”، ضمن المادة 2 من قانون منع الإرهاب الأردني، وهو قانون خاص، وفقًا للمحامي.

كما استندت لائحة الاتهام إلى جملة من الوقائع والاثباتات وإفادات المتهمين وعدد من الشهود، ليس من بينهم الأمير حمزة بن الحسين، ورجّح عفيف أن يكون الأمير حمزة ضمن طلبات الدفاع ليكون “شاهد دفاع في القضية”، إذ لا يوجد ما يمنع من الناحية القانونية، بحسب قوله.

وأضاف عفيف في تصريحات لوسائل إعلام: “من الممكن أن يكون الأمير حمزة شاهد دفاع في القضية، لأن موكّلي باسم، والشريف بن زيد، مصرّان أن يكون شاهد دفاع، ومبررهما أن الأمير حمزة ورد اسمه في كل صفحة من لائحة الاتهام وقرار الظن، وعلى أنه رئيسي في القضية… وأنا سأطلب ذلك لأن موكّلي يريد ذلك”.

المحامي: لا يوجد ما يمنع من مثول الأمير أمام المحكمة

ورأى المحامي عفيف، الذي ترأس هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية لسنوات، أنه لا يوجد ما يمنع مثول الأمير حمزة، كعضو في العائلة الملكية أو أي من الأمراء، كشهود دفاع في أي قضية، وأضاف: “حسب اطلاعي للآن لا يوجد ما يمنع من ناحية قانونية وما زلت أبحث، وأعتقد أن وجوده منتج في القضية”.

وعن الاتصالات والتسجيلات ومضامينها التي نشرتها تقارير صحفية سابقًا قبل صدور لائحة الاتهام ونسبتها إلى المتهمين في القضية، قال عفيف: “ما أستطيع قوله نسبة إلى ما اطلّعت عليه في الملف الكامل، أن المدعي العام للمحكمة في فترة معينة لاحظ أن هناك بعض الأعمال والأفعال ترتكب من بعض الأشخاص الآخرين في القضية، ووفقا للصلاحيات الممنوحة له، وضع هواتفهم الخلوية تحت المراقبة لمدة شهر، وأثناء مجريات القضية تم تفريغ محتويات الهواتف من خبير مختص، ثم الاستعانة بخبير آخر لترجمة هذه المعلومات من الإنجليزية إلى العربية، وهي موجودة الآن في ملف القضية الذي حصلت عليه بعد صدور اللائحة”.

وعن القيمة القانونية لتلك التسجيلات المنسوبة، قال عفيف إن “هناك حاجة إلى دراسة أكثر لمعرفة إن كانت تشكّل جرائم أم لا وفيما إذا كانت العبارات الواردة فيها تشكل الأركان والعناصر الكاملة للتهم”.

إفادة خطية

وكانت وسائل إعلام محلية أردنية قد نشرت، “إفادة خطيّة” منسوبة لعوض الله تعود إلى الرابع من أبريل/نيسان خلال مرحلة التحقيق، حول عقده اجتماعات دورية منذ رمضان 2020، مع الأمير حمزة وبترتيب من الشريف حسن بن زيد، تتعلق بتقديمه “طروحات تحريضية” كنصائح للأمير ضد أخيه غير الشقيق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بحسب ما أوردته الإفادة المنسوبة لعوض الله، والتي حصلت CNN بالعربية على نسخة منها لكن لم تتمكن من تأكيد مصداقيتها.

وأوضح عفيف أنه من السابق لأوانه إثبات مشروعيتها، مشيرًا إلى أن هذا التقييم سيتم خلال المحاكمة.

وقال: “رغم أنني لم أطلّع على هذا الاعتراف، لكن أي مستند سواء منسوب لباسم أو غير باسم، هذا المستند أثناء المحاكمة يقيّم، ولا بد من التأكد أولا من مشروعية الدليل وحصوله بطريقة منسجمة مع أصول القانون، فإذا تبيّنت عدم مشروعيته يتم استبعاده من البينات، وإذا ثبتت مشروعيته يوضع في ميزان العدالة. من السابق لأوانه الحديث عنه، ولا أحد حتى اللحظة يمكنه القول إن هذا المستند يشكل اعترافًا تتوفر فيه عناصر وأركان التهم المسندة كاملة في اللائحة، أم لا”.

وعن ربط “قضية الفتنة” بتدخل بعض الدول الخارجية، وفقا لتقارير صحفية سابقة أيضا، قال عفيف: “وردت في أمور عادية جدا في الملف”.

علنية المحاكمة

وعن علنية المحاكمة، أوضح عفيف أن الأصل فيها “العلنية” بموجب الدستور والقوانين الأردنية والاتفاقيات الدولية المصادق عليها، خاصة العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية، وأن القرار بخلاف ذلك هو من صلاحيات المحكمة، لأسباب تحددها.

وقال: “لا تكون المحاكمة سريّة إلا إذا وجدت المبررّات، كالخشية من التأثير على مصلحة بعض الاشخاص كما يحدث في القضايا العائلية، أو أن تؤثر على النظام العام في أحد مرتكزاته السياسية والاقتصادية والعقائدية والاجتماعية، وهذا عائد لتقدير المحكمة”، مضيفًا أن القرار هنا لابد أن ينسحب على كل الجلسات.

ورجح عفيف أن تبدأ المحكمة الاثنين أو الثلاثاء من الأسبوع المقبل بالاستماع إلى شهود النيابة ممن وردت أسماؤهم في لائحة الاتهام ومناقشتهم من الدفاع وتقديم البيّنات.

ولفت إلى أن قرارات محكمة أمن الدولة، هي قرارات أولية خاضعة للتمييز أمام محكمة التمييز، وهي أعلى محكمة نظامية في المملكة، بمعنى أن قرارات محكمة أمن الدولة “مراقبة”.

وعن المحامي الأمريكي الذي طلبته عائلة عوض الله ضمن هيئة الدفاع، أكد عفيف صحة المعلومات، وقال إن دوره استشاري مساعد في القضية بموجب القانون ولا يحق له الحضور أو الترافع، مشيرا إلى أن المشاورات معه تتركز على ضمانات المحاكمة العادلة بالتنسيق مع عوض الله.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.