الرئيسية » الهدهد » كواليس ليلة سقوط حفتر بعملية خاطفة واغتنام مدرعات ودبابات إماراتية بالجملة وترسانة أسلحة مصرية

كواليس ليلة سقوط حفتر بعملية خاطفة واغتنام مدرعات ودبابات إماراتية بالجملة وترسانة أسلحة مصرية

باغتت قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا صباح أمس، الإثنين، قوات الجنرال الليبي المدعوم إماراتيا خليفة حفتر بهجوم كاسح على مناطق سيطرته بالساحل الغربي لليبيا، والسيطرة على 8 مدن في هزيمة نكراء لجنرال عيال زايد.

ليلة سقوط حفتر

وفي التفاصيل شهدت مدن غرب طرابلس عملية عسكرية واسعة وخاطفة لم تتجاوز السبع ساعات استطاعت خلالها قوات الجيش الليبي التابعة لحكومة الوفاق الوطني المتمثلة في قوات المنطقة الغربية بقيادة اللواء أسامة جويلي من أفراد المشاة والمدعومين بغطاء جوي من الطيران الحربي والمسير السيطرة على مدن ساحلية كانت من أكبر معاقل قوات حفتر في المنطقة الغربية.

المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني العقيد محمد قنونو، قال من جانيه إن القوات بسطت سيطرتها على مدن صرمان وصبراتة والعجيلات ومليتة وزلطن ورقدالين والجميل والعسة على مساحة قدرها 3 آلاف كيلومتر مربع.

غنائم إماراتية بالجملة

وأضاف قنونو أن قوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق غنمت 6 مدرعات إماراتية و10 دبابات وعشرات الآليات المسلحة وترسانة أسلحة وذخائر مصرية وإماراتية.

وبحسب غرفة عمليات المنطقة الغربية فقد شاركت في هذه العملية 7 طائرات مسيرة قامت بقصف كل الأهداف الحيوية التابعة لحفتر في مدينتي صرمان وصبراتة.

بعدها تقدمت القوات البرية التي اجتاحت في ساعات الصباح الأولى مدينة صرمان من المحورين الغربي والجنوبي، واندلعت مواجهات لقرابة الساعتين سيطرت خلالها قوات الوفاق على مقر المباحث الجنائية –معقل قوات حفتر- ما أجبر قوات حفتر على الانسحاب من المدينة نهائياً باتجاه مدينة صبراتة.

واصلت قوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق الوطني تقدمها نحو مدينة صبراتة، حيث شهدت مقاومة، قبل أن تجبر قوات حفتر على الانسحاب وتسيطر على أكبر معقل لها بالمدينة – كتيبة الوادي – وبذلك أعلنت قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق سيطرتها على مدينتي صبراتة وصرمان.

وفي مشهد أشبه بالانهيار، تقدمت قوات الجيش باتجاه مدن العجيلات والعسة ورقدالين وزلطن ومليته دون مقاومة تذكر، حسب الغرفة.

كلمة السر تركيا

وبشكل غير مسبوق، هيّمن سلاح الجو التابع للحكومة الليبية، على سماء المعركة في المنطقة الغربية للبلاد، منذ إطلاق قوات الوفاق عملية عاصفة السلام في 25 مارس 2020، بعد أن كانت الغلبة وبشكل واضح لطيران اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه الدوليين، طيلة أشهر.

هذا التحول الميداني لقوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق الوطني جاء في أعقاب اتفاقية الدفاع المشترك التي عقدتها طرابلس مع الحكومة التركية أعقبها هدنة طالبت بها دول الاتحاد الأوروبي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا آن ذاك غسان سلامة.

