بالأفعال والشكل.. دحلان الفلسطيني ودميرتاش التركي وجهان لعمالة واحدة

“خاص- وطن” – مجد الدين العربي- زار المعارض التركي الجنسية الكردي الأصل “صلاح الدين دميرتاش” موسكو مؤخرا، ليلتقط الصور ويتبادل المصافحات والابتسامات مع مسؤولين روس، في مقدمتهم وزير الخارجية سيرجي لافروف، وكأن شيئاً لم يكن، أو كأن جمر الحرب التي كادت تشتعل بين روسيا وتركيا قد انطفأ.

 

فهم كثير من الأتراك الرسالة، وفهموا أن وظيفة “دميرتاش” الحقيقية ليست معارضة حزب العدالة والتنمية ورموزه تحت قبة البرلمان وبالطرق السياسية المعهودة، بل مهمته الأساسية هي العمالة والطعن في ظهر تركيا علناً، حتى ولو استخدم في سبيل ذلك سكين روسيا، التي ربما يتجاوز عدد الحروب والحملات العسكرية بينها وبين تركيا أي حروب بين بلدين جارين على مستوى العالم.

 

“دميرتاش” التركي الجنسية الكردي الأصل، كان قبل زيارته لروسيا مكشوفاً لجهة ارتباطه الوثيق بمليشيا حزب العمال الكردستاني، وتبنيه أجندتها الانفصالية، رغم خوفه من المجاهرة بقبول طريقة المليشيا العنفية القاتلة، التي أودت بحياة نحو 50 ألف شخص في تركيا، لأن التصريح بقبول العنف سيكون بمثابة الرصاصة التي تقضي على طموحات “دميرتاش” السياسية، وتمنعه من دخول البرلمان، إذ ليس هناك نظام حكم يحترم نفسه في العالم يقبل بوجود شخصية أو حزب يتبنى العنف والعمل المسلح طريقاً.

لا يوفر “دميرتاش” فرصة للهجوم على “رجب طيب أردوغان” وعلى حزب العدالة والتنمية، مع إن الحزب وأردوغان شخصيا تحملوا ضريبة قرار جريء بإشراك الأكراد في الحياة السياسية، بعدما كانوا منبوذين من مختلف حكومات العسكر والانقلاب في تركيا، وقد كلف هذا القرار حزب العدالة والتنمية خسارة أصوات وتعاطف فئة ليست قليلة من الشعب التركي، ذات ميول قومية متجذرة، ومع ذلك بقي أردوغان وخليفته في زعامة الحزب “أحمد داود أوغلو” مصرين على انخراط الأكراد في الميدان السياسي، ولم تفلح شخصية استفزازية وعدوانية مثل “دميرتاش” في ثنيهما عن هذا التوجه.

 

نجح “دميرتاش” في اللعب على وتر القومية الكردية، وعزف طويلا لحن المظلومية التي لحقت بالأكراد في تركيا، وجيّش ما يستطيع من الأكراد، ومع ذلك فإنه بالكاد استطاع تخطي الحد الأدنى الذي يتيح لأي حزب دخول البرلمان (نسبة 10 بالمئة) في جولة الانتخابات البرلمانية المعادة في نوفمبر الماضي.

 

ولولا نسبة 0.8% الضئيلة جدا قياساً بعدد أصوات الناخبين، لكن حزب “دميرتاش” خارج البرلمان التركي، بل حتى خارج الحياة السياسية تقريبا.

 

“دميرتاش” بعد أن زار موسكو، وتصافح مع أعداء تركيا، الذين هددوها علناً وفرضوا عليها إجراءات عقابية ومنعوا السياح الروس من زيارتها، وحظروا دخول منتجاتها الزراعية، واتهموها بدعم الإرهاب وبشراء النفط من تنظيم الدولة، على خلفية إسقاط تركيا قاذفة روسية من نوع سوخوي 24، قالت أنقرة إنها اخترقت مجالها الجوي.. “دميرتاش” بعد هذا كله، لا يمكن أن يكون سوى نسخة عن “محمد دحلان” الذي ينام في أحضان أعداء القضية الفلسطينية وفلسطين، ينام في حضن من اغتيل “محمود المبحوح” على أرضهم، وبقيت هوية قاتله محفوظة في الأدراج مثل ملف التحقيق، ينام في حضن من يطبع مع إسرائيل، ويستقبل منها الساسة والسفراء، ينام في حضن من يدعم السيسي صاحب السجل القذر في التضييق على غزة.

 

وقبل نومه في أحضان عيال زايد، نام دحلان طويلا في أحضان الإسرائيليين، ونسق معهم كثيرا، وصوره واجتماعاته العلنية والسرية معهم ما تزال موجودة في الأرشيف لكل من يرغب في الاطلاع عليها.

 

ولكن “دميرتاش” و”دحلان” لا يتشابهان فقط في تصرفات الخيانة، والاستعانة حتى بالشياطين في سبيل الحفاظ على مناصبهم وامتيازاتهم، بل إن الرجلان يتشابهان حتى في السحنة العامة، ويمكن التأكد من هذا الشبه بالتدقيق في صورتي دحلان الفلسطيني ودميرتاش التركي أو دميرتاش الفلسطيني ودحلان التركي، حيث لا فرق أبدا، فكلاهما وجهان لعمالة واحدة، وليس لعملة واحدة فحسب.

تعليق واحد

  1. نسخه بالكربون ومالم يستطع تحقيقه عبر صناديق الاقتراع يحاول تحقيقه عبر العماله ولكن .لا اعتقد بأن الحزب الذي يمثله اذا كان يملك ذرة من شرف سيغفر لهذا المافون هذا التصرف الاخرق فجميع حزبه تربي على ارض تركيا وحمل جنسيتها وعاش من خيرها ولا ينكر المعروف الا خائن . اما عن دحلان فكعادة العملاء والخونه والقتله سيكون مصيره كمصير ورقة التواليت بعد الانتهاء منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى