اعتبر المفكر العربي المعروف الدكتور عزمي بشارة، إعلان الإمارات اليوم، الخميس، تطبيع العلاقات رسميا مع إسرائيل برعاية أمريكية مجرد إشهار لأقل مما هو قائم بينهم في السر أصلا من علاقات حميمية غير مسبوقة.
وكتب “بشارة” في تغريدة له على حسابه الرسمي بتويتر ما نصه:”عموما يبرم اتفاق رسمي يتلوه تطبيع للعلاقات اما التحالف فهو اعلى المراحل، وليس بالضرورةً ان يحصل.”
عموما يبرم اتفاق رسمي يتلوه تطبيع للعلاقات اما التحالف فهو اعلى المراحل، وليس بالضرورةً ان يحصل. في هذه الحالة الاخيرةً حصل العكس تماما: أنجز التحالف السياسي الأمني، وتبعه التطبيع العلني، واخيرا الاتفاق الرسمي. ولذلك يبدو الأمر متوقعا، بل هو اشهار لأقل مما هو قائم اصلا .
— عزمي بشارة (@AzmiBishara) August 13, 2020
وتابع موضحا وفق ما رصدته (وطن):”في هذه الحالة الاخيرةً حصل العكس تماما: أنجز التحالف السياسي الأمني، وتبعه التطبيع العلني، واخيرا الاتفاق الرسمي. ولذلك يبدو الأمر متوقعا، بل هو اشهار لأقل مما هو قائم اصلا .”
ونقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعالم، اليوم الخميس، نبأ تطبيع العلاقات بشكل كامل بين الإمارات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء الكشف الأمريكي عن التطبيع العلني والرسمي للعلاقات بين البلدين ليضع حداً لتكهنات سابقة تحدثت عن وجود علاقات تربط أبوظبي وتل أبيب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحافيين الذين يرافقونه في رحلة إلى دول وسط أوروبا إن اتفاق تطبيع العلاقات هو خطوة “كبيرة” للأمام على الطريق الصحيح.
وبالتزامن، قال نتنياهو في تغريدة “هذا يوم تاريخي”. وكان قبل ذلك قد خرج فجأة من اجتماع مجلس وزاري خاص بمكافحة فيروس كورونا، وقال للوزراء “ستعلمون السبب لاحقا وهو متعلق بما هو قومي”. ووجهت جهات في اليمين الصهيوني الاستيطاني انتقادات لـ”الصفقة” لكن مصادر في ديوان رئاسة الوزراء سارعت للقول إن التطبيع الرسمي مع الإمارات ليس بديلا عن “مخطط إحالة السيادة”.
وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية أنباء التوصل للاتفاق قائلة إن الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية.
وقال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على تويتر، اليوم الخميس، إنه تم التوصل لاتفاق “سيوقف مزيدا من الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.
وبذلك تكون الإمارات الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
ويأتي الإعلان عن اتفاق السلام بين تل أبيب وأبو ظبي بعد تصريح نتنياهو ومسؤولين آخرين في أكثر من مناسبة بوجود تقارب مع الإمارات، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.
كما زادت وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين إسرائيل والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات.
بدوره، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إلى “اجتماع عاجل” لمستشاريه لمناقشة اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية قبل إصدار بيان حوله.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن عباس دعا الى “اجتماع عاجل يعقبه بيان حول الإعلان الثلاثي الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي الذي أعلن مساء اليوم الخميس”.
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن التطبيع “طعنة غادرة لتضحيات الشعب الفلسطيني”.
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، “الاتفاقية تمثل تجاهلا لمعاناة شعبنا الفلسطيني وتطورا خطيرا في وتيرة التطبيع”.
وشدد على أن “الاتفاقية لن تمنح أي شرعية للاحتلال الصهيوني على أرضنا الفلسطينية”، لافتا إلى أن “استمرار التطبيع بهذه الوتيرة يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، على لسان الناطق باسمها داود شهاب، إن “التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هو استسلام وخنوع، ولن يغير من حقائق الصراع شيئا بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهابا”.
وأضاف “نشجب وندين بشدة هذا الاتفاق الذي أعلن عنه بين الإمارات وإسرائيل، ونعتبره شرعنة للاحتلال وإنقاذ لحكومته من مأزقها وأزماتها”. ولفت إلى أن “هذا الاتفاق خروج عن الإجماع القومي وثوابت الأمة”.
وقالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية (عضو في منظمة التحرير) إن الاتفاق هو “تطبيق لصفقة القرن (الأمريكية) التصفوية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.
أما جبهة النضال الشعبي الفلسطيني (عضو في منظمة التحرير)، فاعتبرت أن إعلان الاتفاق التطبيعي بمثابة طعنه للقضية الفلسطينية وللحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
وأضافت إن الاتفاق “خروج فاضح عن الإجماع العربي، وضرب بعرض الحائط لمبادرة السلام العربية التي تم إقرارها بقمة بيروت في العام 2000”.