أقرأ أيضاً: “كثر الله خيركم”.. مؤسسة خيرية إماراتية ترسل مدرعة عسكرية وأسلحة لمليشياتها في سقطرى

واستطاعت حكومة الوفاق خلال الهدنة ترتيب صفوفها وكسب الوقت لتزويد قواتها بأسلحة نوعية ومنظومات دفاع جوي وتدريب المقاتلين بعد أن كان حفتر قد سيطر على المجال الجوي وأصبح يقصف مناطق سيطرة حكومة الوفاق غرب ليبيا بالطيران تمهيداً لدخول قواته البرية، وهو ما أجبر قوات حكومة الوفاق الوطني على أخذ وضع الدفاع في ذاك الوقت.

وما أن استكملت حكومة الوفاق تجهيزاتها اللوجستية والتدريبية حتى أعلنت جاهزيتها للانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

بدأت المرحلة الجديدة بسيطرة قوات الوفاق على المجال الجوي من رأس جدير على الحدود التونسية غرباً، حتى خطوط التماس مع قوات حفتر غرب مدينة سرت شرقاً، باستثناء بعض المناطق جنوب مدينة طرابلس والتي يسيطر عليها مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية التابعة لحفتر والتي تمتلك منظومات تشويش متطورة.

وكان أول التحولات العسكرية للمعركة هو قصف مكثف بالطيران المسير التابع للجيش الليبي بحكومة الوفاق خطوط إمداد قوات حفتر في ترهونة وبني وليد وقاعدة الوطية واستهداف بعض المواقع الأخرى تمهيداً لتقدم القوات البرية.

لماذا هذا الهجوم الآن؟

وبحسب تصريحات لموقع “عربي بوست” كشف آمر اللواء الأول مشاة بحكومة الوفاق الوطني، مقدم مصطفى المجدوب، أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر كان قد حصل على خطة وضعت من دولتي الإمارات وفرنسا وصادقت عليها المخابرات المصرية لوجود قوات لها على الأرض مع قوات حفتر.

وتمثلت الخطة في هجوم قوات حفتر المتواجدة بقاعدة الوطية على مدينة زوارة للسيطرة على منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس.

وفي ذات الوقت، تهجم قوات حفتر المتمركزة بمدينة صبراتة على محطة شركة “مليته” للغاز، شريك شركة إيني الايطالية، بهدف ممارسة الضغط من قبل حفتر على إيطاليا لشعوره في الآونة الأخيرة تجاوب روما مع حكومة الوفاق.

وأضاف أن هناك قوات تابعة لحفتر كانت تتمركز جنوب مدينة العجيلات وظيفتها الهجوم على مدينة الزاوية لقطع الطريق على مدينة زوارة ورأس جدير.

واعتبر المجدوب أن تحرير منطقة الساحل بالكامل سيكون له صدى قوي جداً على المستوى الدولي والمحلي.

وأضاف أن أهمية تحرير منطقة الساحل تأتي من التخلص من عبء ثقيل و “خنجر كان مغروزاً في خاصرة قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق بالمنطقة الغربية”.

العملية كانت مؤجلة منذ 5 سنوات

لم تكتفِ قوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق الوطني بتحرير مدن ومناطق الساحل الغربي فقط، فقد ذكر مصدر عسكري تابع لغرفة عمليات المنطقة الغربية لـ “عربي بوست” أن قوات الجيش لاحقت الفلول الهاربة، وأن الطيران المسير التابع للجيش قصف الفلول المنسحبة والتي أخذت من قاعدة الوطية مقراَ لها.

وأكد آمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي أن العملية العسكرية كانت مؤجلة منذ خمس سنوات لجهود كانت تقوم بها حكومة الوفاق والقيادات العسكرية لتجنيب هذه المنطقة الحرب.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، حيث أكد الأخير أنه لا تسامح مع من يدمر المدن على رؤوس ساكنيها وأن الحكومة عملت المدة الماضية مع قياداتها العسكرية على خطة مُحكمة لإعادة المهجرين وتحرير المدن المختطفة.

وبحسب مراقبين، فإن عملية تحرير مدن الساحل الغربي إنجاز كبير سيسرع في إنهاء وتيرة الحرب على طرابلس وتحرير كل المنطقة الغربية.

لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.