كاتب إسرائيلي: “سذاجة كيري في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير لا حدود لها”
كتب المحلل الإسرائيلي، رؤوبين باركو في صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي وُقع بين الولايات المتحدة وروسيا، لم يكن يساوي الورق الذي وقع عليه. فقد استمرت روسيا والنظام في قصف مواقع المعارضة رغم الاتفاق، بما في ذلك التجمعات السكانية، بذريعة أن الثوار يستعدون للهجوم وأن الأمريكيين فشلوا في التمييز بين جهات معتدلة في المعارضة وبين المنظمات الجهادية. إضافة إلى ذلك، استغل الأسد الاتفاق من أجل تحسين مواقع قواته، وقد أضروا بقافلات المساعدات الإنسانية ومنعوا وصولها إلى المناطق المحاصرة، خلافا للاتفاق.
وادعت روسيا أن الولايات المتحدة تساعد داعش. وموسكو تجد صعوبة في إخفاء استخفافها بأمريكا التي هي موجودة وغائبة في المنطقة، كما رأى. وبعد أن تبين أن الأسد يستمر في استخدام الغاز ضد مواطنيه، كان يجب على وزير الخارجية الأمريكي أن يفهم أن عقليته وقيمه تناسب هوليوود وليس الشرق الأوسط.
بطريقة ساخرة، يقول الكاتب الإسرائيلي، يمكن القول إن من حسن حظ الأمريكيين أنهم “أخطأوا” وقاموا بقصف جيش النظام. وإلاَ، فإن سذاجة كيري في الاتفاق الأخير كانت ستبدو لا حدود لها. ولحسن الحظ، في أعقاب الاختراقات الروسية والسورية، جاء قصف التحالف “الصدفي والمحزن” على الموقع السوري في دير الزور الذي قتل فيه عشرات الجنود.
فهذا “الخطأ” قام بإيصال رسالة تفوق آلاف التنديدات الضعيفة التي أسمعها جون كيري على طول فترة التصعيد. ويبدو أن الولايات المتحدة قد مرت بعملية زرع عمود فقري. حقيقة: نتيجة “الخطأ” طلبت روسيا نقاشا في مجلس الأمن وبدأت “ترى” الأمريكيين.
ووفقا لتقديره، فإن الأمريكيين ينشغلون الآن بالانتخابات. لذلك هم لاعب احتياط في الشرق الأوسط المشتعل. توجهات إيران وسوريا وروسيا واضحة للولايات المتحدة أيضا، لكن البديل العربي الإسلامي السني ضعيف ومنقسم ولا يُعتبر خيارا إستراتيجيا.
وخلافا للأمريكيين الضائعين في محاولاتهم لبلورة خطة تستند إلى هدف سياسي، فإن اللاعبين الخصوم يحسنون نظرية التجربة والخطأ ويحسنون مواقفهم في نافذة الزمن الحالية، انطلاقا من الفهم أنه في يناير القادم ستكون هناك إدارة أمريكية جديدة على المقود.
في الوقت الحالي، يتقاسم الإيرانيون والروس “شهر العسل” للمصالح المؤقتة وكعكة التأثير في منطقتنا، حيث تتفكك دول “سايكس بيكو” إلى أجزاء.








