الرئيسية » حياتنا » لوحة إعلانية في وسط تونس تثير غضب النساء وهذا ما جاء فيها واعتبرنه إهانة!

لوحة إعلانية في وسط تونس تثير غضب النساء وهذا ما جاء فيها واعتبرنه إهانة!

تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للوحة إعلانية ضخمة لشركة متخصصة ببيع مواد التجميل في تونس، أثارت غضباً واسعاً في البلاد بعدما حملت عبارة رأس مالي جمالي.

“رأس مالي جمالي”

وتظهر صورة فتاة جميلة على اللوحة، مرفقة بعبارة مكتوبة جاء في نصها “رأس مالي جمالي”، وهو ما اعتبره التونسيون انتقاص من مكانة المرأة وإهانة لها، وحصر لكل  شيء يتعلق بها في الجمال فقط.

وأعادت النائبة السابقة في البرلمان صابرين القوبنطيني نشر الصورة، وأرفقتها بتعليق قالت فيه: “هذا شعار لحملة إعلانية في 2021 في بلاد اسمها تونس، أولا لا يستخدم عقل المرأة أو الرجل في التسويق”.

وتابعت: “وهذه الشركة جعلت الأمر يقتصر على المرأة في شكلها فقط، نحن لسنا مجرد شكل لتتفرجوا عليه، لسنا مزهريات أو طاولة، نحن بشر مثلكم قائمات بذاتنا”.

تونسيون غاضبون

ووافقتها الرأي الناشطة ألفة السماعلي وكتبت عبر حسابها على “فيسبوك”: “جمالي رأس مالي! حقاً!في عام 2021! من صاحب هذه الفكرة التعيسة؟”.

واستنكر الناشط التونسي أسامة السلطاني نشر شعارات تحط من مكانة المرأة، وكتب في تعليقه: ” في عالم هيمنت عليه الأنستغرام والتيك توك و ساهم في تلخيص المرأة في مظهرها ،يزيدو يكملو التجار هذم و يزيدو في هذه الدمغجة”.

وتابع: “راس مال المرأة جمالها ؟ لا دراستها ولا خدمتها لا مخها لا مهاراتها لا حتى شيئ ، الأنثى صحيح من أحلى ما خلق ربي  لكن هذه الخلقة ليست سلعة وراس مال، هذا تقزيم المرأة ! اللهم اني صائم”.

دعوات لمقاطعة الشركة

وكتب الناشط حسن شلغومي: ” اللهفة على كل ما هو اصطناعي و على كل منتوج يحسن شوية و ينفخ شوية و يستوي شوية ، يخلي القدر يطيح”.

اقرأ أيضاً: الوضع الوبائي في تونس يسير نحو منعرج خطير.. كارثة على الأبواب والتطعيم بات مسألة حياة أو موت

وأضاف: “المرأة رأس مالها جمالها و كل الحقوق و النضالات طاحوا في الماء ، تشييئ المرأة يصبح واقع مرير في كل مرة .. و موجة الانستغرام قاعدة تعزز في الحكاية لدرجة كارثية”.

وعبر “تويتر”، طالبت ناشطة بمقاطعة شركة التجميل المذكورة، وكتبت: “لهذا الشعار فقط أنتم تستحقون المقاطعة، نهاية يوم سعيد أصدقائي”.

https://twitter.com/nrjght/status/1388865633249546241

ووافقتها ناشطة تدعى رحمة ونوهت لتأثير هذا الإعلان على المراهقات، وكتبت: “لا يوجد قيم ولا احترام لعقول النساء، عدا الرسائل السلبية التي ستعطونها للفتيات صغيرات السن، قاطعوهم”.

https://twitter.com/Mercy_world2017/status/1388996314671767561

جوجل يحتفل بتوحيدة بن الشيخ

المفارقة، أن هذا الإعلان الذي حجّم المرأة التونسية، جاء بعد شهر على احتفال محرك البحث جوجل، بالطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ، أول طبيبة مسلمة في العالم العربي، والتي ولدت في الثاني من يناير عام 1909 شمالي تونس.

وقام محرك جوجل حينها بتغيير شعاره إلى صورة توحيدة بن الشيخ، وذلك احتفالاً بيوم 27 مارس الذي شهد العام الماضي. طرح البنك المركزي التونسي عملة ورقية جديدة من فئة 10 دنانير، تحمل صورة الطبيبة التي تعتبر أول طبيبة. في تونس وشمال إفريقيا التونسية.

ولدت توحيدة بن الشيخ في 2 يناير 1909 شمال تونس، وحصلت على الشهادة الابتدائية في عام 1922، ثم واصلت. دراستها الثانوية في معهد أرمان فاليار بتونس العاصمة ونالت الثانوية العامة في عام 1928.

والدتها من عائلة عريقة

وأشارت توحيدة بن الشيخ إلى أنها نشأت مع أخويها في كنف أمها حلومة بن عمار المنحدرة من عائلة عريقة. وهي شقيقة رئيس الحكومة التونسية في الخمسينيات من القرن الماضي الطاهر بن عمار.

وقد حرصت هذه الأم على تعليم ابنتها مثلها مثل شقيقيها في وقت كانت الأمية منتشرة في أغلب فئات المجتمع التونسي. وخاصة لدى العنصر النسائي، بسبب رفض الأسر التونسية إرسال بناتهم إلى  المدارس أو دفعهن إلى الانقطاع عن التعليم بعد المرحلة الابتدائية.

حصلت توحيدة بن الشيخ على الدكتوراه في الطب في عام 1936 من فرنسا، ثم تولت بعد الاستقلال عدة مناصب من بينها. إدارة قسم التوليد وطب الرضع في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة التونسية تونس من 1955 إلى 1964.

مناصب توحيدة بن الشيخ بعد الاستقلال

وفي عام 1963، أنشأت بن الشيخ قسما خاصا بالتنظيم العائلي في مستشفى شارل نيكول.

وتولت توحيدة منصب رئيسة قسم التوليد بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس، قبل أن يتم تعيينها عام 1970. في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي.

كما أنشأت توحيدة مجلة ليلى أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية صدرت من 1936 إلى 1941، لتساهم. في الحياة الثقافية أيضاً في البلاد.

وفي عام 1950، أسست بن الشيخ جمعية القماطة التونسية للعناية بالرضع، كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني.

وأصبحت بن الشيخ عضوا في عمادة الأطباء التونسيين في عام 1958، ونجحت من خلال عملها لمدة 4 عقود. طبيبة ثم مسؤولة في المستشفيات في تحسين الوضع الصحي للمرأة التونسية في جميع الأوساط خاصة الفقيرة.

وتوفيت الطبيبة التونسية توحيدة في تونس العاصمة في 6 ديسمبر 2010، بعد أن فتحت أمام المرأة العربية طريقاً في مجال الطب والعلم وتنظيم الأسرة.

[web_stories title=”true” excerpt=”false” author=”false” date=”false” archive_link=”true” archive_link_label=”” circle_size=”150″ sharp_corners=”false” image_alignment=”left” number_of_columns=”1″ number_of_stories=”10″ order=”DESC” orderby=”post_date” view=”carousel” /]

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.